السيسي أداة الصهاينة للتخلص من الإسلام السياسي

القاهرة طلبت دعم إسرائيل عقب سقوط الطائرة الروسية

السيسي يمثل الحارس الأمين لدولة الاحتلال الإسرائيلي

وسائل الإعلام الإسرائيلية احتفت بتصريحات السيسي لـ سي بي إس

الإسرائيليون يعتبرون السيسي أكثر وفاء ونفعاً لهم من نتنياهو

إسرائيل والسيسي يغذيان الجماعات المتطرفة للتخلص من المعتدلة

نيويورك تايمز كشفت شن طائرات إسرائيلية 100 هجوم في سيناء

حروب التيه وثق استهداف الطيران الإسرائيلي مدنيين سيناويين

أكد أبوبكر خلاف المحلل السياسي المصري المختص بالعلاقات الدولية، أن أساس علاقة الرئيس عبد الفتاح السيسي باسرائيل أنه الشخص المؤتمن على مصالحها والمدافع عن أمنها ومواطنيها، حتى ولو على حساب أبناء وطنه من دمائهم أو أمنهم أو أرضهم، لافتاً إلى أن ذلك يبدو جليا في حملات التجريف للأرض والتهجير للسكان من المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني.

السيسي والصهاينة

واعتبر في تصريحات خاصة لـ "الشرق" أن وحدة مصالح السيسي والصهاينة تتمثل في التخلص من كافة تيارات الاسلام السياسي وخاصة المعتدلة منها، مع تغذية الجماعات المتطرفة لجعلها ذريعة للتخلص من المعتدلة والتي تمثلها جماعة الاخوان المسلمين بمصر، وامتدادها من حركات المقاومة بفلسطين وكلاهما يعتبران اسرائيل كيانا محتلا وغاصبا للأرض ويرفضان الاعتراف به، وكذلك الرفض للانقلاب العسكري بقيادة السيسي، وهو ما يمثل خطرا وجوديا على دولة الاحتلال وحارسها الأمين عبد الفتاح السيسي.

واستشهد خلاف بما ذكره السيسي سابقاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما أكد أن أمن المواطن الاسرائيلي يقع ضمن أولوياته جنبا إلى جنب مع المواطن الاسرائيلي. يقصد "المصري"، منوهاً إلى أنه أظهر في ما قال حقيقة ما في قلبه تجاه إسرائيل، بل إنه شدد على أنه لن يسمح بأن تكون مصر تهديداً لمن أسماهم "بالجيران" وهو بذلك يريد أن ينفي متعمداً الحق في مقاومة الاحتلال، بل يجرم من يقوم به.

الكنز الإستراتيجي

ورأى خلاف، أن السيسي يرد الجميل لأصحاب الفضل عليه، فإسرائيل هي التي ضغطت من خلال اللوبي الصهيوني العالمي لتمرير وشرعنة نظام السيسي الانقلابي على المجتمع الدولي، وفرضته على ادارة أوباما ومن بعده على حليفها دونالد ترامب، كما وصفته صحف ووسائل إعلام صهيونية مراراً بالمخلص، والكنز الاستراتيجي والصديق الأمين، إلى حد جعل من أحد الكتاب الصهاينة يزعم انه أنفع لاسرائيل من نتنياهو نفسه، بل إنه احتل الأكثر وفاء ضمن زعماء المنطقة لما قدمه من خدمات جليلة.

ووصف خلاف ما جاء بتقرير صحيفة "والا " العبرية بأن مصر ساعدت تل أبيب بضرب خطوط إمداد المقاومة الفلسطينية بسيناء قبل وصولها إليهم دليل على ذلك، مضيفًا ان هذا التصريح من الصحيفة العبرية باختصار رد الجميل للسيسي.

التعاون ومجالاته

وفيما يخص تصريحات قائد الانقلاب لمحطة سي بي إس الأمريكية، كشف خلاف أن وسائل الإعلام الإسرائيلية احتفت بما قاله السيسي، واعتبرته أول اعتراف رسمي مصري بالتعاون الأمني بين تل أبيب والقاهرة في محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن صحيفة يديعوت أحرونوت كمثال نشرت تعقيباً على إعلان الحلقة وما تضمنته من مقتطفات تناولت العلاقة بين القاهرة وتل ابيب، وأبرزت تصريحات السيسي وركزت على قوله: "التعاون بين مصر وإسرائيل في أفضل حالاته وأكثر من أي وقت مضى، مع اتساع حجم هذا التعاون ومجالاته".

واعتبر خلاف، ما جاء على لسان السيسي ليس جديدا على الخبراء والمتابعين للشأن الأمني والعسكري، فقد ورد تفصيلاً في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في شهر فبراير 2018، حيث ذكرت الصحيفة الأمريكية أن "طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قامت خلال عامين فقط بأكثر من 100 هجوم فوق الأراضي المصرية وتحديداً في شبه جزيرة سيناء، ضد ما زعمت أنها أهداف تابعة لتنظيم داعش، موضحاً أن تقرير الصحيفة الأمريكية "نيويورك تايمز" استند إلى 7 من المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين القريبين من الأحداث بالمنطقة، والمتواصلين مع الجانب الإسرائيلي، فيما رفضت القاهرة التعليق آنذاك على ما جاء بالتقرير.

حروب التيه

ونوه خلاف، إلى أن الفيلم الوثائقي "سيناء -حروب التيه" الذي أذيع العام الماضي على شاشة قناة الجزيرة عبر برنامج المسافة صفر، رصد فيه فريق العمل من خلال ما جاء على لسان اثنين من الخبراء الأمنيين الإسرائيليين الدور الكبير الذي تقوم به إسرائيل في سيناء تحت ما يسمى "الحرب على الإرهاب"، كما وثق استهداف الطيران الإسرائيلي مدنيين أبرياء أثناء غاراته، مستدلاً بما ذكره "يوسي ملمان" الذي أكد أن العمليات العسكرية في سيناء تأتي بالتنسيق مع الطرف المصري وبناء على طلب منه، وأضاف "ان ما يقع من ضحايا أبرياء من المدنيين شيء طبيعي يفرضه واقع الحرب " كذلك فإن التعاون الأمني غير المسبوق أكده ايضا الباحث الاسرائيلي بمركز بيجن سادات "إيدي كوهين" خلال مداخلته الهاتفية في الفيلم نفسه.

الطائرة الروسية

وأشار خلاف إلى أن مصادر أمريكية حددت تاريخ بدء التنسيق بين القاهرة وتل أبيب، فيما يخص الهجمات الجوية في سيناء، ومنها صحيفة "نيويورك تايمز" حيث أرجعتها المصادر الأمريكية إلى طلب القاهرة دعم تل أبيب في أعقاب حادث إسقاط الطائرة الروسية بسيناء في أكتوبر 2015، والتي أدت إلى مصرع ما يزيد على 224 من الركاب وأفراد الطاقم، معظمهم من المواطنين الروس، مضيفاً، أن المسؤولين الأميركيين ذكروا للصحيفة "ان سلاح الجو الإسرائيلي لعب دوراً رئيسياً في مساعدة الجيش المصري ضد المسلحين في سيناء، وكان الأسبوع الواحد يشهد العديد من الطلعات الجوية لجمع المعلومات أو إصابة الأهداف.

وكانت شبكة سي بي إس الأمريكية قد بثت مقابلة، أجرتها مع عبد الفتاح السيسي، ووصفتها بأنها "المقابلة التي لا ترغب الحكومة المصرية في إذاعتها".

ونقلت الشبكة الإخبارية الأمريكية عن السيسي قوله إن التعاون المصري الإسرائيلي في أفضل حالاته خلال هذه الفترة.

وقالت في تقرير لها، إنها أجرت الحوار مع السيسي أثناء زيارته لمدينة نيويورك آواخر سبتمبر الماضي، ولكنها فوجئت بعد وقت قصير من إجراء الحوار بإبلاغهم من قبل السفير المصري عدم رغبة الحكومة المصرية بإذاعته.

لكن الشبكة الإخبارية، التي بثت مقتطفات من اللقاء المصور على موقعها الالكتروني وشاشتها، قررت إذاعة الحوار الأحد الماضي، تحت عنوان "المقابلة التي لا ترغب الحكومة المصرية في إذاعتها". ولم تفسر الشبكة الأمريكية في تقريرها أسباب التأخر لأكثر من ثلاثة أشهر في إذاعته.

وقال السيسي في المقابلة ردا على سؤال حول ما إذا كانت علاقة بلاده بإسرائيل في أفضل حالاتها: "هذا صحيح.. بالفعل هناك تعاون كبير بيننا".

وسوم: العدد 807