الإجازة الخالدة

لون السماء بدا بعد الغروب باللونين الأزرق والوردي كَـحُلّة ِ عريس، ويبعث في النفس البهاء بعد يوم حارّ من أيام تموز ، وبعد العودة من مدينة عمـّـان الجميلة التي كانت كالأم الحنون التي يأوي إليها المحزون والموجوع والسائح  والسّاعي لرزقه والمشتاق ، التقينا فيها بالأحبة والأقرباء وقد أظلتنا بمظلّـة الطمأنينة والهناء .

في صبيحة أول يوم من العودة ألقتْ الشمس بذهبها على جبال وأشجار ونوافذ منازل القرية المكلومة لِتـَــرى العربات المنتشرة في الطرقات كالدماء في الشرايين تـُـقِـلُّ السّاعين إلى أرزاقهم لأعمالهم متماهين مع الأطيار وغيرها كالنحل في الربيع والنمل في الصيف .

الأيام الجميلة سريعة المرور تكاد تكون كاحتساء فنجان قهوة سمراء ذلك لأن الدنيا دار تعب وابتلاء وعناء .

إن الظلم الذي طغى على الأرض كلها في هذا الزمن ولم يدع بيتاً إلا دخله يجعل المظلوم يشتاق إلى دار العدل والحساب والسلام ليبقى في إجازة لا تنتهي عند من لا يظلمُ مثقال ذرّة .

وسوم: العدد 678