الربيعُ السّرمديّ
محمد عميرة – القدس
لطاما سابقت الأيام فتسبقني ، ونادراً ما أفعل ، وإذا سبقتها أشعر بلذّة النجاح .
ثمّة أشياء سـُــنَـنـّـيــّة دوما تـُـؤخّـرني ؛ لكني أشعر بالتميـّز لمـّا أشُقُّ النهر ضد التيّار بمجدافَيِّ اٌلإيمان والمحبة ؛ وإن احتاجت الأولى إلى الزيادة والثانية إلى الصبر .
لما أنكرتُ نفسي رماني والزورقَ النهرُ في بحيرة الطمأنينة .
ولما سكت الزورقُ وصار كالعابد يتمادى ... نزلتُ منه ببط ءٍ أغازلهُ فَرَحـاً ومعه أتماهى .
ألقيت بنفسي على بقايا أعشاب ِ من حزيران من فلول الربيع فجفـّـفـت الشمسُ المتخدّرةُ خلف أشجار الصنوبر ثيابي ببط ء .
ولما رأيت ُ وحدتي في هذا المكان الهادىء والنائي ، وصمت وجمال الطبيعة الصّاخب وددتُّ أن يتوقف الزمن بضعة أعوام ؛ وذلك من عَجَلي وضجري ؛ كي لا نرى الفراعنة ، وكي نرى ربيعا أطول من الفصول .