الظلم والطغيان سبب هلاك الأمم
الظلم والطغيان سبب هلاك الأمم
رضوان سلمان حمدان
الظلم نوعان ؛ ظلم الناس لأنفسهم بالفسق والفجور والخروج عن طاعة الله والتظالم فيما بينهم ، وظلم الحكام لشعوبهم على نحوٍ يهدر حقوقهم ويذهب بعزتهم وكرامتهم ، مما يجعل الأمة ضعيفة غير صالحة للبقاء ؛ فيسهل على الأعداء هزيمتها واستعبادها ويصدق عليها قول الله عز وجل : ﴿ وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴾ ]الأنبياء: 11[.
إن الدول يمكن أن تبقى مع الكفر إن عدلت ، ولا تبقى مع الظلم وإن أسلمت ، إذ ليس من سنته تعالى إهلاك الدولة بكفرها فقط ، ولكن إذا انضم للكفر ظلم حكامها للرعية وتظالم الناس فيما بينهم يقول عز وجل : ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ ]هود: 117[.
ومن آثار الظلم خراب البلاد اقتصاديًّا وعمرانيًّا وزُهد الناس في العمل والإنتاج وسعيُهم الدائم للفرار والخروج منها ؛ مما يجعل الدولة ضعيفةً أمام أعدائها الخارجيين إن بقيت قوة الطغيان على مواطنيها الضعفاء والمظلومين ، يقول تعالى : ﴿فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ﴾ ]الحج: 45[.