امتحان التهدئة وطموحات السنوار
كتب المحلل العسكري أمير أورن مقالاً تحت عنوان ( إمتحان التهدئة وطموحات السنوار )، نشره موقع وللا نيوز على موقعه الإلكتروني يوم الجمعة 17/8/2018 حيث قال :
شكلت مسألة تسلسل الإجراءات المطلوب من " إسرائيل " وحماس والأطراف المساعدة لهم الموضوع الرئيسي خلال المحادثات في موضوع التسوية، ويعد المحافظة على الهدوء الحالي في قطاع غزة بمثابة المرحلة الأولى من الإتفاق، في أعقاب ذلك سيتعين على الأطراف التعامل مع القضية المثيرة للجدل المتمثلة في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل معلومات حول الجنديين الأسيرين لدى المقاومة هدار غولدين وشاؤول أرون.
وأضاف أورن بأنه في يوم في 25/7 التقى وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل الذي كان قد يعرف بومباو من منصبه السابق كرئيس لوكالة CIA، في الواقع فإن مثل هذه اللقاءات مع موظفي الاستخبارات من الدول الأجنبية ليست مدرجة في الجدول الأعمال للمسؤولين في واشنطن، حيث تعقد هذه الاجتماعات في الظل – بعيداً عن عيون الإعلام -، هذا مشابه تماماً عندما وصل رئيس الموساد السابق اسحق حوفي في مؤتمر كامب ديفيد قبل 40 سنة.
يمكن لنا أن يتكهن فقط لماذا بدأ بومبيو بنشر اجتماعه مع كامل ؟ لقد عرف بومبيو أن الترتيبات بين " إسرائيل " وحماس كانت تتم بوساطة مصرية، وكان يريد فقط التأكد من أن الولايات المتحدة ستظهر في موقع من لعب دور الإتفاق، ومن غير الواضح ما إذا كان بومبيو وزملاؤه في إدارة ترامب قد قدموا مساهمة حقيقية في العملية التسوية، فمن الممكن أنهم ينتظرون المرحلة التالية في الأسابيع المقبلة.
القناة المصرية هي واحدة من اثنين من القنوات المحافظة على التنسيق المتبادل، لقد أُعجب من في " إسرائيل " بعمل مبعوث الأمم المتحدة إلى نيكولاي ملادينوف الشرق الأوسط حيث وصف بالدبلوماسي، الذكي، والنشيط، لا يعرف الكلل فلم يتعب من المحاولات المتواصلة لإبرام تهدئة بين الإسرائيلين والفلسطينين، بالإضافة الى ذلك الإسرائيليون أن ملادينوف يعتقد مهمته قد تبعده في نهاية الطريق عن جائزة نوبل للسلام.
وأضاف أورن بأن من يتربع في الجانب الإسرائيلي في المحادثات هما رئيس الشاباك " نداف أرجمان " ، ورئيس مجلس الأمن القومي " مئير بن شبات "، وهما على تواصل مباشر مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهذه العلاقة تقلل من تأثير وزير الدفاع افيغدور ليبرمان في مجريات الأمور، وفي الوقت نفسه فإن الجيش على علم بما يحدث، ولكنه أقل تدخلاً في المحادثات، أما على الجانب الفلسطيني فمن يقرر في غزة هما يحيى السنوار وإسماعيل هنية.
وتتمثل القضية الرئيسية التي تتم مناقشتها تسلسل الإجراءات المطلوبة من الجانبين والأطراف الخارجية المساعدة لهما، حيث يتطلب من مصر تسهيل حركة معبر رفح، بينما يتطلب من قطر تحويل الأموال، وتمثل المرحلة الأولى الحفاظ على الهدوء الحالي من دون بالونات حارقة وبدون هجمات على حدود القطاع، عمل الهدوء المستمر منذ أيام الى فتح معبر كرم أبو سالم ومرور البضائع إلى قطاع غزة، بالإضافة الى توسع منطقة صيد الأسماك، حيث يستفيد من ذلك أيضاً المنتجين والمستوردين والتجار والسائقين الإسرائيليين.
يوم الجمعة هو الاختبار الحقيقي لهذه المرحلة، إن عدم حدوث أي مواجهة على الحدود سيثبت أن حماس ملتزمة بموقفها، وبعد فترة قصيرة سوف يبدأ المال في التدفق الى غزة، ومن الممكن ان تعود السلطة الفلسطينية الى القطاع أيضاً.
السنوار يطلب من " إسرائيل " أن تدفع ثمناً باهظاً
في الواقع لم يتم تحقيق أي شيء من البنود التي أدرجت في مشروع اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب الأخيرة على القطاعفي صيف 2014، لأن السنوار لم يكن مستعدًا للالتزام بإعادة الجنود هدارغولدين وأورون شاول مقابل إطلاق سراح أسرى الفلسطينيين.
يحاول السنوار الذي أفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار إعادة هذا الإنجاز من قبل حماس، للأسرى المتبقين في السجون الإسرائيلية، السنوار طلب ثمناً باهظاً مقابل معلومات حول مصيرغولدين وشاؤول، وهو أن تطلق" إسرائيل " سراح جميع الأسرى المعاد إعتقالهم والذين تم الإفراج عنهم في صفقة وفاء الأحرار، " إسرائيل " من جانبها تسعى إلى المساومة، ولكن السنوار مُصر على ذلك.
وختم أورن مقاله بقوله " حتى وإن نجح ملادينوف وكامل في إزالة هذا الحاجز، فإنه من الصعب تقليل الفجوة بين الثمن الذي تطلبه حماس المتمثل في الإفراج عن المئات الأسرى، و بين ما تفكر " إسرائيل " في دفعه".
وسوم: العدد 786