خواطر من الكون المجاور.. الخاطرة 103 : حقيقة مكانة المرأة

في المقالة الماضية ذكرت أن الله عز وجل خاطب آدم فقط ولم يخاطب حواء ﻷن الله عز وجل خلقه أولا وعلمه هو فقط اﻷسماء ولم يعلم حواء وعلى هذا اﻷساس قلت بأن آدم يعتبر بمثابة اﻷكبر أو اﻷعقل طالما أن الله علمه مبادئ الحياة ولم يعلمها لحواء.

ويبدو أن بعض القراء ظنوا أن كلامي هذا عن آدم وحواء ينطبق بمعناه العام على الرجل والمرأة ، أي أن جنس الرجال من حيث التكوين الخلقي والعقلي أفضل من جنس النساء ، وهذا يعني أن مكانة الرجل بشكل عام في تطور المجتمعات الإنسانية أعلى من مكانة المرأة ، أي أن المرأة هي أقل من الرجل خلقيا ، أو أنها من المرتبة الثانية في المجتمع. وطبعا حسب أبحاثي هذا الرأي الذي يقول أن الرجل أفضل من المرأة خلقيا هو رأي خاطئ ﻷنه يناقض القوانين الكونية بأكملها. وهذا ما سأحاول إثباته في هذه المقالة إن شاءالله.

في الوهلة اﻷولى القراء الذين لديهم ثقافة إسلامية عن موضوع الفرق بين الرجل والمرأة في اﻹسلام سيرفضون رأيي الذي ذكرته، فحسب رأيهم بأنه هناك آيات قرآنية وأحاديث شريفة صريحة تؤكد على ان ا الله فضل الرجل على المرأة ﻷن تكوين الرجل أفضل من تكوين المرأة فاﻵية 34 من سورة النساء تذكر ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض... ) وهناك أيضا حديث شريف يذكر ( يا معشر النساء تصدقن وأكثرن اﻻستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار ، فقالت امرأة منهن جزلة : وما لنا يارسول الله أكثر أهل النار ؟ قال تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن ، قالت : يا رسول الله ما نقصان العقل والدين ؟ قال : أما نقصان عقلها فشهادة امرأتين تعادل شهادة رجل فهذا نقصان العقل ، وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر رمضان ، فهذا نقصان الدين ) والمقصود من ( تمكث الليالي فلا تصلي ولا تصوم رمضان. ) أن النساء تفعلن ذلك بسبب الحيض.

قبل أيام بحثت في الانترنت عن رأي علماء اﻹسلام بهذه اﻵية وهذا الحديث ، فوجدت أنه بالرغم من محاولة معظمهم في رفع شأن المرأة في اﻹسلام ولكن ومع ذلك أحسست وكأن دفاعهم عن المرأة لم يكن مقنعا بالشكل الذي يمكن أن يمنع كل رجل مسلم متهور يحقد على المرأة في إستخدام هذه الآية وهذا الحديث لتبرير رغبته في قهر المرأة وإلغاء شخصيتها ، وكذلك شرحهم كان يتركز في المقارنة بين وضع المرأة في الجاهلية ووضعها بعد نزول اﻹسلام ، ولكن وضع المرأة في عصر الجاهلية قبل اﻹسلام كان في أسفل السافلين ، لذلك مقارنتهم هذه لم تكن مقنعة بشكل تمنع أي شخص يريد اﻹساءة إلى اﻹسلام في إستخدامها للتأكيد على سوء معاملة اﻹسلام للمرأة مقارنة مع حقوق المرأة التي تطالب بها اليوم . فبعض علماء اﻹسلام يؤكدون على أن المرأة أقل درجة من الرجل في خلقها وتكوينها لذلك وحسب رأيهم أنه على كل إمرأة تؤمن بالله أن تقبل بهذا اﻷمر ﻷنه مقدر من الله.

عندما كنت طفلا صغير رأيت بأم عيني إنتحار الطفلة سعاد في حينا ، ومنذ ذلك الوقت لم أتقبل فكرة أن مكانة الرجل كتكوين طبيعي أعلى درجة من تكوين المرأة ، في ذلك الوقت شاءت اﻷقدار أن أعيش بظروف تمنعني من سماع هذه اﻵية وهذا الحديث ، وما جعلني أؤمن تماما بصحة أحاسيسي على أن الله فضل المرأة عن الرجل هو ما كانت تراه عيني في كل ما يحدث حولي ، وكان الحديث الشريف ( الجنة تحت أقدام اﻷمهات ) الذي أخذ مكانة هامة في عقلي وأحاسيسي ، قد دفعني منذ ذلك الوقت في البحث عن إثبات صحة الفكرة التي تقول ( المرأة ككائن حي أرقى من الرجل ) . وفي جميع مؤلفاتي أركز على هذه الناحية ليشعر بها كل قارئ. ﻷن هذه الفكرة حسب أبحاثي - والله أعلم - هي قانون الكون بأكمله ﻷنه يعتمد مبدأ ( حواء هي التي بدأت الخطأ في الجنة وخطؤها كان سببا في طرد اﻹنسان من الجنة ، لذلك فهي التي أخذت مسؤولية تصحيح ذلك الخطأ لتستطيع العودة مع أبنائها ثانية إلى الجنة ) . فوضع الرجل والمرأة على سطح اﻷرض مختلف تماما عن وضع آدم وحواء في الجنة ، حيث هناك كان أدم أفضل من حواء ﻷن الله علمه مبادئ الحياة وكان على آدم أن يعلمها هو بنفسه لحواء. .. أما على سطح اﻷرض فالوضع معاكس تماما المرأة هي التي تعلمت اﻷسماء أولا وهي التي تحاول أن تعلمها للرجل. لذلك نرى أن التوراة تذكر أن معظم أسماء اﻷنبياء قد وضعتها أمهاتهم وليس آبائهم. وهذا دليل على أن المرأة هي التي تعلمت اﻷسماء أولا والمقصود من اﻷسماء هو المعنى الروحي للشيء أو الحدث ، أي مضمونه. حيث رؤية المضمون هو ما نسميه البصيرة. أي أن البصيرة في المرأة أقوى من البصيرة في الرجل.

التفسير السطحي للآية القرآنية والحديث الشريف كما نعرفه اليوم ، كان مناسبا للعصور الماضية ، فمكانة المرأة في المجتمع كانت أقل درجة من الرجال وهذا شيء طبيعي ﻷن الأوضاع بجميع نواحيها كانت مختلفة نهائيا عن أوضاع العصر الحاضر ، فكل شيء في ذلك الوقت كان يعتمد على القوة الجسدية ، فكانت الحروب والمعارك تنشب ﻷتفه اﻷسباب لذلك كان المجتمع بحاجة إلى قوة جسدية لتدافع عن سكان ومصالح وثروات المجتمع . وكذلك كانت جميع اﻷعمال تعتمد على القوة الجسدية كالبناء ، الحدادة، الزراعة. .. إلخ، لهذه اﻷسباب كانت مكانة الرجل أعلى من مكانة المرأة ﻷن تكوين جسمه وعظمه وعضلاته وحجمه أكبر وأقوى بكثير من جسم المرأة ، ومن أجل ذلك كان المولود الذكر في ذلك الوقت أفضل من المولود اﻷنثى. ﻷن الذكر يستطيع القيام بكل اﻷعمال ، بينما الأنثى كان عملها يتوقف فقط على الولادة وتربية اﻷطفال. لذلك كانت المرأة بعيدة عن التعليم والعلوم والنشاطات الفكرية واﻹجتماعية .

أما اليوم فالوضع مختلف تماما حيث التطور العلمي والتقدم التكنولوجي ، قد ساهم في إختراع اﻵلات والأجهزة التي يمكنها من خلال لمسات الأصابع فقط أن تقوم برفع ثقل يبلغ مئات اﻷطنان، وآلات أخرى تستطيع أن تقوم بأشق وأصعب اﻷعمال ، مما جعل القوة الجسدية عديمة اﻷهمية في مثل هذه اﻷعمال ، وهذا سمح للمرأة أن تخرج من البيت للعمل وأصبحت تنافس الرجل في الكثير من المجالات ، ﻷن كل اﻷعمال تقريبا اليوم تتم عن طريق الكمبيوتر والتي يستطيع أي إنسان القيام به سواء كان امرأة أو رجل. لذلك جميع الصفات الجسدية التي كان يتمتع بها الرجل والتي أعطته مكانة عالية في المجتمعات العصور الماضية ، أصبحت اليوم أشياء عديمة اﻷهمية في تقييم مكانة العامل أو الموظف في المجتمع . حتى في المعارك والحروب أصبحت المرأة تستطيع أن تشارك ﻷن اﻷسلحة أصبحت تعتمد على الكومبيوتر أيضا. لذلك نجد في القرن الماضي أصبحت المرأة تطالب بحق المساواة مع الرجل ﻷنها تستطيع أن تنافسه في معظم المهن. وخاصة بعد أن دخلت المدارس وأصبحت تمتلك شهادات جامعية تسمح لها بممارسة التعليم والبحث العلمي.

في الماضي كانت المرأة لا تشعر بظلم قوانين المجتمع نحوها ، ﻷنها منذ ولادتها كانت تشعر كل شيء حولها يقول لها أن الرجل أفضل منها ، فكانت تتقبل الوضع وتتحمل كل أنواع الظلم وإساءات الرجال لها ﻷن روحها كانت تحمل أشياء من روح حواء لذلك كانت في مشاعرها تعلم أنها تكفر عن خطيئتها ، وأنه يوما ما ستجعل من الرجل كائن وديع طيب يفهم معاناتها وجهودها العظيمة عبر تاريخ اﻹنسانية الطويل ، اليوم المرأة حققت حلمها هذا ولكن للأسف فرغم التقدم العلمي الذي وصلت إليه اﻹنسانية ولكن اﻹنسانية نفسها وقعت في خدعة القرن التاسع عشر ، فمن ناحية التطور المادي نجد أنه أصبح هناك تقدم كبير في علم الطب واﻹختراعات ولكن من ناحية التطور الروحي فنجد اﻷمور على العكس تماما فجميع المجتمعات اﻹنسانية اليوم تعاني من إنحطاط روحي يجعلها تبدو وكأنها لا تختلف في سلوكها عن المجتمعات الحيوانية ( للمزيد عن خدعة القرن التاسع عشر الرجاء العودة إلى الخاطرة رقم 28 )

شعور المرأة اليوم يختلف نهائيا عن شعور المرأة في الماضي ، وهي لن تقبل أن تكون أقل من الرجل ﻷنها أثبتت في مجالات عديدة أنها تستطيع أن تنافسه وتتغلب عليه أيضا. بعض الرجال لا يزالون يؤمنون بأن الرجل أفضل من المرأة في معظم اﻷعمال ، ولكن هنا يجب أن ندخل في حسابنا أن الفترة الزمنية التي بدأت المرأة فيها المشاركة في النشاطات الإجتماعية والفكرية هي فترة زمنية ضئيلة جدا تقدر بأقل من قرن من الزمن لذلك كان من الطبيعي أن تكون خبرة النساء في التعامل مع اﻷمور خارج البيت ضعيفة ، لا يمكن مقارنتها بخبرات الرجل التي تقدر بآلاف السنين ، ولكن من المتوقع في المستقبل القريب عندما تكتسب المرأة خبرات جديدة في التعامل مع ظروف الحياة العلمية والمهنية أن تتفوق على الرجل في معظم المهن المسؤولة عن تطوير البيئة الروحية واﻹجتماعية للمجتمعات الإنسانية ، ﻷن تكوينها الروحي أرقى من الرجل ، وما تحتاجه اﻹنسانية اليوم للوصول إلى الكمال الروحي والجسدي موجود بشكل أفضل في المرأة. فيمكننا أن نقول أن عصر الرجل قد إنتهى وأن اﻹنسانية اﻵن تبدأ بعصر جديد يجب أن تكون المرأة فيه هي التي تمسك بعجلة القيادة وإلا فإن اﻹنسانية ستصل إلى طريق مسدود ﻷن الرجل قد أعطى كل ما عنده ولم يعد لديه أشياء جديدة ليقدمها لﻹنسانية . واﻹنسانية اليوم تحتاج إلى منهج جديد في السلوك والتفكير وهذا المنهج بحاجة إلى ميزات تملكها المرأة وليس الرجل.

ما ذكرته عن دور المرأة في العصر الحديث ، قد يبدو أنه يعارض تماما معظم آراء علماء الدين اﻹسلامي ، ولكنه في الحقيقة لا يعارض نهائيا تعاليم الدين اﻹسلامي، فما ذكرته مطابق تماما لمعاني آيات القرآن الكريم واﻷحاديث الشريفة عند رؤيتها بشكل شامل وليس بقراءة حرفية سطحية وسأحاول عرض الموضوع من جميع زواياه لنصل إلى رؤية شاملة تسمح لنا رؤية جوهر اﻹختلاف بين تكوين المرأة وتكوين الرجل من الناحية الجسدية والناحية الروحية .

الحديث الشريف يذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من؟ قال : ثم أبوك "

كما يبدو في الحديث الشريف الرسول ذكر اﻷم ثلاثة مرات قبل اﻷب أي أن اﻷم مكانتها أعلى من مكانة اﻷب وهذا التفضيل لم يحدث عبثا ولكن له معنى أن الله إختار المرأة لتحمل هي المولود الحديث ﻷنها في تكوينها الروحي والجسدي أرقى من الرجل. فهي التي تحمله تسعة أشهر وهي التي سترضعه وترعاه وتعلمه وهو صغير. أما اﻷب فدوره تأمين حاجات العائلة واﻹنفاق على أفرادها ، فدور المرأة هو تأمين الحاجات الروحية ﻷفراد العائلة ، أما الرجل فدوره تأمين حاجاتهم المادية ، لذلك يعتبر دور المرأة أرقى من دور الرجل ﻷن اﻹنسان هو كائن روحي أولا وحاجاته الروحية أرقى بكثير من حاجاته المادية ،فهو يختلف عن جميع الكائنات الحية الأخرى لهذا السبب ، حيث أن جميعها لها حاجات مادية فقط.

الحكمة اﻹلهية في تصميم سفر التكوين ( أي خلق وتكوين اﻹنسان ) نجد أن قصص هذا الكتاب تنتهي بقصة يوسف عليه السلام ، حيث نجد أن إسم أبوه هو يعقوب ومعنى هذا اﻹسم من كلمة العقب أي قدم اﻹنسان أو رجله ، ومن هذا المعنى أعطت اللغة العربية كلمة ( رجل ) لتعبر عن مذكر اﻹنسان ، فكلمة رجل هي نفسها ( رجل ) أي قدم اﻹنسان ، أما إسم أم يوسف فهو راحيل وهذا اﻹسم يسمع بالعربية وكأنه يتألف من مقطعين ( راح - إل ) حيث المقطع اﻷول ( راح ) يعني ( كف يد اﻹنسان ) أما المقطع الثاني ( إل ) فيعني الله في اللغة العبرية ، أي أن الرجل هو القدم أم المرأة فهي اليد ، وهذا التشبيه يتطابق تماما مع معنى الفقرة السابقة ، حيث وظيفة القدم هي حمل الجسم والسير ، وهي وظيفة مادية ، لذلك كانت أصابع القدم لا عمل لها سوى تأمين التوازن أثناء الوقوف و السير ، أما اليد فهي تحوي على رمز روح الله ( Λا ) وهي أيضا أداة الإبداع في اﻹنسان لذلك كان شكل وتوضع اﻷصابع في كفه بطريقة تسمح لكل أصبع بالقيام بوظيفة مختلفة عن اﻷخرى وهذا ما تتميز به يد اﻹنسان عن سائر الحيوانات لذلك إستطاع اﻹنسان أن يشق في تطوره طريق مختلف نهائيا عن تطور الحيوانات ، فاﻹبداع هو صفة ترتبط بالإنسان فقط وهي وظيفة روحية، لذلك تعتبر يد اﻹنسان أرقى من قدمه ، أيضا نجد أن اللغة العربية أعطت أنثى اﻹنسان إسم له هذا المعنى الراقي وهو ( امرأة ) فهذه الكلمة تسمع وكأنها تتألف من مقطعين (ام - رأة ) ، اﻷول هو ( أم ) أي والدة ، والثاني ( رأة ) أي ( رأت ) بمعنى بدأت ترى والمقصود هنا رؤية البصيرة ، وهذا يعني أن الرؤية عند المرأة تعتمد على البصيرة أما عند الرجل فتعتمد على الرؤية المادية ، فعين الرجل ترى شكل الشيء بينما عين المرأة فهي ترى مضمون الشيء. لذلك عين المرأة أرقى من عين الرجل. ﻷنها عين الروح أما عين الرجل فهي عين المادة.

نتائج الأبحاث العلمية أيضا توافق تماما الفكرة التي شرحناها. حيث أثبتت التجارب أن المرأة تمتلك ذاكرة بصرية أقوى من الرجل حيث أن عين المرأة تستطيع أن تحتفظ بالملامح و اﻷشياء واﻷلوان الموجودة سواء في لوحة أو على الطاولة أو في وجه إنسان بشكل أفضل من عين الرجل لذلك تعتبر العين حاسة أنثوية ، أيضا حاسة الشم في أنف المرأة أفضل من أنف الرجل ، لذلك اﻷنف يعتبر حاسة أنثوية ، وكذلك حاسة اللمس في أصابع يد المرأة أفضل من يد الرجل ، لذلك تعتبر حاسة اللمس حاسة أنثوية. أما حاسة السمع فقد أثبتت التجارب أن نوعية السمع في أذن الرجل أفضل من أذن المرأة لذلك تعتبر اﻷذن حاسة ذكرية ، وكذلك حاسة الذوق في لسان الرجل أقوى من لسان المرأة، لذلك يعتبر اللسان أيضا حاسة ذكرية.

هذه النتائج العلمية في نوعية الحواس تطابق تماما تصميم اللغة العربية فإسم آدم له القيمة الرقمية 34 حيث :

حيث الرقم ٤ في اﻷرقام الهندية التي يستخدمها العرب له شكل أذن إنسان ، والرقم ٣ له شكل فم إنسان ( كما توضح الصورة ).

أما إسم حواء فله القيمة الرقمية 62 حيث :

حيث الرقم ٦ في اﻷرقام الهندية له شكل جبين اﻹنسان ، أما الرقم ٢ فله شكل عين اﻹنسان كما توضح الصورة. فرقم القيمة الحرفية ﻹسم حواء مطابق لمعنى كلمة ( إمرأة ) أي اﻷم بدأت ترى.

لا شيء يحدث بالصدفة وكل ما ذكرناه مترابط ببعضه البعض وكل شيء يحدث ضمن خطة إلهية ، فتكوين الرجل والمرأة مترابط مع تكوين اللغة العربية ومع تصميم التوراة والقرآن الكريم ، ومما سبق يمكننا توضيح سبب إختيار اﻷنبياء رجالا وليس نساء ، وإسم نبي اﻹسلام ( محمد ) يوضح لنا أن النساء أرقى من الرجال ، فالقيمة الرقمية ﻹسم محمد هي 62 حيث :

الرقم ( 62 ) الذي هو القيمة الرقمية لإسم ( محمد ) هو نفسه القيمة الرقمية ﻹسم ( حواء ) ، وهذا ليس صدفة ولكن حكمة إلهية لها معنى أن رسول الله أخذ دور المرأة في التطوير الروحي للإنسانية ، وهذا يعني أن رأي علماء المسلمين الذين يعتمدون على كون جميع اﻷنبياء رجال ليؤكدوا على أن الرجل أرقى في تكوينه من المرأة هو رأي خاطئ ويعارض جميع القوانين الكونية ، فالسبب الحقيقي لإختيار الأنبياء رجالا هو ﻷن الوضع العام للمرأة في العصور الماضية كان غير مناسب لتقوم هي بدور اﻷنبياء ﻷنها إمرأة وكل شيء كان ضدها في ذلك الوقت كما ذكرنا قبل قليل ، حيث معظم الرجال كانوا ينظرون على أن مكانة المرأة أقل من الرجل في المجتمع لذلك كان من الصعب أن تقوم المرأة في نشر أي دين جديد. ومن أجل ذلك أخذ اﻷنبياء دورها في التطوير الروحي لﻹنسانية.

ليس من الصدفة أنه كان مع كل نبي نبي آخر يساعده في نشر الدين الجديد ، حيث اﻷول يأخذ الدور الروحي ( دور المرأة ) والثاني يأخذ الدور المادي ( دور الرجل ) ، في الديانة اليهودية مثلا كان موسى و هارون عليهما السلام ، حيث أخذ موسى دور المرأة وهارون دور الرجل ، لذلك إذا تمعنا في آيات سفر الخروج نجد أن جميع المعجزات التي خرجت من عصا موسى والتي حدثت لتدمير فرعون وأتباعه كانت تخرج عندما يعطي موسى العصا لهارون أي تدمير أعداء الله كان من يد هارون وليس يد موسى ﻷن هارون أخذ دور الرجل في حماية اليهود بينما موسى صنع المعجزات المفيدة لليهود - كخروج الماء من الصخر ليرتوي اليهود منه - ﻷن موسى أخذ دور المرأة ، والمرأة كائن مسالم دوره تنمية الخير وليس تدمير الشر. وأيضا في الديانة المسيحية كان عيسى ويحيى عليهما السلام ، عيسى أخذ دور المرأة ويحيى أخذ دور الرجل ، لذلك في اﻹنجيل نجد النبي يحيى يقول بأنه يعمد بالماء ( تطهير الجسد ) أما عيسى فيعمد بروح القدس ( تطهير الروح ) .

وأيضا في اﻹسلام نجد محمد وعلي ، محمد صلى الله عليه وسلم أخذ دور المرأة لذلك لم يشارك بشكل فعلي في المعارك والحروب ، أما علي رضي الله عنه فقد كان من أقوى المقاتلين في جيوش اﻹسلام لذلك لقب بأسد اﻹسلام . وإن إنقسام اﻹسلام إلى سنة وشيعة له هذا المعنى ليعبر عن أهمية مكانة علي رضي الله عنه في اﻹسلام ، وليس من الصدفة أن نجد أن معظم العلماء الذين أبدعوا في العلوم المادية كانوا من بلاد الفرس ، وأن الذين أبدعوا في العلوم اﻹنسانية فكانوا من السنة. وما يحدث اليوم من عداوة وبغضاء بين السنة والشيعة لا يدل سوى على مدى إنحطاط معارف علماء المسلمين بدينهم وبالعلوم المختلفة . فمن يستخدم الرؤية الشاملة سيعلم أن ظهور اﻹختلاف في الرأي بين السنة والشيعة لم يكن إنشقاقا ولكن حكمة إلهية توضح حقيقة دور الرسول ودور علي ، وأنه لكي يقوم اﻹسلام بدوره الحضاري الروحي والمادي في إصلاح المجتمعات اﻹسلامية يجب أن يكون هناك تعاون كامل بين السنة والشيعة. ....

يتبع في اﻹسبوع القادم إن شاء الله

وسوم: العدد 688