عبارة " لاشيء " أو " بدون " في الوثائق الرسمية لربات البيوت عندنا فيها إساءة إليهن
عبارة " لاشيء " أو " بدون " في الوثائق الرسمية لربات البيوت عندنا فيها إساءة إليهن وبخس لقيمة دورهن الرائد في صيانة النواة الصلبة للمجتمع
لا زالت الوثائق الرسمية لربات البيوت عندنا تتكرر فيها عبارة " لا شيء " أو " بدون " في خانة المهنة، مقابل ذكر أعمال، ووظائف العاملات والموظفات بعد تقديمهن شهادات تثبت طبيعة أعمالهن ووظائفهن ، وفي هذا إساءة إلى ربات البيوت ، وبخس لقيمة دورهن الرائد في صيانة النواة الصلبة للمجتمع ، فضلا عما يسبب لهن ذلك من شعور بالدونية، والنقص أمام العاملات، والموظفات، مع أنهن مرابطات في الخندق الأول الذي يحمي بيضة المجتمع ، ويحول دون انهياره بانهيار نواته الصلبة التي هي الأسرة في ظرف صارت فيه أكثر استهدافا من طرف جهات مغرضة تتربص بها لتعطيل دورها الرائد ، ومن ثم تخريب المجتمع .
إن قرار ربات البيوت في بيوتهن، والذي أمر به الله تعالى أمهات المؤمنين ، ومن خلالهن أمر كل المؤمنات، لا يمكن أن ينعت بأنه لا شيء بل هو كل شيء عند الخالق سبحانه وتعالى خلاف ما يعتقده بعض الخلق جهلا بقيمته واستنقاصا من شأنه، وبخسا لدوره في قيام المجتمعات وبقائها ، واستقرارها .
والمتأمل فيما تصفه الوثائق الرسمية عندنا " بلا شيء " أو " بدون " ، يجده في الحقيقة أم الوظائف، والأعمال على الإطلاق ، وهو ما يوجب أو يلزم أن يختار له وصفا يليق بقيمته كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تحدث فيه عن الرعاية والمسؤولية حيث جعل ربات البيوت راعيات، ومسؤولات جنبا إلى جنب مع الأئمة أو الأمراء وولاة الأمور، والرجال، وذلك بقوله : " والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ومسؤولة عن رعيتها "، ولا يمكن أن توصف رعايتها على بيت الزوجية ،وعلى أولادها ، ومسؤوليتها عن ذلك بلا شيء، كما تصف الوثائق الرسمية مهمتها الأنبل، ويكفيها شرفا أنها تمد المجتمع برأسمال بشري فوق كل قيمة، هو رافعة وجوده واستمراره واستقراره، وتطوره وتقدمه .
أليست ربات البيوت ،وبنكران ذوات ،هن أول من يستيقظن بكرة، وآخر من يخلدن إلى الراحة ليلا ، ويقضين سحابة يومهن في توفير الإمداد اللوجستيكي لكل من يغادر تلك البيوت للدراسة ، ولمختلف الأعمال، والمهام ،والوظائف ، وقد لا تنصف عبارة ": لوجستيكي " ما يقمن بها من جليل الأعمال سحابة يومهن ، وزلفا من ليلهن . وكفى بهن مصدر سكينة، ومودة ،ورحمة في البيوت وذلك آية من آيات الله عز وجل القائل في محكم التنزيل: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) ، ولو فكر المسؤولون عندنا عن الوثائق الرسمية الخاصة بالنساء في هذه الآية كما أمر الله تعالى ، لما وصفوا مهمتهن بلا شيء، علما بأنهم وغيرهم كلهم عالة عليهن ، ولولاهن لما كانوا ، ولا صاروا على ما هم عليه من مسؤوليات، ومراكز قرار .
وإذا كانت السيادة لمن يخدم الغير عملا بمقولة " سيد القوم خادمهم " ، فإن ربات البيوت سيدات كل من يستفيد من خدمتهن ،ولكن مع الأسف الشديد الأمر مختلف عندنا حيث تحظى العاملات، والموظفات بكل احترام وتقدير ، وتسجل في وثائقهن الرسمية طبيعة أعمالهن، ووظائفن، وهي مصدر مباهاتهن مقابل تحقير مهمتهن كربات بيوت .
ولا يبالي المسؤلون عن عبارة " لا شيء " أو " بدون " في الوثائق الرسمية الخاصة بربات البيوت ، وهي في الحقيقة سبة وقدح في نبل وشرف مهمتهن بما لها من آثار سيئة في نفوسهن ،حيث تحاول شريحة عريضة منهن التخلص من هذه الصفة التي يعتبرنها منقصة ومذلة ، وذلك بالسعي لامتهان مهنة أوعمل أو وظيفة مهما كانت، ولو على حساب الكرامة .
و لم نسمع بجمعية من الجمعيات التي تداافع عن النساء عندنا، تطالب بتصحيح الوصف القدحي في الوثائق الرسمية لربات البيوت ، بل منها من تتعمد تحرضهن على التخلي عن مهمتهن النبيلة، وذلك بتشجيعهن على مغادرة بيوتهن طلبا للعمل خارجها من أجل ما يسمى استقلالا ماليا ، وتحررا مما تسميه القيام بواجبهن فيها ،وكأنه سبة ومعرة .
فهل سيقيض الله تعالى للمسؤولين عن الوثائق الرسمية الخاصة بربات البيوت أهل رشد وبعد نظر فيغيروا عبارة " لا شيء " أو " بدون " بعبارة " ربة بيت " على الأقل إن لم تكن عبارة " المهمة النبيلة " ؟؟؟
وسوم: العدد 1035