عصيد يحرك مستنقع حقده على الإسلام مستغلا حادثة مقتل الأستاذ الفرنسي
عصيد يحرك مستنقع حقده على الإسلام مستغلا حادثة مقتل الأستاذ الفرنسي المسيء إلى شخص النبي صلى الله عليه وسلم وإلى مشاعر المسلمين
طلع علينا موقع هسبريس كعادته بمقالين للطائفي العلماني المدعو أحمد عصيد
المقال الأول نشر على الصفحة الرئيسية تحت عنوان : " عصيد يتهم التيارات الوهابية بإبعاد أبناء الجالية عن تعلم الأمازيغية "، والمقال الثاني نشرعلى عمود كتّاب وآراء تحت عنوان : " وذكّر عسى أن تنفع الذكرى " .
أما المقال الأول، فهو غير موقع باسمه ولا باسم غيره ، وهو حديث عنه لشخص لم يصرح بهويته ، وأما المقال الثاني، فهو عبارة عن إعادة نشر مقال له كان قد نشره منذ عشرين عاما كما صرح بذلك ،وهو مقال ضمنه حقده على الإسلام والمسلمين كعادته ودأبه .
إن هذا الطائفي العلماني المتعصب للعرق البربري، ولما يسميه اللغة الأمازيغية ، وهي تسمية ترفضها شخصيات بربرية على جانب كبير من الأهمية والعلم والمعرفة والخبرة بما لم يحط به عصيد وأمثاله من دراية باللسان البربري، علما بأن كلمة برير اسم ليس له معنى قدحي كما يدعي عصيد وقبيله من المتعصبين بل هو اسم تاريخي لجنس بشري ككل أسماء الأجناس البشرية ، ولكن محاولة تعويض اسم البربر بالأمازيغ وراءه ما وراءه من عصبية عرقية لا مبرر لها يراد بها فصل البربر عن الإسلام وإلحاقهم بالعلمانية ، وهو ما كان المحتل الفرنسي لبلادنا يريده من خلال الظهير البربري الذي أحبطه المغاربة بربرهم وعربهم وخليطهم من هؤلاء وهؤلاء جميعا على حد سواء ، أراد استغلال حدث مقتل الأستاذ الفرنسي بسبب استفزازه لمشاعر طلابه المسلمين بالإساءة إلى شخص الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من خلال رسوم كاريكاتورية .
ومع أن مثل هذا الحادث وقع ما هو أفظع منه بسقوط ضحايا مسلمين في أماكن عبادتهم ،ومع ذلك تقول السلطات في البلاد التي وقع فيها ذلك: إن تلك أعمال انفرادية بل أحيانا تقول إن الجناة يعانون من اضطرابات نفسية لتبرير وقوع جرائم وحشية ضد المسلمين في أماكن عبادتهم .
ومعلوم أن ردود الأفعال على الاستفزازات المتعلقة بالمساس بالمشاعر على اختلاف أنواعها تكون غالبا عنيفة وغير متزنة ولا يحكمها عقل ولا منطق بل تحكمها العاطفة ، فهذا اللاعب الفرنسي جنسية والجزائري أصلا في المقابلة النهائية لكأس العالم بين فرنسا وإيطاليا لم يتمالك نفسه أمام إساءة لاعب خصم لمشاعره حين نال من أمه فضحى بسمعته الكروية أمام أنظار العالم بأسره فلجأ إلى العنف في ظرف غير مناسب لأنه كان تحت تأثير العاطفة التي لا منطق لها ولا عقل يحكمها . ومثل هذا التصرف قديم قدم التاريخ فعلى سبيل المثال ورد في أخبار الجاهلية أن الشاعر عمرو بن كلثوم ضرب عنق عمرو بن هند لأن أم هذا الأخير أرادت إهانة أمه ،والأمثلة كثيرة . ولقد كانت عادة الثأر في الجاهلية تنال من المذنب وغير المذنب حتى منعها الإسلام بشريعة القصاص إلا أن فرنسا العلمانية تسير على نهج العادة الجاهلية وهي تريد إنزال العقاب بالجالية المسلمة لأن الشاب الشيشاني قتل أساتذه المستفز لمشاعره الدينية برسوم مسيئة لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومع أن الإسلام لا يتحمل مسؤولية مقتل الذي أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل تتحمل مسؤولية ذلك الدولة الفرنسية العلمانية التي تجعل مبادئها فوق عقائد وديانات ومشاعرالجاليات الموجودة فوق ترابها إذ لو أنها كانت تراعي مشاعرها ومعتقداتها لما سمحت بالعبث بها عن طريق الإساءات من خلال رسوم كاريكاتورية أو من خلال سلوكات أخرى مشابهة ، علما بأن الجالية المسلمة قد شكت أكثر من مرة إلى السلطات الفرنسية المساس بمشاعرها الدينية إلا أن هذه الأخيرة لم تبال بشكواها المتكررة ، الشيء الذي حمل شابا مراهقا مندفعا على قتل أستاذه .
ومعلوم أن حادث مقتل الأستاذ المسيء إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ،وهو في نفس الوقت مساس بمشاعر الجالية المسلمة في فرنسا بما في ذلك المسلمين من أصل فرنسي، سبقته إساءة الرئيس الفرنسي إلى الإسلام من خلال وصفه بأنه يمر بأزمة في العالم افتراء وكذبا عليه ، وهو ما أثار سخط المسلمين في كل البلاد الإسلامية وغير الإسلامية على حد سواء ، وكان الأجدر به أن يقدم اعتذارا للمسلمين على ما صدر منه ولكنه مع الأسف لم يفعل ، وكان قد قرر ما قرر من إجراءات للمزيد من التضييق على حرية العبادة بالنسبة للمسلمين من خلال ذرائع واهية ثم جاء حادث مقتل المسيء إلى شخص الرسول عليه الصلاة والسلام ليتخذه الرئيس الفرنسي منه مطية وذريعة لتفعيل ما كان قد قرره سابقا من إجراءات التضييق على الجالية المسلمة في تدينها وشؤون حياتها .
وما يعنينا من هذه المقال ليس الرئيس الفرنسي ولا قراراته بل صاحبنا الطائفي العلماني عصيد ،وهو ذنب من أذناب العلمانية الغربية الذي حاول تحريك مستنقع حقده على الإسلام ليسجل نقطا أو علامات كما يقال لفائدة مشروعه العلماني الأمازيغي ، فذكّر بما شبهه بالنبوءة التي تنبأ بها قبل عشرين عاما في مقال، وهي عبارة عن حقد أسود على الإسلام ، واتهم الجالية المسلمة في الخارج بإبعاد أبنائها عن تعلم أمازيغيته .
ومعلوم أن دأبه المعهود في استهداف الإسلام هو التغطية على ذلك بمن يسميهم وهابيين وإخوانيين... وما شابه ذلك من التصنيفات والنعوت، وهو المعروف بأنه يصرح بالواضح والفاضح في العديد مما يقول ويكتب بنيله من الإسلام كدين لعموم المسلمين على اختلافهم إلا أنه يجد في وصف ونعت بعضهم ذريعة للتغطية على هذا النيل المقصود والمتعمد مستغلا ما يحدث من أحداث عنف سببها الحقيقي هو استفزاز مشاعر المسلمين، الشيء الذي يترتب عنه وقوع تلك الأحداث التي تكون ردود أفعال مندفعة لا يتحمل الإسلام ولا عموم المسلمين مسؤوليتها بل يتحمل مسؤوليتها من يرتكبونها وحدهم لأنهم لا يفعلون ذلك بتفويض من عموم المسلمين ولا بأمر أو تحريض منهم . ولا بد هنا من التمييز بين استياء عموم المسلمين من الإساءة إلي مشاعرهم الدينية من قبيل العبث بمقدساتهم كما هو الشأن بالنسبة للرسوم الكاريكاتورية لشخص النبي صلى الله عليه وسلم أو كما هو الشأن بالنسبة للتضييق على المسلمات في لباسهن أو كما هو الشأن بالنسبة للتدخل في أمور تدين المسلمين في مساجدهم وفي شعائرهم مثل نحر ذبائحهم ...إلى غير ذلك من المضايقات المستفزة وبين مواقفهم مما يرتكب من تصفية جسدية أو اعتداء على من يستفزون مشاعرهم الدينية ، فهم لا يؤيدون ذلك ولا يقبلونه لأنهم يعلمون أن البعض يستغل ذلك كذرائع للمزيد من التضييق على حرية ممارستهم لتدينهم .
وما نريد معرفتهم من الطائفي عصيد هو موقفه من الإساءة إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن الإساءة إلى مشاعر المسلمين من غير الذين سماهم وهابيين وإخوان مسلمين وغير ذلك من النعوت .
وأخيرا نقول إن الإسلام صرح شامخ لن ينال منه لا العلمانيون في البلاد العلمانية ولا أذنابهم وذيولهم في البلاد الإسلامية . وإن العقل والمنطق والموضوعية والحقانية، كل ذلك يقتضي أن ينصف الإسلام والمسلمون من الحيف الذي يلحق بهم في البلاد العلمانية التي ينطبق عليها المثل المغربي : " ضربني وبكى وسبقني وشكا " . وعلى البلاد العلمانية أن تضبط رعاياها العلمانيين حتى لا يعتدوا على المشاعر الدينية لغيرهم من مسلمين وغير مسلمين، لأن ذلك هو ما يقدح شرارة العنف الأعمى فيها .
وسوم: العدد 899