عروسٌ وقعتْ في الأَسرِ

مصطفى أحمد البيطار

عروسٌ وقعتْ في الأَسرِ

مصطفى أحمد البيطار

[email protected]

أيُّها السائلُ عن بغدادَ

************

هلْ سالَ دمعُكَ فوقَ الرفاتِ؟

هلْ له في الخدِّ أخاديدٌ وآثارُ....

فما ينفعُ خبرٌ ! والدماءُ تنبتُ

حقداًً لمستقبلٍ وتغوربها آبارُ...

أحياءٌ من الأحياءِ مُحيتْ من

 الوجود ولم يجتاحها إعصارُ...

تبت يداهم بما جنت .أجنونٌ

في الأرضِ؟أم عبثٌ وانتحارُ...

قلوب شبَّتْ بها النارُ فالتهمت

أقوات شعبٍ وتفحَّمتْ أشجارُ...

هتكوا أعراضاً كانت مصونة

في خدرهاولم يبق لهنَّ أستارُ...

عجَّتْ السماءُ بدخان أسود له

رائحة جثثٍ تفحمتْ فيا قهارُ...

شُهبٌ انقضَّتْ ورعود قصفت

وقيامة قامت فعمَّ الديار دمارُ ...

وعلا الصليب المنابر وتحكم

في البلاد عمائمُ سودٍ وزنارُ...

كمْ حرةٍ مصونةٍ فيك يابغدادُ

سُبيتْ وفاضَ دمع من مُقلتيها

ولازمها في حياتها ذلٌ وعارُ...

أيُّها السائلُ عن بغدادَ

************

كيفَ تغسلُ عاراً؟

 فما وقُوفكَ على خبرٍوفي كل

 ثانية أشلاءٌ تزرعُ الأرضَ

ويُساقًُ للموتِ. أقيالٌ وأحرارُ ...

سماءٌ تلفعَتْ بِجلبابٍ داكنٍ

وشمسٌ كسفتْ ولم نجدْ لوجه

الصبحِ إسفارُ ...

وبنو قومي يَشغلهم عن جلادهم

وإذلالهم دفٌ ومزمارُ...

يُشاهدون واقعاً أليماً ومنَ الهوانِ

أنْ تقومَ القيامة ُفي بغدادَ وحدَها

 ولم نحركْ ساكنا

والموتُ يحصدُ الأبرياءَ

والديارُ خلتْ من ساكنيها

وسيف الموت له إقبال وإدبارُ...

 

****************

أيُّها السائلُ عن بغدادَ

أما اتعظتَ بنائباتِ الدهرِ

كيفَ صَنعتْ بها الأقدارُ؟...

ياربَّنا نشكو إليك ذنوبَنا وتفريطَنا

فأحفظ بلادَنا وأعراضَنا

 وما حلَّ بإسلامنا, فالباغونَ فجّارُ ...