"شهادات للأرض والقضية" في الذكرى الـ (45) ليوم الأرض
بدعوة من الجبهة الديمقراطية: "شهادات للأرض والقضية" في الذكرى الـ (45) ليوم الأرض
حماية الارض وصيانة هويتها بتوحيد كل الشعب على برنامج وطني مقاوم وتوفير مقومات صمود اهلها
في الذكرى الخامسة والاربعين ليوم الارض وتحت شعار: "بوحدة شعبنا ومقاومته نصون الارض ونحميها"، عقدت ندوة سياسية عبر تطبيق زووم بعنوان "شهادات للأرض والقضية"، بدعوة من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان، شارك فيها عدد من الشخصيات من اراضي فلسطينية وعربية محتلة: شبعا في لبنان، الجولان السوري، فلسطين المحتلة عام 1948، الضفة الغربية اضافة الى الجاليات الفلسطينية في اوروبا، وحضرها ممسؤول الجبهة الديمقراطية في لبنان علي فيصل وعدد من ممثلي الاحزاب اللبنانية، وبثت بشكل مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي..
الدكتور حنا سويد: اهم انجاز ليوم الارض هو انه جعل المواجهة شاملة لكل ابناء الشعب الفلسطيني
كلمة ترحيبية بداية من عضو اللجنة المركزية للجبهة فؤاد حسين تلاه النشيد الوطني الفلسطيني ثم كلمة الدكتور حنا سويد، رئيس المركز العربي للتخطيط البديل في فلسطين المحتلة عام 1948 الذي قال: ان اهم انجاز لانتفاضة يوم الارض هو انه جعل المواجهة شاملة لجميع ابناء الشعب الفلسطيني في اراضي عام 1948 بعد ان كانت قبل يوم الارض حكرا على بعض الوطنيين هنا وهناك.
واضاف قائلا: كثيرة هي المشاريع التي استهدفت الارض الفلسطينية واصحابها منذ النكبة، ولكن مع مرور السنوات ما كان يحلم به بن غوريون وغيره بأن الكبار يموتون والصغار سينسون لم يتحقق على ارض الواقع، فان مات الكبار فان الصغار اليوم هم اكثر تمسكا بأرضهم، وتشهد على ذلك مسيرات العودة في كل عام، التي تؤكد تشبث الشعب الفلسطيني بأرضه كعنوان للهوية والانتماء الوطني الفلسطيني. رسالتنا ستبقى هي رسالة الصمود على ارضنا حتى نكون الشاهد الحي على ان هذا الشعب هو صاحب هذه الارض.
الدكتور حسن ايوب: يوم الارض محطة نضال متواصلة، واعلان عن تمرد الفلسطيني على حالة التمزيق
وقال الدكتور حسن ايوب، رئيس قسم العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في جامعة النجاح: يحل يوم الارض في ظل متغيرات كبرى وازمة تعيشها الحركة الوطنية الفلسطينية سواء في الاراضي المحتلة عام 67 او عامي 1948، وعلينا كفلسطينيين ان نتفحص جيدا ما الذي كسبه او فقده الفلسطينيون خلال السنوات الماضية. ومن خلال عشرات التحركات والهبات الشعبية التي شهدتها الاراضي الفلسطينية، فقد كانت سمتها هي الاستمرار والانقطاع، فيما شكل يوم الارض محطة مركزية ومتواصلة، اما ما نعيشه اليوم فهو حقبة زمنية تشكل حالة انفكاك عن حالة الفعل النضالي المتواصل..
وتابع: الى جانب السيطرة على الارض وطرد سكانها وجلب مستوطنين يهود مكانهم، كان من ضمن اهداف الحركة الصهيونية خلق حالة من الانفصال والاغتراب بين الفلسطيني وارضه، وهذا موضوع سياسي نظرا لأن هوية الفلسطيني مرتبطة ارتباط جدلي بالأرض، ورغم النجاح في تشتيت الشعب الفلسطيني وتوزيعه على تجمعات مختلفة لكل منها همومه، لكن بقي المشترك هو الاحساس الجماعي الذي لم ينقطع بوحدة الهوية والشعور العميق بفقدان الوطن وهذا هو جوهر الهوية السياسية.. وجاء يوم الارض لكي يعلن تمرد الفلسطيني على حالة التمزيق والتشتيت..
جورج رشماوي: يوم الارض هو محور الصراع مع الحركة الصهيونية وقد كان قاطرة الانتفاضات الشعبية
الاستاذ جورج رشماوي، رئيس إتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا قال: ان يوم الارض هو محور الصراع الدائر منذ قرن مع الحركة الصهيونية، وقد كان قاطرة الانتفاضات الشعبية التي شملت كل اراضي فلسطين التاريخية. وشكل محطة هامة في مواجهة المشروع الصهيوني، وعنوانا بارزا في مسيرة النهوض الوطني الفلسطيني وتبلور الهوية الوطنية والتمسك بالارض في وجه مشاريع الاستيطان والتهويد.
واضاف: جاء قانون القومية اليهودي ليكشف عن طبيعة الدولة العنصرية الاسرائيلية، وساهمت صفقة القرن الامريكية في تعبيد الطريق لخطة الضم الصهيوني في نكبة جديدة بحق الشعب الفلسطيني. وعليه نؤكد على ضرورة انهاء الانقسام وانجاز الانتخابات الشاملة، بما فيها انتخابات المجلس الوطني خارج فلسطين، لاعادة صياغة النظام السياسي على قاعدة الشراكة الوطنية وعلى اساس برنامج سياسي وطني يستنهض الطاقات الفلسطينية ويطور المقاومة الشعبية بجميع اشكالها لتفرض على الاحتلال موازين قوى جديدة.
اعتقال قوات الاحتلال لعميد الاسرى السوريين الاسير المحرر صدقي المقت
الاسير المحرر صدقي المقت، عميد الأسرى السوريين من الجولان السوري المحتل لم يتمكن من المشاركة في الندوة، نتيجة قيام قوات الاحتلال باعتقاله واقتياده الى احد مراكز التحقيق في مدينة القدس المحتلة، حيث وجه المشاركون التحية له ولجميع الاسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الاسرائيلية..
النائب قاسم هاشم: دماء الشهداء والارادة الحرة هي التي تعيد الارض وليس التطبيع والاملاءات
كما تحدث النائب في البرلمان اللبناني قاسم هاشم قائلا: يوم الارض هو عنوان الكرامة، وما بين الارض والكرامة مسافة وطن، لأن كرامة الانسان من كرامة ارضه، وهو يوم الغضب على الاجرام وعلى العدوان الاسرائيلي، وتأكيد على التمسك بكل شبر من ارضنا في فلسطين ولبنان والجولان والاردن وبحقنا في الكفاح والنضال من اجلها.
وتابع: اكدت التجربة بأن الارض المحتلة لا تعيدها لا القرارات ولا البيانات ولا الاملاءات الخارجية او الرهانات، هكذا هي تجربتنا في لبنان حيث تحررت الارض بدماء شهداءها، فالارادة الحرة هي وحدها التي تعيد الحق وتبني الاوطان.. ان الرهان دائما هو على ارادة الشعب وعلى هذا النضال الذي ما زال يمتد ويغلي في كل فلسطينن ولن يكون الرهان على تطبيع واملاءات، بل على وحدة موقف الشعب الفلسطيني الذي يجب ان يجعل من هذا اليوم يوما للوحدة لاستمرار النضال من اجل ان تتحرر فلسطين.
ابراهيم النمر: استنهاض المقاومة الشعبية بكل اشكالها لتطوير وتعزيز الارادة على الصمود والمقاومة
واختتمت الندوة بكلمة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ابراهيم النمر الذي وجه التحية الى شهداء يوم الارض والمدافعين عنها. وقال: إن فكرة النكبة تستند الى معادلة السيطرة على الارض والقضاء على الشعب.. وهنا الضرورة بوحدة كل الشعب الفلسطيني التي تتجسد في يوم الارض وفي رفض القوانين العنصرية الصهيونية.. والمطلوب اليوم هو حماية الارض وصيانة هويتها الفلسطينية والعربية من خلال توحيد كل فئات الشعب على برنامج سياسي وطني ومقاوم وبتوفير كل مقومات صمود اهلها، في وجه محاولات تقديم رواية تاريخية بشكل مقلوب..
ومضى قائلا: ان الرد الفلسطيني على مشاريع سرقة الارض وتغيير هويتها هو بالعمل الجدي على استعادة الوحدة الوطنية وحماية منجزات وتضحيات شعبنا، بتشكيل الاطر الوطنية المطلوبة واستراتيجية جديدة تعمل على تطبيق قرارات المجلس المركزي وتعلن رسمياً عن انتهاء العمل باتفاق أوسلو وملحقاته.. مع كل الأمل بأن تشكل الانتخابات فرصة تعيد بناء النظام السياسي على قاعدة الشراكة الوطنية، في سياق خطة فلسطينية تعمل وفق خطين: ميداني على مستوى تطوير وتفعيل المقاومة الشعبية بكافة اشكالها، وسياسية دبلوماسية تعمل على عزل اسرائيل وتضعها امام المساءلة الدولية..
وختم بالقول: نحذر من تكرار سياسة الرهان على المتغيرات الخارجية، مهما كانت، ونحن اكدنا ونجدد التأكيد اليوم بأن الرهان هو على الشعب الفلسطيني، واي تغيير في المواقف الدولية والعربية لا يمكن ان يحدث الا على ارضية مواقف فلسطينية رسمية صلبة، وبالتالي فان التقاعس عن استنهاض المقاومة الشعبية بجميع اشكالها في مواجهة سياسات الاستيطان والقتل والاعتقال الاسرائيلية لن تقود سوى الى مزيد من الضعف وفقدان الارادة على الصمود والمقاومة..
بيروت في 31 آذار 2021
وسوم: العدد 922