حمار الشيخ

كلنا روس ما فينا كنانير

جميل السلحوت

[email protected]

يبدو انني وحماري قد اصبحنا عملة نادرة في هذا الوقت بحيث ان رؤية رجل يخيل على حمار اصبحت فرجة يتمتع بالنظر اليها من لم يعودوا يقتنون الحمير والبغال وحتى الخيول التي تغنى بها احمد بن الحسين الذي لقبوه بالمتنبي لزعمه بانه نبي الشعر عندما قال "اعز مكان في الدنى سرج سابح" فلم يكن يعلم- يرحمه الله-بانه سياتي من بعده اجيال لا يسرجون على الخيل ولا خيل عندهم يسرج عليها الرجال وحتى انهم تخلوا عن اضعف الايمان فلم يعودوا يقتنون الحمير والبغال كما فعل اباؤهم وبالتالي لم تعد تعنيهم الارض في شيء فأضاعوها وهم يغنون "امجاد يا عرب امجاد" فسبحان مغير الاحوال!!

ولا اعلم ان كانت ندرتنا-انا وحماري-هي لصالحنا ام ضدنا في هذا الزمان الذي تشقلبت فيه الامور واصبح "اللكع" و"الرويبضة" فيه ذوي شان وهذا من امارات قيام الساعة.

لكن والحق يقال فانني عندما اذهب لاحدى مؤسساتنا لقضاء امر ما يتجدد ايماني ويقوى بان رسولنا عليه الصلاة والسلام لم يكن ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى عند ما قال "رحم الله امرءا عرف قدر نفسه" فاعرف قدر نفسي واضعها في مكانها الصحيح وهو انني خلقت لحراثة الارض وفلاحتها ، وان الله يرزق من يشاء بغير حساب فسبحانه وهو العلي القدير.

ويزداد ايماني بحقوق شعبي في التحرير والاستقلال عندما ارى امكانات شعبي في انجاب جيش من الموظفين الكبار يشغلون مختلف المؤسسات بالجلوس على مكاتب وثيرة وكراسي دوارة وهزازة بحيث انهم لم يعودوا بحاجة الى موظفين فنحن مثلما قال مثلنا الشعبي "كلنا روس ما فينا كنانير" والكل له مؤهلاته النضالية والوساطية والمحسوبية فقريب الموظف الكبير او المحسوب علية كبير مثله.

ولا يعقل ان يكون غير ذلك فهذه سنة الحياة فثقافتنا تقول "خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام" وهذه حكمة توارثناها بمفهومها اللغوي الساذج ولا نستطيع استبدالها مع اننا استبدلنا الكثير من الايجابيات التي توارثناها.

اما انا فانني ارى نفسي اكبر من أي موظف كبير فانا ملك على ارضي وفي بيتي وعلى حماري وهذا يكفيني.