لا تبخل بكنزك

فاطمة عبد المقصود

لا تبخل بكنزك

فاطمة عبد المقصود

[email protected]

رغم أننى أدرك الأثر الكبير للابتسامة وقيمتها فى جلب الحب والسعادة، إلا أننى قد ازددت يقينا بعظمة ديننا الحنيف الذى جعل الابتسامة صدقة ننال بها الأجر وتكتب لنا بها الحسنات، ذلك حين رأيتها وأسرتنى ابتسامتها الصافية، كانت تبتسم للجميع رغم أنها لا تعرفهم كأنما تفتح قلبها وقلوبنا معها لعالم ملىء بالحب والجمال..

رأيتها فى ذلك المسجد الجديد، كانت حديثة عهد بالإسلام ورغم ذلك فقد شعرت أننى رأيتها من قبل، فوجهت إليها سؤالى: ألم نلتقى من قبل؟ ثم تبين لى بعد تعارف قصير أنها المرة الأولى التى ألتقيها فيها.. وتأكد لى أن ابتسامتها الصافية الوضيئة هى ما جعلها تحظى بذلك الإلف وتدخل القلوب بلا استئذان، لقد كانت كأنما تهدى بطاقات حب وباقات ورود لا تراها العين ولكن تصل إلى الأعماق وهكذا فعل الوجه فى النفوس..

وسألت نفسى، ترى لو أدمنت مجتمعاتنا تلك الصدقة التى دعا إليها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ماذا سيكون عليه الحال؟

إن الابتسامة ليست صدقة للمفلسين كما قد نظن، بل هى كنز قد يفوق الملايين لأن صاحبها يمتلك القلوب وهى الأغلى بالتأكيد، وإن أولى الناس بقلب منبسط مريح متبسم فى وجه الناس هم أتباع الحبيب المصطفى الذى لم يرى إلا متبسما صلى الله عليه وسلم.

إن ابتسامات المسلمين لغيرهم هى رسائل تدعوهم للدخول، إنك تفتح لهم بابا قد ظنوه مغلق، فما زال كثير من الغرب يظنون المسلمين قلوبا قاسية متحجرة لا تعرف الحب ولا الابتسام، وقد تدعوه ابتسامتك المرحبة للسؤال يوما فتكون قائده إلى النجاة والهدى.

أما الابتسامة بين المسلمين أنفسهم فهى كفيلة بأن تزيل الشوك والجراحات الغائرة لتزرع بدلا منها وردا يريح القلب ويمتع العين ويملأ الجو بأريجه الطيب، فلنتفقد وجوهنا كل وقت ولنعودها الابتسامة الراقية الصادقة لننال بها أجرا ونفتح بها قلوبا ونعيش بها حبا مع الله ومع الناس.