تفاقم خطر جموع الكلاب المهددة لسلامة وصحة الساكنة في مدينة وجدة والمقلقة لراحتها
لقد صمت الجهات المسؤولة الأذن ، غضت الطرف عن نداءات عدة ومتكررة صادرة عن ساكنة مدينة وجدة بسبب تكاثر جموع الكلاب فيها ، والتي صارت تتحرك في مجموعات مهددة للمواطنين راجلين وراكبين الدرجات النارية والهوائية .
ومما عاينته شخصيا قبل يومين هجوم مجموعة منها على طفل في العاشرة من عمره بالقرب من الحي الصناعي ، وكان في طريقه إلى متجر ، حيث هرت فيه ، فلما فر هاربا منها، تعقبته بشراسة ، وأسقطه أرضا ، وهو يحاول مقاومتها برجليه ، وتعرض بسبب ذلك إلى جروح إثر سقوطه أرضا ، وضاع منه ما كان معه من نقود ، وقد ملأ الشارع صراخا وهو يستغيث بمن كان قريبا منه ، ولولا التدخل السريع من طرف أحد العمال بقطعة خشب، لكانت أنياب تلك الكلاب الضارية قد نهشت جسم هذا الطفل المسكين . ولا شك أن هذا المشهد يتكرر يوميا في كل جهات المدينة، لأن خوف وفرار الصغار من تلك الكلاب يثيرها ، فتتعقبهم لمهاجمتهم . ومع انطلاق الموسم الدراسي الجديد ، فإن الأطفال الصغار معرضون لهجوم جموع الكلاب سواء كانوا في طريقهم إلى مدارسهم أو في محيطها أثناء خروجهم منها .
ومما شاهدته أيضا قبل أيام قليلة هجوم تلك الكلاب التي تتحرك في مجموعات قد تفوق أحيانا العشرات على بعض راكبي الدرجات النارية والهوائية ، وهو ما يعرض حياتهم للخطر، وهذا المشهد يتكرر أيضا في أكثر من شارع في المدينة ، وتعاينه ساكنتها يوميا .
وفضلا عن خطر هذه الكلاب ، فإنها تقضي أحيانا ليلها بحوار مسكن من المساكن لتقض مضاجع أصحابه وجيرانهم بنباحها الذي لا ينقطع ، فضلا عما تخلفه من فضلات ، إلى جانب عبثها بأكياس الزبالة التي تفتقها بحثا عما تسد به جوعها، وتزيد بذلك من متاعب عمال النظافة ، فضلا عن تعرضهم لخطر ما فيها من أمراض أو ما فيها من حشرات مسببة للأمراض ، كل هذا في غياب تدخل الجمعيات التي تدعي الدفاع عنها بالأقوال دون أفعال.
وبناء على ما تقدم ، يتعين على المسؤولين أن يأخذوا خطر تلك الكلاب مأخذ الجد ، وأن يجدوا لها حلا . وإذا كانت ضغوط الجمعيات التي تدعي الدفاع عنها داخل الوطن وخارجه تمنعهم من ذلك، فعليها أن تتحمل مسؤوليتها، وتجد حلا لها ، وألا تكتفي بالدفاع عن طريق شعارات فارغة ، تاركة الساكنة تواجه خطرها الذي يتهددها في كل لحظة .
وسوم: العدد 1049