رسوماتٌ على جدران غرفة قديمة

رسوماتٌ على جدران غرفة قديمة

محمد عميرة – القدس

[email protected]

غرفةٌ قديمة زينتْ جدرانها رسوماتٌ وصورٌ مختلفة ... 

في هذه الغرفة طلبةٌ جمعتهم الغربة، وألفت بين قلوبهم ... 

يتسامرون كلّ ليلة حتى ساعة الصفر ، وذلك بعد مراجعتهم دروسهم ...

هذا يحكي مأساة قريته حين شرّد أهلها ، ثم ينتقل إلى الحديث عن بساطة القرى بعد ذلك ،

وكيف أنها كانت خالية من التلفاز ، فكان الأقرباء يجتمعون في بيت أول رجل جلب التلفاز إلى القرية وكانوا وقتئذ يشاهدون مسلسل (صحّ النوم، 

ثم بدأ التلفازُ بالإنتشار رويدا رويدا .

وأحد الأصدقاء الثلاثة يحكي قصص جدّته عن (الغولة) وأنه وإخوته كانوا يجتمعون حول جدّتهم بشكل دائري بعد العشاء يسمعون القصة بلهفة وشوق ، فمنهم من يستمع لآخر القصة ، ومنهم من يغلبه النعاس .

والصديق الثالث يروي قصة سلامة الحسود .

يظلّ الأصدقاء يتسامرون حتى يطرحهم سلطان النوم ؛ فإذا هم حين يقظتهم قد وجدوا أنفسهم ملتحفين سقف الغرفة ، فيسارعون إلى عمل فطورهم الروتينيّ من البندورة المقلية مع البيض والفلفل الحار فإبريق الشاي بالنعناع تارة ، والميرمية تارة أخرى ، ثم الإنطلاق إلى محطة الحافلات لتنقلهم إلى جامعاتهم .

ورغم هذه الأشياء الجميلة إلا أنّ الحنين بين الفينة والأخرى يعتصر قلوبهم ، وهل غير الحنين للأسيرة فلسطين .

وبعد أن دار دولاب الزمان الصامت حتى ابتعد عن غرفتهم مسافة ثلاثة عقود كان في غرفة مشابهة لغرفتهم ، ومكان مشابه لمكانهم ثلاثة طلاب هم أبناؤهم لكن على جدران غرفتهم رسومات وصور مختلفة لأطفال ممزّقين ورسمة لجدار قد فتح الأطفال به فتحة ً لتدخل منها الشمس .