قاسم مصلح أطلق رصاصة الرحمة على الحكومة والقضاء العراقي
أسدل الستار أخيرا على المسرحية الهزلية التي قامت بها حكومة الكاظمي بإلقاء القبض على الإرهابي الدولي قاسم مصطلح، وإنتهت بالإفراج عنه، لعدم توفر الأدلة الكافية لإدانته على الرغم من الإعترافات الصوتية التي أدلى بها المصلح، وإعترافات ذوي النشطاء الذين إغتالهم المجرم وعصابته، وتم عرضها على قضاء قزم ايران (فائق زيدان) ولم يجدها كافية، لأن زعيم فيلق القدس الإرهابي إسماعيل قاني حضر لتسوية المسألة، ووجه زيدان بأن المصلح لا يجوز أن يدان، فقال زيدان أمرك سيدي السلطان.
لم يكن أحد من العراقيين يتوقع ان يقوم القضاء العراقي المسيس بإصدار حكم ضد اي إرهابي من الحشد الشيعي، وهذا ما أعلنه بصراحة هادي العامري زعيم فيلق بدر، ولا نعرف السبب الذي حدا بالكاظمي الى معاودة هذه المسرحية الممله فتجاربة السابقة مع الحشد أثبتت فشله، وانه غير قادر على مواجهتهم، وغالبا ما يتصل بنوري المالكي لإنقاذه من ورطته، بعد أن يحاصره الحشد في المنطقة الخضراء، وهذه المرة كان التجاوز الأكبر عندما إغتال الحشد ضابط مخابرات رفيع وهو من أقرب أصدقاء الكاظمي ومكلف بمراقبة نشاطات ميليشيات الحشد، علما ان الكاظمي لا يزال رئيسا لجهاز المخابرات إضافة الى رئاسته للحكومة. وقام زعيم كتائب حزب الله بتهديد الكاظمي في حال معاودة الكرة والقاء القبض على أي حشدوي مقدس تابع لتاج كسرى!!! كالعادة بلع الكاظمي الإهانة على الريق.
الحق يقال ان اكثر رئيس وزراء في تأريخ العراق تلقى الإهانات هو مصطفى الكاظمي، ويمكنه ان يدخل موسوعة غينز للأرقام القياسية، رجل لم يفقد مقومات المنصب، بل فقد مقومات شخصيته، فلا غيرة ولا كرامة ولا شرف.
قاسم المصلح لم يبقَ مع اللجنة التحقيقة لأبي رغيف سوى يومين إعترف بها بالكثير من الجرائم، وسرعان ما تم نقلة الى مضيف الإرهابي الدولى فالح الفياض، واعتبر سجين المضيف في مهزلة لم يشهد مثلها العراق في تأريخه، إرهابي يحتضن إرهابي في بيته، والأغرب منه ان المصلح رفض تنفيذ أمر إطلاق سراحه من بيت الفياض مشترطا إسقاط جميع التهم عنه، وعدم إستدعائه مرة ثانية عن اية تهمة، وفعلا تم إغلاق الملف، نهائيا، ورح دم شهداء تشرين الذين إغتالهم هذا المجرم وبقية الميليشيات الولائية كقطرة في نهر، وهذا درس جديد لأصحاب السلمية، ستأتي السلمية عليهم الواحد بعد الآخر.
إستند القضاء العراقي الهزيل على تبرير البراءة بأسخف تبرير، فهو يسخر من عقول العراقيين، معتبرا ان المصلح كان خارج العراق، ولم يذكر القاضي الذي لم يكتب إسمه لا على مذكرة إلقاء القبض ولا على قرار براءة المصلح، اين كان المصلح؟
كما ان المصلح كقائد في الحشد لا يمكن ان يسافر دون موافقة رئيس هيئة الحشد والقائد العام، فهل حقق القاضي في هذين الأمرين؟ لو إفترضنا جدلا ان المصلح كان في ايران، فهل هذا يعني انه بريء؟ وهل كان يقتل بنفسه أو عبر عصابته يا قاضي الضلال؟ وهل يصعب على وزير الداخلية التي يسيطر عليها فيلق بدر ختم جوازه، الا يمكن ان يسافر الإرهابي الى ايران ويختم جوازة ويعود في نفس اليوم؟
ستبقى أرواح الشهداء تحلق فوق رأس فائق زيدان وقاضي الضلال الى ان يتسلم روحهما الخسيسة خازن النار.
في دولة قضائها فاسد، والمدعي العام ورئيس المحكمة العلياء عملاء لإيران، لا يمكن أن تقوم لها قائمة، لا تبحثوا يا عراقيين عن العدالة، ان البحث عن قشة في نهر أسهل بكثير من البحث عن قاضي شريف.
أي عراقي متهم بالإرهاب لا يبرأ القضاء ساحاته في أقل من ثلاث سنوات على أقل تقدير، وبعد ان يدفع آلاف الدولارات رشاوي للقضاء ومدير السجن والمحققين، في حين مهزلة المصلح لم تستمر سوى (12) يوما، قضى عشرة أيام منها في مضيف فالح الفياض.
نسأل قاضي الضلال، كيف أصدرت مذكرة إلقاء قبض وفق المادة4/ إرهاب على قاسم المصلح، ان كانت لا تتوفر عندك الأدلة الكافية؟ على أي أساس أصدرتها؟ وما الذي يمنعك من كتابة إسمك على المذكرة، تخشى قوى الإرهاب ولا تخشى الله، الا لعنة الله على الظالمين.
اما الكاظمي الذي فقد كل مبررات البقاء في المنصب، نقول له ان المنصب أكبر منك بكثير، لقد عرضت الجيش العراقي والقوى الأمنية الى أكبر إهانة في تأريخ الجيوش، انها إهانة لا تغتفر، ولم يجرأ بعد اليوم فريق ركن في الجيش العراقي على محاسبة أصغر عنصر في الحشد الشعبي، أقول لك (أخرج منها يا ملعون)، فلا أنت تليق للمنصب، ولا هو يليق بك. لم نكن نظن ان هناك رئيس حكومة أحقر من عادل عبد المهدي إلى أن ظهرت على المشهد، فتفوقت عليه بجدارة.
هل تتذكروا في بداية تسلم الكاظمي رئاسة الحكومة ولقائه بعادل عبد المهدي، وقوله ان حكومتكم قد ظُلمت، واننا سنسير على نهجك، فعلا صدق الكاظمي في هذه المرة فقط، فقد سار على نفس الخطى، مرت العبارة ببساطة على العراقيين، وبلا ردة فعل.
أما وزير الدفاع فقد كذب عندما زعم ان المصلح معتقل لدى العمليات المشتركة، فقد كان الإرهابي ضيفا عند سيد الإرهاب فالح الفياض، وان كنت يا وزير الدفاع على هذه المقدرة من القوة ، والسخرية من ضعف امكانات الحشد فما الذي تنتظره يا وزير السباع، طالما ان الإهانة شملتك وجميع منتسبي وزارتك؟
من المعروف ان القيادة العامة للقوات المسلحة تضم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش ومستشار رئيس الحكومة للشؤون العسكرية، وقادة القوات البرية، والبحرية، والجوية، والدفاع الجوي. ويتألف الجيش العراقي ما يزيد عن مليون عنصر علاوة على بقية الأجهزة الأمنية كوزارة الداخلية والأمن القومي والمخابرات والأمن الوطني والإستخبارات العسكرية وقوات مكافحة الشغب، وقوات مكافحة الإرهاب، والقوات غير المرتبطة بوزارة.
هؤلاء يستنزفوا خزينة الدولة من رواتب ودورات تدريبة داخل وخارج العراق علاوة على التسليح والتموين والملابس العسكرية وغيرها من المخصصات، ولا نعرف ما هي مهمات هؤلاء؟
لا توجد لدينا قوة جوية بمعنى الكلمة، فقد انسحبت القوات والمدربين وخبراء الصيانة من (قاعدة بلد) وستصبح الطائرات خردة بسبب الحشد الشعبي وقصفة المستمر للقاعدة. وسماء العراق تسيطر عليها القوات الأمريكية. ولا توجد لدينا قوة بحرية، لا سفن حربية ولا فرقاطات ولا حتى زوارق حربية. والحدود البرية سائبة لمن هب ودب، والمنافذ الحدودية تسيطر عليها ميليشيات الحشد الشعبي.
القوات التركية لها قواعد عسكرية في شمال العراق، وتتوغل داخل العراق لما يقارب (200) كم عمقا، وتقصف وتحرق القرى الكردية، بحجة حزب العمل المعارض، والقوات الإيرانية تقصف قوات المعارضة في شمال العراق، ولا أثر للجيش العراقي أو البيشمركة، فالأمر لا يعنيهم مطلقا.
بل رأينا أفلام موثقة عن النزاعات العشائرية حيث تستخدم الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وقوات الجيش تتفرج على المعارك والأمر لا يعنيها أيضا.
إذن ما الغرض من كل هذه القوات؟ لا هي قادرة على حماية الأمن الخارجي ولا الداخلي، بل عدم وجودها أفضل من وجودها، عندما تنتفي الفائدة من هذه القوات فما الغرض من بقائها؟
يقول وزير الدفاع جمعة عناد بأنه جيشه قادر على خوض حرب مع دولة أخرى، لكن هذا الجيش يا وزير غير قادر غلى فض معركة عشائر، فعن أية حرب تتحدث يا رجل؟ فعلا إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب. خذ من صمت مرجعية النجف أسوة لك!
كيف يمكن لجيش قادته من الدمج ، وعناصره من الميليشيات أن يخوض حربا؟ ربما عنى عناد ان الجيش بإمكانه ان يخوض الحرب، كأي جيش في العالم، لكن لن يكسبها، وهذه نتيجة حتمية لجيش طائفي لا ولاء عنده للوطن.
قبل أيام أرسل لي أحد الأخوان فديو حول قيام عدد كبير من الضباط في زيهم العسكري، وهو يلطمون في إحدى العتبات الشيعية على صدورهم، ومعظمهم برتبة رائد! أقول لهؤلاء الهمج، ماذا أبقيتم للنساء؟
لم يحدث في تأريخ العراق ان فقد الجيش العراقي كرامته، هذه هي المرة الأولى التي يتحول الجيش من سور للوطن، الى عار على الوطن.
رحم الله معروف الرصافي عندما قال:
قد كان لي وطـــن أبكي لنكبته واليوم لا وطن عندي ولا سكن
ولا أرى في بلاد كنت أسكنها إلا حثالة ناس قاءها الزمن
وسوم: العدد 933