السياسيون اليونانيون وتطلعهم إلى الكيان
منذ عام 2010 حدث تحول كبير في السياسة الخارجية اليونانية تجاه منطقة العالم العربي. إذ انفتحت اليونان على الكيان بشكل غير مسبوق، وفتحت أبواب التعاون معه في كل مجال، بحجة اتخاذ موقف متوازن في الشرق الأوسط.
في المقابل تمّ تفريغ العلاقات العربية اليونانية من كل محتوى أو تعاون جوهري مع الحفاظ على التبادل التجاري والاستثماري البعيد عن السياسة.
وفي الفترة الأخيرة كثر استشهاد سياسيين يونانيين - بشكل أساسي من اليمين- بحالة الكيان، معتبرين أنه " فتوّة الشرق الأوسط" و"القوة الرادعة في المنطقة"، ومتطلعين إلى أن تكون اليونان حالة مشابهة للكيان في منطقة البلقان وشرق المتوسط.
هذا التطلع غير الأخلاقي يؤكد مسألتين:
- الضرر الكبير الذي ألحقته بنا عملية التطبيع الرخيص الذي تقوم به أنظمة عربية مع الكيان، حيث فتحت المجال لكل مطبّل وشعبوي في أوروبا بالقيام بتطبيع صاروخي معه، رغم استمرار وازدياد جرائمه بحق الأطفال والعزّل في فلسطين.
- أهمية اكتساب القوة الرادعة لهؤلاء الانتهازيين من خلال أصوات الجاليات العربية في أوروبا ومشاركتها في العملية السياسية بفعالية.
إن الانحدار في أخلاق بعض السياسيين الأوروبيين لا يردعه إلا وجود كتلة انتخابية تشارك في العملية السياسية وتعاقب من يتعامل مع هذا الكيان وتردعه.
الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا أصبحت وحدها في مواجهة تيار التطبيع غير المسبوق مع الكيان، لكنها ليست عاجزة وتستطيع أن تفعل الكثير.
وسوم: العدد 797