سقوط القناع عن المسرحية الهزلية للاحتكاك العسكري بين الكيان الصهيوني والحزب الشيعي اللبناني

سقوط القناع عن المسرحية الهزلية للاحتكاك العسكري يوم أمس بين الكيان الصهيوني والحزب الشيعي  اللبناني على الحدود اللبنانية الفلسطينية

ضحكا على الذقون كما يقال قام كل من الكيان الصهيوني والحزب الشيعي اللبناني يوم أمس بتقديم مسرحية هزلية مكشوفة عن طريق ما سمي احتكاكا عسكريا بينهما على طريقة لعب ولهو الصبية بالمفرقعات حيث طلعت علبنا وسائل الإعلام بنبأ قصف الحزب الشيعي  قاعدة عسكرية في القطاع الأوسط لأرض فلسطين المحتلة وتدمير آلية عسكرية قتل وجرح من كان على متنها ، وتلا ذلك خبر إطلاق الكيان الصهيوني أربعين قذيفة على قرى في الجنوب اللبناني قيل أنها كانت مصادر إطلاق النار على القاعدة العسكرية الصهيونية . وتوالت التكهنات الإعلامية بخصوص هذا الاحتكاك العسكري المسرحي، فقيل إنه ربما سيتحول إلى احتكاك واسع النطاق ، وقيل هو مجرد احتكاك محدود بسبب ما سبقه من تصريحات من الطرفين  تدل على ذلك ، وبعد مرور وقت قصير ظهر رئيس وزراء الكيان الصهيوني ينفي وقوع ضحايا وهو ضاحكا مستبشرا ، علما بأنه لو وقع في جيشه ضحايا لأقام الدنيا وأقعدها كما يفعل في قطاع عزة المحتل ، وتبين  بالفعل أن أمر الاحتكاك لا يعدو مجرد مسرحية هزلية ضحكا على الذقون ، وذرا للرماد في العيون ، وتأكد أنه قد درس بدقة وسبق اتفاق بين الطرفين . ومن أجل التمويه على هزل هذه المسرحية قيل إن وراء وقف الاحتكاك تدخل قوى دولية ، وهو ما يؤكد أنها هي من يقرر بداية ونهاية الاحتكاكات العسكرية لأن من يملك وقفها بهذه السرعة والسهولة يملك العكس أيضا .

والاحتكاك العسكري الهزلي بين الصهاينة وشيعة لبنان الذين يحسبون ذراعا عسكريا متقدما للنظام الرافضي في إيران يعطينا فكرة عن طبيعة ما يسمى صراعا بين الولايات المتحدة وإيران ، وهو في الحقيقة  شبيه بالاحتكاك العسكري  الهزلي يوم أمس ، وهو  مجرد صراع مفتعل لا يقل هزلا عنه ، كما أنه تمويه على اتفاقات سرية  مدروسة بعناية بين طرفين بينهما مصالح مشتركة غير معلنة .

ومعلوم أن الولايات المتحدة وحلفاؤها بمن فيهم الكيان الصهيوني أجهزوا على العراق، فدمروا بيناته التحتية وقتلوا أهل السنة فيه بذريعة محاربة حزب البعث  ، واستحيوا الشيعة  ، وسلموا لهم السلطة بعد السيطرة على حقول البترول لاستغلالها لعقود بذريعة تعويض ما انفق على الغزو ، وأطلقت يد الكيان الإيراني الرافضي  في العراق وفي سوريا، فجيّش ما يسمى بالحشود الشعبية المكونة من شيعة العراق  ولبنان على اختلاف طوائفهم ، تحت قيادة ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني، وجند الجميع لتصفية أهل السنة بتهمة الإرهاب ، ولم تسلم الرموز الإسلامية إنسانا وبنيانا وقبورا من التدمير  في العراق وسوريا على أيدي عصابات شيعية حاقدة على السنة وأهلها بإيعاز من عمائم السوء الشيعة الذين لا شغل لهم سوى تأليب الرعاع التابع لهم على أهل السنة وتحميلهم ما يسمونه مسؤولية الاعتداء على إمامة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومقتلهم ، وهو ما جعل تفكير قطعان الرعاع يتوقف عند القرن الأول الهجري مع جهل فاضح بالأحداث التاريخية التي وقعت حينئذ فيه ، وأكبر الآفات الجهل المركب ، الشيء الذي جعل تلك القطعان ترى كل سني عبد الرحمان بن ملجم ، ويزيد بن معاوية ، وويل لمن يحمل اسم يزيد أو معاوية أو أبا بكر أو عمر أو عثمان  أو عائشة حتى صار حمل مثل هذه الأسماء يوجب الاعدام والسحل على يد ما يسمى بالحشد الشعبي بطرق همجية دون رقيب أو حسيب سوى رب العزة جل جلاله الذي جعل للظالمين موعدا يوم يقوم الناس لرب العالمين ، وتسأل النفوس البريئة التي أزهقت بأي ذنب قتلت ؟

ومن السخرية والضحك على الذقون أن يسلم الاحتلال الغربي بزعامة الولايات المتحدة  لإيران العراق بعد انسحابه منه ثم يزعم أنه ضد وجودها فيه وفي سوريا ، وأنه يرد إخراجها منهما ، وأن الكيان الصهيوني يقصف مواقعها ومواقع الحشود العراقية واللبنانية التابعة لها ، وتدار مسرحية حصارها الهزلية ومسرحية دق طبول وشيكة معها ، ومسرحية الفرقاطات والغواصات والطائرات في الخليج العربي ، ومسرحية الحرب في اليمن ، ومسرحية المفاوضات السرية والعلنية ...إلى غير ذلك من ذر للرماد في العيون للتمويه على تفاهمات سرية مدروسة بدقة وعناية حفاظا على سريتها من أجل ضمان المصالح المشتركة ، وهو ما يعتبر ضحكا على الأمة العربية المغلوب على أمرها بسبب استبداد أنظمتها التي تطبق  حرفيا أجندات غربية رغما عنها مقابل ضمان بقائها في السلطة وإلا أزيلت كما أزيل غيرها ممن انتهي دوره في المسرحيات الهزلية المكشوفة.

وسوم: العدد 840