حلم في قهرستان؟!!

حلم في قهرستان؟!!

يحيى بشير حاج يحيى

عضو رابطة أدباء الشام

قال محدثي: لا أدري كيف أصف لك زيارتي لدولة قهرستان، خلال جولتي لتفقد أحوال المسلمين في العالم! وكيف وجدت نفسي في وزارة خارجيتها، قريباً من غرفة للاتصالات؟!

كان الارتباك مسيطراً على تصرفات الموظفين في هذا القسم، ظاهراً في حمرة وجوههم، وحركة شفاههم، واضطراب الأوراق بين أيديهم؟! كانت البرقيات والمكالمات من مختلف القارات، والموضوع الذي نتحدث عنه واحد، وهو وضع الأقلية المسلمة في بلدهم، وما تعانيه من اضطهاد وتضييق؟ وتصفية وملاحقة؟!

وتابع محدثي قائلاً: برقية مسؤول الأقليات الإسلامية في دولة استشهادستان تعلن أنه غير معني فيما لو ضربت مصالحهم في بلاده. والمتحدث الرسمي في إسلامستان يهدد بقطع العلاقات، ووزير خارجية جهادستان يبلغهم بأن الأخوة الإسلامية تفرض استنفاذ المسلمين والدفاع عنهم، مذكراً بعبر التاريخ ودروسه، وأن المعتصم جرد جيشاً عظيماً ملبياً استغاثة امرأة مسلمة!

ورئيس دائرة أوربة في خارجية عدلستان يطالب بنقل القضية إلى المحافل الدولية، ووزير الأخوة والمحبة في إنصافستان يلح في السماح لوفد يضم خمسين عضواً بزيارة المسلمين هناك، وتفقد أحوالهم.

يضيف محدثي: لقد أحسست بعزة الإسلام من خلال مكانة المسلم لدى إخوانه، واهتمامهم به.. وكدت أطير من الفرح، وأنا أرى موظفي خارجية قهرستان يكادون يتمزقون من الغيظ..

تنهد محدثي وقال: ثم فتحت عينيّ قبيل أذان الفجر بدقائق، وتذكرت أنني قبل النوم كنت أقرأ في كتاب السيرة النبوية، وأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى بيعة الرضوان لمناجزة قريش في غزوة الحديبية حين بلغه أن المشركين قتلوا الصحابيَّ الجليل، ذا النورين: عثمان بن عفان رضي الله عنه!!