أعياد.. مع وقف التنفيذ
هنادي الشيخ نجيب
هل العيد-يا اٍخوتي-الاّ فرح وبشر وسرور؟!!
هل العيد اٍلا أوقات هنيئة بريئة... نقية جلية... شفافة زكية؟!!!
هل العيد اٍلا عودة لله صادقة... وروح بالحبّ ناطقة... ونفس للخير عاشقة؟!!!
شهر الأعياد أطلّ_شهر آذار(مارس)_ وبدارنا حلّ.. .وعن أحوالنا معه لا تسل!!!
ازدحمت فيه المناسبات...فعجّت وثجّت الأصوات: "كل عيد وأنتم في المسرات"...
وهذه لمحات عن تلك المسرات:
عيد الحبّ فات... وأغرى الناس بحبّ الجسد فأثار الشهوات..
عيد المعلم مرّ على أنقاض بعض المعلمين... مرّ على تلاميذ لا يقدرون للعلم قدره... ولا يقيمون للعقل وزنه... ولا يعرفون للناصح حقّه... واستقر في دار أولئك المعلمين الذين امتهنوا التعليم ولم يتقنوه... وعرفوا الحق ثم حرفوه... أشاعوا الرذيلة واٍرث الأنبياء ما حفظوه...
عيد الأم يطرق الأبواب... والأم منكوبة بالأحباب... نسيها الأصحاب... واستباح عرضها الأغراب...
زهد بها القريب... وجفاها الولد الحبيب...
أكل صحتها وأفناها... ثم في دار كئيب واراها...
عيد الطفل آت... منسوج بالجراح والعذابات...
المحتفى به مقتول... والرصاص فوق جسده الطاهر يجول...
مستخدم في الحروب... ضائع على الدروب... في الحالتين ضحية:غالب أم مغلوب...
مستغل مسكين... في ظلمة القهر سجين... وفي غيابة الجوع كمين...
اللائحة طويلة... لكن الوقائع هزيلة والنفوس عليلة..
أعياد ترقع واقعاً تشوهت ملامحه فذهب لحمه عن عظمه... فيا لتلك الابتسامات المريضة...
أعياد قامت على أنقاض نفوس مضطربة تعيش همّ الكثرة الخيالية وعلى حساب نفوس مطمئنة لا تكثر فيها الأشياء الكثيرة... فالعبرة بروح النعمة لا بمقدارها...
مناسبات ارتبطت بتواريخ لا تاريخ لها...
أفراح الفكرة العابثة... أعياد المادة... احتفالات "موت المعنى" و"وفاة المبدأ".... أعياد يستريح فيها الضعف من ذلّه... أعياد غيّرت ملابس المخلوقين ولم تسبغ عليهم لباس التقوى واليقين...
مستوردة غريبة...لا تقيم حالاً... ولا تصلح بالاً...
وبرغم هذه الجراحات التي تستنزف أملنا ورجاءنا اٍلا أننا قوم مرتبطون بمعنى العيد وفرحته وجلاله...
نلاحقه كما تلاحق الفراشة الجميلة ضوء الشمس الساطع...
وها هو يحلّ عندنا كل يوم... يتردد علينا ...لا ينسانا من فرحه وبهجته وراحته... ولا ننساه من دعائنا واستقامتنا... ذلك لأن (كلَّ يوم لا تعصي الله فيه فهو عيد)..
وكل يوم وأنتم في عيد...