6 دقائق فقط

هنادي الشيخ نجيب

[email protected]

أيّها الشباب المتوقّد همّة وعزيمةً...

مسألة معقّدَة أتعبتني في محاولة فك رومزها وربط أجزائها، فرغبتُ أن أطرحها عليكم وأستشيرَكم بشأنها...

لا تذهبوا بعيداً في التخمين... فالسؤال ليس "حزّورة" مركّبة حلُّها في قلب الحروف أو بالفهم المعكوس...

هاكم المسألة، اقرؤوا ثمّ فكّروا.

ما هو الأمر المهمّ جداً جداً... وله كبير الأثر في حياتكم، ومع ذلك لا تعطونه من وقتكم في اليوم أكثر من 6 دقائق فقط؟!

لتقريب الصورة سوف أذكر لكم بعض جوانب أهمية ذلك الأمر:

· يساهم في الإعداد النفسي والعاطفي والمعرفي...

· يعزِّز ثقتكم بأنفسكم.

· يحفّزكم على المبادرة.

· يُنمّي قدرتكم على الابتكار.

· يملِّككم موادّ معرفية هي مفاتيح للحوار والمناقشة.

· يزوّدكم بالشواهد والبراهين ويقوِّي مهارة الإقناع عندكم....

هل بَدَت لكم ملامح هذا الأمر العظيم؟!

ألم تستغربوا كيف أنَّ أمراً بهذه الأهمية وهذا التأثير لا يأخذ من عنايتكم إلا 6 دقائق يومياً؟

دراسة أمريكية أُجرِيَتْ على عشرات الناجحين حول العالم في محاولة لرصد أسباب نجاح أولئك الذين بلغوا قمّة المجد في شتى المجالات... أتدرون ماذا كان القاسم المشترك بين الجميع؟

إنّهم – جميعاً على اختلاف تخصصاتهم – يقرأون حوالي 50 كتاباً في السنة، أي ما يعادل كتاباً واحداً في الأسبوع!!

ستقولون: وما هي "الست دقائق" التي ذكرتيها؟ وما علاقتها بالموضوع؟ أجيب: إنها الدقائق اليومية اليتيمة التي "يخصصِّها" المواطن العربي – بحسب تقدير أصدرته الأونيسكو مؤخّراً – ليتثقّف ويطّلع ويتطوّر وينجح ويتفاعل....

لن أعود إلى الوراء لأقارن بين هذين النموذجين – الغربي والعربي – في نقطة النّهم الثقافي والاهتمام بالقراءة والاعتناء بغذاء العقل، بل سأفسح لكم المجال لدراسة هذه الوقائع وتحليلها وتفسيرها لبناء خطوات جادّة وفاعلة لتخطّي حالة الترهّل الثقافي والفتور الذهني... على أمل ألاّ تعدًُوا هذه الأسطر من ضمن الدقائق الستة!!

من سلسلة: "إشراقة غدي"