بالريموت كونترول أردوغان يسقط محور الشر في ليبيا
كانت مدينة وميناء الزيتية تشكل صداعا مستداما للقيادة المصرية بعد سقوطهما في يد العدو الإسرائيلي، وقاعدة قوية تم تحصينها بشكل قوي من قبل العدو ومربض على مدينة السويس الباسلة التي تضم قوات المقاومة الشعبية وتذيق العدو الأمرين بعمليات نوعية، وكان الرد هو قصف المدينة وإسقاط ضحايا من المدنيين، والميناء خط إمداد مهم للعدو يقوي ظهر قواته في السويس وسيناء، ومع سقوط هذه المدينة في ملحمة سطرتها القوات المصرية بالتعاون مع القوات الجزائرية المشاركة في القتال قسم ظهر العدو ومهدت لسقوطه في حرب أكتوبر التي كان تحرير السويس جزء منها، لكن الثمن وعددا ليس بالقليل من المصريين والجزائريين من القوات المشاركة على السواء.
لثلاث مرات حاولت قوات الحكومة الشرعية في ليبيا إسقاط قاعدة الوطية الإستراتيجية التي شيدها الأمريكيون خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) بشكل محصن لا يمكن اقتحامها ولوجودها في منطقة عالية مفتوحة تستطيع كشف أي قوات مهاجمة ولعظم مساحة القاعدة فإن عملية السيطرة عليها يعد من الصعب، بل ويمكن القوات المدافعة عنها في دحر أي هجوم، كما أن السيطرة عليها يمكن القوات الموجودة فيها من تنفيذ طلعات جوية على محاور الاشتباكات، حيث توفر غطاء جويا للقوات الموجدة على الأرض، وعلى رأسها طرابلس العاصمة مقر الحكومة الشرعية.
كما أنها تحمي الوجود العسكري في الساحل الغربي وامتداد الحدود بين ليبيا وتونس، كما أنها تحمي جنوب طرابلس في ترهونة المهمة معقل الظهير الشعبي للواء المتمرد خليفة حفتر، وكفيله في الإمارات وداعميه في السودان والنظام في مصر ومرتزقة روسيا مدفوعي الأجر من الإمارات، وفرنسا التي تحلم بمجد إمبريالي جديد في إفريقيا، ولقد أذاقت القاعدة أهالي طرابلس من المدنيين الويلات خلال الثلاث سنوات الماضية، أسقطت خلالها مئات الضحايا وهجرت آلاف العزل.
ورغم وعود المتمرد خليفة حفتر بالجلوس على طاولة المفاوضات وحل الأزمة الليبية إلا أن أصحاب المطامع من داعميه منعوه فأخلف ونكث، مما جعل الأمور تذهب إلى سياسة المحاور وتستنجد حكومة الوفاق بدول دعم الربيع العربي، فكانت خطوة تقسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا أحد الانتصارات الجيوسياسة التي حققها تحالف الوفاق مع تركيا ثم الاتفاق العسكري الذي صاحبه، كان تحول آخر في مواجهة الثورة الليبية مع محور الشر، فلقد كان للتدخل العسكري التركي كبير الأثر في تغير ضفة التفوق العسكري من حفتر المدعوم إماراتيا وفرنسيا سياسيا وماليا والنظام في مصر وعسكر السودان بالمرتزقة والعتاد
ولقد كانت أزمة الحكومة الشرعية في الجو، حلتها لها تركيا بالطائرات المسيرة "بيرقدار" فخر الصناعة العسكرية التركية وقالبة معايير العسكرية في الأشهر الأخيرة، فبحسب المحللين العسكريين، فإن سقوط قاعدة الوطية يرجع الفضل فيه بعد بسالة رجال الثورة وجنودها إلى الطائرة المسيرة "بيرقدار"، ويعد سقوط القاعدة ضربة قاصمة لمحور الشر في ليبيا، الذين دخلوا حربا غير أخلاقية هدفهم فيها إسقاط الحكومة الشرعية التي اختارها الشعب، ومن ثم سرقة مقدرات هذا الشعب العظيم في موانئه أو نفطه.
بالريموت كنترول استطاع اردوغان أن يوجه ضربة قاسمة رد فيها على محاولات الانقلاب المستمرة من الإمارات التي تقود محور الشر في المنطقة، وتستعين في ذلك بكل طرف لا يريد للحق أن يكون وللشعوب أن تتحرر، وللثوار أن يقودوا مسيرة نهوض شعوبهم وتحررهم من عبودية احتلال الغرب السياسي والاقتصادي والثقافي، ووكلائه في الداخل. لقد استطاعت الطائرة بدون طيار التي تدار من مكاتب أن تكبد دول محور الشر خسائر على المستوى العسكري بكشف حقيقة تلك الجيوش التي أنفق عليها مليارات الدولارات من دم الشعوب الفقيرة التي تعاني من أجل تحصيل لقمة العيش، وخسائر على مستوى السياسي، بخسارة مواطئ تلك الدول في المنطقة بعد أن أصبحوا يمثلون خطرا على الجميع، حتى تونس التي أثرت الحياد تعلم قيادتها أن حيادها لن يدوم لأن خطر ذلك المحور داهم وقادم ولا يستثني أحدا، ولهم في ذلك مواقف ربما تتجدد، وعلى المستوى الشعبي أصبح قادة محور الشر الأكثر لعنا ونبذا بين شعوب المنطقة، وعلى مستوى الأهداف فقد خاب قادة المحور في تحقيق أي من أهدافهم حتى الآن رغم إنفاقهم المليارات من أجلها.
لقد كان لسقوط قاعدة الوطية في 2020 نفس الأثر الذي أحدثه سقوط الزيتية في السويس في 1972 على المستويات العسكرية والسياسية لكن الفارق أن الزيتية كان ثمن تحريرها كبير، والوطية تحررت بمشرط جراح يعرف أين يضرب ومن يضرب كجراحة منظار أجريت عن بعد.
وسوم: العدد 878