نحو استراتجية دولية لمكافحة الارهاب
الارهاب الدولي ظاهرة اصبحت متعمقة فى المجتمعات والإرهاب ظاهرة استمرت عبر العديد من العصور وشهدت المجتمعات ممارسة هذا النوع من القتل والدمار وارتكاب الجرائم البشعة المخالفة للقوانين والعلاقات بين مختلف الشعوب في العالم .
وطالما كنا نتطلع الى عالم خالٍ من الارهاب ومن ممارسة العنف والقتل والإبادة الجماعية وضرورة محاربة هذه الظواهر والتصدي لها وبكل قوة وان تتحمل المنظمات الدولية المسؤولية الكاملة تجاه وضع الخطط واتخاذ ما يلزم من اجل محاربة الارهاب وفقا للقواعد والإستراتيجية التابعة للأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب والتى اقرت بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2006 من اجل ان يسود العالم ثقافة الحب والسلام بدلا من ثقافة الموت والإرهاب.
إن الإرهاب ينتشر انتشار الوباء في العالم وهو سرطان العصر ويستهدف قتل الارواح البريئة والاعتداء على القيم بين الشعوب والمطلوب اليوم إدانة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره إدانة مستمرة وقاطعة وقوية أيا كان مرتكبوه وحيثما ارتكب وأيا كانت أغراضه على أساس أنه يعد واحدا من أشد الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين ولا بد من المؤسسات الدولية وكل دول العالم بدون استثناء والامم المتحدة التعاون الجدي لمنع هذه الظواهر ومحاربتها لاجتثاثها من جذورها وعدم التساهل مع الجماعات العنصرية التي تحرض على العنف والكراهية بين المجتمعات .
ان تلك العمليات الارهابية وتفجير ثلاث كنائس في العاصمة السريلانكية «كولومبو» خلال الاحتفال بعيد الفصح المجيد، إضافة لثلاثة تفجيرات أخرى استهدفت عدة فنادق، وسقوط أكثر من 290 قتيلا، وإصابة أكثر من 500 شخص، هيا عملا إرهابيا ينتهك حرمة دور العبادات والديانات السماوية المقدسة .
ان هذا العمل المجرم الذي يستهدف حرمة الاماكن الدينية المسيحية والإسلامية لا بد من مواجهته بكل قوة والعمل على ضرورة اجتثاث الأعمال التخريبية ضد الأماكن الدينية ووضع حد لها وان يقوم المجتمع الدولي بمكافحة جميع أشكال التطرف والعنصرية وتوفير الأمن والأمان في بيوت الله ودور العبادة .
لا للإرهاب الأسود في سيرلانكا والخزي والعار للقتلة الوحوش وإن استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء أعمال إجرامية غير مقبولة عند جميع الديانات السماوية التي نصت وأقرت جمعيها على حرمة أماكن العبادة وضرورة حمايتها لكافة الأديان وقد تزامنت الأعمال الارهابية مع الاحتفال بعيد الفصح المجيد حيث تعد هذه العملية الاجرامية النكراء عملا ارهابيا يتنافى مع كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية مما يدلل على الفكر الظلامي المنحرف والمنفلت الذي يهدف لإيقاع اكبر عدد من القتلى بين الأبرياء والمصلين في تلك الكنائس .
ومن منطلق الوعي والعمق بالمسؤولية لا بد من الجميع ادانه كل اشكال الارهاب الدولي والوقوف امام الجرائم البشعة التى تمارس بحق الانسانية والمجتمعات والاستنكار والإدانة الواسعة وبشدة لمثل هذا النوع من العملية البشعة وفى مختلف دول العالم التي كان اخرها استهداف الابرياء ودور العبادة في سيرلانكا .
اننا نتضامن مع الشعب السيرلانكي الذي واجه اليوم اعتى انواع الارهاب وموجه كبيرة من الارهاب الدولي الاعمى الذي استهدف المساس بأمن وسلامة واستقرار سيرلانكا ونقف ضد هذه الظاهرة وندين مختلف أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف الجميع دون تمييز بين دين وعرق وأيا كان مصدره ومنطلقاته ومضمونه ونتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسر ضحايا الأعمال الإرهابية مؤكدين تضامننا الكامل مع الشعب السريلانكي متمنين الشفاء العاجل للجرحى .
اننا نقف وبحزم مع جمهورية سيرلانكا في هذه اللحظات الصعبة ونعبر عن تضامننا معها في مواجهة الإرهاب ايا كان شكله او اسمه او تعبيراته او لونه .
اننا ندين كل اشكال الارهاب حيث طالما عانينا واكتوينا بنار الارهاب وتحديدا ارهاب حكومة الاحتلال الاسرائيلي حيث مارس الاحتلال لسنوات طويلة اشكال متعددة من القتل الفردي والجماعي بحق ابناء الشعب الفلسطيني كما عانت دول المنطقة من الارهاب المتعدد الاشكال والأنواع وأننا وبشكل واضح لا نتردد اليوم فى ادانة كل مظاهر الارهاب في اي مكان ومن اية جهة ونجد انفسنا نقف وبقوة في مثل هذه اللحظات مع جمهوية سيرلانكا وشعبها ضد هذا العدوان والإرهاب الخطير وفي محاربة هذه الظاهرة الخطيرة.
ان ظاهرة الارهاب اصبحت اليوم ظاهرة دولية لا بد من التصدي لها والعمل علي ضمان القاء القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة وان الجهد الدولي لمحاربة الارهاب يجب ان يتضاعف من اجل مكافحة الارهاب المنتشر عبر العالم ...
وسوم: العدد 821