العمل الصالح

العمل الصالح

حازم ناظم فاضل 

[email protected]

إن العمل الصالح وفعل الخير مهما يكن صغيراً فانه في ميزان الله عظيم ، وفعل الشر مهما يكن صغيراً فانه في ميزان الله عظيم أيضاً .. لأنه استناداً إلى الحديث الشريف : ( مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ لا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا ) رواه ابن ماجه .

فلذلك نرى أن عمل فعل خير واحد  لا يبقى واحداً بل يتعدى إلى مئات بل آلاف بل ملايين ، وان فعل عمل قبيح بشكل علني لا يبقى سيئة واحدة بل يتعدى ملايين خاصة إذا  انتقل هذا العمل عبر الأجهزة المسموعة والمرئية مثلاً .

    يقول الشاعر سعدي الشيرازي نقلاً عن الملِك العادل " أنو شيروان "

في كتابه المشـهور كلستان:

"إن أساس الظلم في الدنيا كان في بدايته قليلاً ، ولكن كل مَن جاء بعد ذلك أضاف إليه وزاده حتى بلغ إلى هذه الغاية التي ننشدها " .

   نعم ! إن فعل ظلم أو سيئة مهما يكن صغيراً يدرج صاحبه – إذا لم يتب – ضمن قائمة الظالمين أو الفاسقين الذين لعنهم الله في كتابه العزيز ،لأنه يكون مشتركاً في قافلة الظالمين أو الفاسقين .

   ويذكر أنه شب حريق في إحدى المدن في عهد سـيدنا سليمان عليه السلام وانه أمر بإخماده … وبينما كان يتأمل في كيفية إخماده لاحظ أن فأرة تسعى بقشة صغيرة فترميها في النار ، ويكرر الأمر… ولاحظ أن طائراً صغيراً يسعى بقطرة ماء يلقيها على النار ، ثم يعود إلى نبع قريب ويكرر العملية … وبعد إخماد الحريق سأل سـيدنا سليمان عليه السلام  الطائر والفارة عن فعليهما:

   فأجابه الطائر : أحببت أن أسهم في إخماد الحريق.

    وأجابته الفأرة : أحببت أن اسهم في إضرام الحريق .

     فكن أيها الأخ المســلم كالطائر– كما في الحكاية - ولا تكن كالفأرة .. فقيامك بعمل صالح صغير يدرجك ضمن القافلة المسلمة التي رئيسها محمد r  وسيصيبك من أجرهم ودعائهم في مشارق الأرض ومغاربها نتيجة قيامك بخدمة بسيطة في هذه القافلة المسـلمة ولكونك واحداً من أفرادها .

   وان القيام بأفعال سيئة وأمور مشــينة التي لا تليق بالمسلم سيدرج صاحبه ضمن القافلة الكافرة الظالمة التي رؤساؤها نمرود وفرعون وقارون ويستحق عقاب الله وعذابه .

    نعم إن الكفر يدوم ولكن الظلم لا يدوم ، وإذا دام دمّر .

    وإذا غرتك قوتك على ظلم الناس فانظر إلى قوة العزيز الجبّار من فوقك .

   

     ولقد صدق الشاعر :

لا تظلمنَّ إذا ما كنتَ مُقتدراً
تنامُ  عينكَ  والمظلومُ iiمُنتبهٌ


 
فالظلمُ تَرجعُ عُقباهُ إلى الندمِ
يَدعو عليكَ وعينُ اللهِ لم تنمِ