الحزب الشيوعي العراقي يعرب عن تعازيه وتضامنه مع الشعب الليبي الشقيق

هناك عقود لا يحدث فيها شيء، وهناك أسابيع تحدث فيها عقود

فلاديمير لينين 

هل يجوز لنا أن نستعير ما قاله لينين عن عالم السياسة والإمبراطوريات، لينسحب الكلام نفسه عن حال الأرض، وأهوال الطبيعة، ومجريات الكوكب الأزرق؟

تعرب اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بألم وعميق مشاعر الحزن للكارثة التي حلت بأبناء شعبنا في ليبيا الشقيق من جراء السيول والفيضانات والعواصف التي خلفت أضراراً جسيمة في الأرواح والممتلكات في المناطق الشرقية من ليبيا يوم 10 سبتمبر/أيلول، وأن الفيضانات والسيول حدثت ولم تتم أي عمليات إجلاء بسبب عدم وجود أنظمة الإنذار المبكر المناسبة، لو كانت هناك دولة في ليبيا لما مات الآلاف من الناس. ليست هناك دولة حقيقية في العالم ترضى أن يموت شعبها بالطريقة التي مات فيها الليبيون وهم يواجهون قدراً طبيعياً، سبق للكثير من الدول وأن أنتصرت عليه وإنقذت شعوبها من المصير الذي أنتهى إليه الليبيون. لم تكن تلك الدول بثراء ليبيا ولكنها حفظت أرواح شعوبها من موت، بينما فشلت ليبيا في مواجهته ومنعه من أفتراس شعبها. حكمة ينبغي أن يستوعب ضرورتها حماة اللادولة في العراق ولبنان وسوريا واليمن. الواقع السياسي في ليبيا بعد القذافي هو أكثر رثاثة مما كان عليه أيام العقيد القذافي. لقد رغبت الويلات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وأيطاليا ومستوطنة إسرائيل في التخلص منه وطي صفحته، أما ليبيا فقد تركت لشعبها الذي يعرف الخبراء أنها ستكون في أيدي من يبددون ثرواتها ويمزقون شعبها ويحطمون كل أمل في إمكانية قيام دولة حقيقية فيها. الشعب الذي يعاني في الأيام العادية من البطالة والجوع وعدم كفاية المشافي والمدارس والطرق والموارد؟ لا يزال ذلك الكابوس هو المصدر الوحيد لإلهامه في صنع حياة هي أشبه بالموت. كل ثروات ليبيا لا يمكن أن تنقذها من ذلك الموت ما لم ينتقل شعبها من العبث والمجانية إلى العمل الوطني الواعي الجاد. وليس إعصار دانيال سوى واحدة من علامات الإنهيار.

 حتى اللحظة نكاد لا نصدق بأن ليبيا فقدت أكثر من عشرين ألف ضحية نتيجة لفيضان! فقدت هذا العدد في ظرف دقائق قليلة. دعونا نسأل (حكومة الوحدة الوطنية) أو (المجلس الرئاسي)، كيف وأين ومتى؟ من أنتم؟ من جاء بكم؟ أين ثروات ليبيا التي يمكنها أن تبني بلداً من الطراز الأول وأين ذهبتم بها ؟ لماذا يعيش المواطن الليبي وكأنه في القرن السابع عشر؟ أين الخدمات والمؤسسات والرفاه الذي وعدو به (الثوار) ضد الرجعية بعد الإطاحة بالطاغية حسب زعمهم ؟ أين المشافي الحديثة وطواقم الإسعاف والدفاع المدني والمعدات ؟ لماذا تبدو درنة كأنها مدينة بناها الإنسان الأول؟ لماذا تبدو الأن وكأنها مدينة الموتى والأطلال؟ أعذرونا نحن في اللجنة المركزية عتبنا وغضبنا وأنفعالنا المتدفق في عروق أسئلتنا التي لم تعد تطيق صبراً .أن الوضع السياسي بوجود حكومتين وجيشين قد يعقد الوضع، وعن قدرة الحكومتين على مواجهة مثل هذا الفيضان بحجم تسونامي .

لم يفكر أحد في أن أحد هذه المخاطر قد يكون أغتيال دانيال لليبيا وإغراقها في البحر.هل يمكن إن نتساءل أن كانت تستطيع  دولة فاشلة دونما إستقرار سياسي، الذي أودى بالمؤسسات الليبية وإطاح بقدرتها على التخطيط والإستباق، وتهالك البنية التحتية للمدن،وإنعدام صيانة المنشآت?، لقد زادت مياه الإعصار طين السياسة بلة بليبيا،وستعقد مصيرها أكثر بأن تفاقم إرتهانها للأجنبي وحساباته. بعد أن أنضم بدوره للذئاب الإقليمية والدولية التي تجوس في الديار الليبية باحثة عن حصتها من الكعكعة.

الحكومتان اللتان تتقاسمان السلطة لم تتحركا بالسرعة المطلوبة لتخفيف أثر النكبة، كما أنهما لم تقدمان ما يلزم من معونات إيوائية وغذائية رغم وجود بند للطوارئ بالميزانيات على مدى السنوات المختلفة، فهل تم إنفاقه على مشاريع وهمية وشبهات فساد في عقود الصيانة.؟

هناك مئات الجثث لا تزال مطمورة تحت أطنان الوحول والأنقاض المتراكمة.كما جرفت المياه بعض الجثث على بعد عشرات الكيلومترات في شواطئ الساحل الليبي كثير منها ما زال ينتشل حتى الآن. وتحولت مدينة درنة الجبلية التاريخية إلى أشباح مليئة بالجثث وإلى منطقة منكوبة، منذ 10 سبتمبر/أيلول، بات مقبرة جماعية لسكانها، بعدما أمتلأ بمياه الأمطار والسيول التي سببها إعصار "دانيال" الذي ضرب شرقي البلاد في ذلك التاريخ إعلاه إذ دمرت الطرقات والجسور، فيما أنقطعت خطوط الطاقة والهاتف عن مناطق واسعة، حيث تشرد 30 ألف شخص على الأقل، ولم تعرف حتى الآن الحصيلة الفعلية للقتلى.إلا أن الإهمال الحكومي واستشراء الفساد في أهم القطاعات الخدمية أعاد إليهم أسوأ كوابيسهم هذه المرة دون رحمة ولا شفقة !

مما يجعل الأمر يرقى إلى شبة جريمة " الإبادة" الجماعية المشتركة بين إعصار "دانيال" والحكومة الفاسدة والغير مسؤولة الذي تترك الأمور على الغارب ولا تأخذ بالحيطة والأحتياط للحفاظ على أرواح الناس، لا بل تجاهل المسؤولون الفاسدون التحذيرات من العاصفة المدمرة القادمة وتركوا درنة تنتظر مصيرها بدلاً من أخلاء الناس وتخفيف وطأة الدمار والموت حيث تكشف غيض من فيض تجاهل ثلل الفساد الموت القادم بسبب السيول الغزيرة وإنهيار سدين واقعين على مشارف درنة، اللذين تسببا في سيول مدمرة، ألحقت أضراراً كبيرة بالبنية التحتية وتسببت في دمار شامل وفاجعة كبرى للسكان، أدت إلى مقتل وفقدان الآلاف فاجتاحت المياه المدينة جارفة معها الأبنية والناس الذين إبتلعهم الفيضان ليلقي بهم في البحر، أن تصريحات العديد من المسؤولين الليبيين المحليين أكدت أن سد وادي درنة المتهالك لم تجر فيه أية عمليات صيانة منذ عام 1986، ثم يخرج أن السد ذاته والوادي ذاته هو المسبب الرئيسي في القتل الجماعي والدمار الشامل في مدينة درنة الليبية ومن ثم يخرج علينا فاسد مجرم ليلقي باللائمة على " القضاء والقدر ومشيئة الله ". بعد إسقاط  نظام العقيد معمر القذافي بطائرات الحربية لحلف الناتو الإرهابي قبل أكثر من12 عاماً دخلت ليبيا في حروب ميليشية ومناطقية وتقسمت " سياسياً " ومناطقياً بين الشرق والغرب والشمال والجنوب ومناطق نفوذ مقسمة بين الميليشيات وما زالت الفوضى تعصف بليبيا أكثر من12 عاماً لم يصنع الفاسدون في ليبيا سوى منظومات فساد ونهب ومناطق نفوذ وحروب قسمت ليبيا وزرعت فيها التخلف بكل أشكالة وعلى راسها تهالك البنية التحتية في البلد الغني بالنفط والثروات الطبيعية والحقيقة الذي تغير في ليبيا بعد رحيل القذافي هو أن ليبيا تغيرت إلى الأسوأ ودخلت في غيبوبة فساد وتقسيم وحروب نتيجتها هلاك وتهالك البنية التحتية.

 وكأن أمة العرب ينقصهم المزيد من المآسي، فقد تدافعت صور دمار يفطر القلوب،من زلزال سوريا والمغرب في الحوز غرب مراكش، وإلى عصف إعصار "دانيال" في مدن الشرق الليبي، والشهداء في البلدين بعشرات الآلاف حتى اليوم. 

هل هناك علاقة جدلية حقاً بين كوارث الطبيعة وكوارث السياسة البشرية؟ وما هو (الحبل السري) الواصل بين الكارثتين لتغذية النسغ الصاعد والهابط بينهما؟

الرحمة والمغفرة لأهلنا في درنة ومحيطها وخالص العزاء والمواساة، باسم حزبنا الشيوعي، وباسم أعضاء اللجنة المركزية وكافة كوادر وأعضاء حزبنا، وباسم شعبنا العراقي الصامد الأبي الذي يعاني منذ أكثر من 20 عاماً الماضية ولا يزال يعاني الأمرين من البطش والقتل والموت والبطالة وانتهاك كرامته والمخدرات ونهب الثروات والسلب والدمار والخراب الطويل وضياع سيادته والكثير من البنوك تسرق وتدمير الحياة والأخلاق وصناعة واقع مدمر، والتعذيب في السجون العلنية والسرية سواء منها المحسوب على الدولة الكارتونية أو التي تخضع لسلطات المليشيات الصفوية العميلة المجرمة عملاء وذيول للاحتلالين الصهيو الأمريكي البريطاني والفارسي الإيراني لم يتم توفير حاجات المواطنين، من الماء والكهرباء، والطعام، والنقل، والخدمات الصحية ، والسكن اللائق والمعاصر، وتحسين أوضاع المدارس والطرقات ، والشروع بالبناء وجلب مواده الأولية ومنح القروض، وتحقيق أمن العمل وتوفير الفرص الكفيلة بإستيعاب العاطلين ومنحهم فرصة للتعبير عن طاقتهم والمساهمة في بناء وطنهم . وأن يتساءل المرء: أكان العالم إزاء تسونامي هو نفسه الذي شهد كوارث رواندا والكونغو ودارفور؟ فلسطين المحتلة والعراق المحتل وأفغانستان المحتلة؟ معتقل غوانتانامو وسجن أبو غريب ومجازر الفلوجة؟ ثم، مؤخراً، زلازل المغرب، وسيول ليبيا؟ وبعد ثمانية أيام على وقوع كارثة تسونامي ظهر الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الصغير في البيت الأبيض، محاطاً بأبيه وبسلفه بيل كلينتون، وأعلن أن واشنطن سوف ترفع قيمة تبرعاتها من 35 إلى 350 مليون دولار. نهار الكارثة، كان الاحتلال الأمريكي للعراق قد دخل يومه الـ 656، وكانت واشنطن قد أنفقت حتى ذلك التاريخ 148 مليار دولار في تغطية الاحتلال الغاشم، وهذا يعني أن المبلغ الذي تبرعت به واشنطن لإغاثة منكوبي جنوب شرق آسيا يعادل يوماً ونصف يوم من مصروفات أمريكا المجرمة.. على منكوبي العراق ! لأنها تتكفل بكشف أنماط القصور والخلل وانعدام المسؤولية ساعة وقوع الكارثة.

لذا أننا ندعو القوى الوطنية والتقدمية لتكاتف وعمل منظم تقود نحو ثورة شعبية حقيقية لكل مناهضي الاحتلال وعمليته السياسية المخابراتية التدميرية الإرهابية اللصوصية الفاسدة الفاشلة سيئة الصيت والمحتوى لفضح الحكومة الكارتونية العميلة في منطقة الغبراء ببغداد المحتلة،مثلما نفضح العملاء من المدعين كذباً وأفتراءاً تمثيل (المكون السني) رغم تحفظنا على هذه المصطلحات التي فرضها علينا الاحتلال وذيوله، نحو تحقيق هدف التحريري بإسقاط حكم الهجين الذي أسسه المحتل الغازي الصهيو الأمريكي الصليبي والفارسي الإيراني وطرد جميع المحتلين والأجهزة المخابرات الدولية من أرض بلد الرافدين العظيم . أن رأس الأفعى للإمبريالية الأمريكية وهي تفوق وحشيتها وقذارتها عن المغول والنازية ملتزمة بحماية وجود النظام الذي أسسته في العراق بعد احتلالها الغاشم له وهذا مثبت في الإتفاقية التي وقعها العميل المزدوج الطائفي نوري الهالكي مع إدارة أوباما حيث قدم العميل الطائفي الهالكي العراق بكل تاريخه وثرواته ومستقبله على طبق من ذهب إلى ويلات المتحدة الأمريكية لأجل غير مسمى، مقابل شرط واحد وهو بقاء هؤلاء حثالات العملاء والخونة والجواسيس واللصوص بالسلطة أيضاً إلى أجل غير مسمى!! تلك العملية السياسية التدميرية ونظامها المحاصصي المقيت التي أنشأت أصلاً لتدمير وتحطيم الإنسان العراقي وتغييب وعيه وأذابة هويته الوطنية الحقيقية لصالح هويات غريبة عليه مثل الهويات الطائفية والعشائرية والمناطقية والعنصرية الكردية الإنفصالية.

لم يسجل التأريخ الحديث ولا القديم بأن قوت احتلال قامت بجلب الخير والرفاه والديمقراطية للبلدان التي تحتلها. على العكس فإن قوات الاحتلال تأتي لتدوس في بساطيل جنودها ومرتزقتها وذيولها على رؤوس البلدان التي تحتلها وتنزع عنها كرامتها وتسرق خيراتها وتذلها إيما ذل.

وعلى مر العصور لم يسجل التأريخ أن قوات احتلال جلبت معها ذيول من الذين يخونون بلدانهم مع تلك القوات الغازية على أنهم وطنيون وليسوا عملاء وخونة ولصوص وقرود سلطة بل وينظر لهم المحتل بأبشع الصور وأقذرها. التاريخ مليء بقصص مثل هذا سنتطرق إلى واحدة من هذه القصص ما حدث مع (نابليون بونابرت) عندما شعر بالإنكسار نتيجة خسارته في معركة (اسبرن)، طلب من ضباطه أن تكون المعركة إستخبارية، وبدأ ضباطه يبحثون عن جاسوس نمساوي يساعدهم على الدخول إلى النمسا، من خلال نقطة ضعف في الجيش النمساوي، وبعد جهد جهيد، وسعي حثيث، عثروا على رجل نمساوي كان يعمل مهرباً بين الحدود، وأتفقوا معه على مبلغ من المال إذا هم استفادوا من معلوماته. فدلهم الخائن على منطقة جبلية يوجد فيها جيش نمساوي قديم، لكون المنطقة شبه مستعصية وبالفعل. تمكن الجيش الفرنسي من أقتحام المنطقة واحتلالها، وبعد أن أستقر الوضع لفرنسا؛ جاء الخائن النمساوي لمقابلة (نابليون بونابرت)، فأدخلوه على الإمبراطور وكان جالساً في قاعة كبيرة، وما إن رأى (نابليون) ذلك الجاسوس النمساوي؛ حتى رمى له بقبضة من النقود في صرة على الأرض؛ ليأخذها ثمن خيانته وجزاء أتعابه القذرة، فقال الجاسوس- كعادة أمثاله: سيدي العظيم؛ يشرفني أن أصافح قائداً عظيماً مثلك. فرد عليه نابليون: أما أنا فلا يشرفني أن أصافح خائناً لوطنه مثلك. وأنصرف الجاسوس، وبصق عليه نابليون من وراء ظهره..!! وكان كبار القادة جالسون عنده، فتعجبوا من تعامل نابليون مع الجاسوس؛ على الرغم من أهمية الأخبار التي نقلها لهم؛ وكانت سبباً في أنتصارهم. وسألوه عن السبب فأجاب (نابليون) بعبارة هي من أروع عبارات التاريخ الحديث عن الخائن والخيانة. ماذا قال..؟ قال: (إن الخائن لوطنه، هو كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللصوص تشكره). وسأل أدولف هتلر ذات يوم: من هم أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك فقال: الذين ساعدوني علي احتلال أوطانهم .

 السؤال هو: هل يمكن للإمبريالية الأمريكية وذيولها والعملاء والخونة والجواسيس الذين جلبتهم معها أن يستطيعوا إن يغسلوا العار الذي لحق بهم من جراء ما فعلوه بالعراق وشعبه منذ عام 1991 ولغاية اليوم؟

نحن نسجل للتأريخ والأجيال التي ستقرأ هذا بعد ألف أو آلاف الأعوام بأن العار الأمريكي البريطاني والفارسي الإيراني من جراء حروبها وحصارها ضد العراق لا يمكن أزالته ولعله أسوأ ما فعله حثالات العملاء والخونة الأشرار ببلد قدم الحضارة الأولى للبشرية .

في الوقت الذي نعيش فيه مآسي الأشقاء في المغرب وليبيا، ويتساقط ضحايانا بالآلاف مع إعصار "دانيال" والزلزال، لا يمكن التنطع في تفسيرات المسوح الدينية، من نوع ما ذهب إليه معمم الإمعة الطائفي مقتدى الصدر في العراق، أعتبر نكبة الليبيين عقاباً إلهياً على تغييب موسى الصدر، وأعتبر زلزال المغرب عقاباً على سلوك سياسي. مثل هذه الأفواه، يجب أن تغلق بالصمغ والمفتاح، ولا يلتفت إلى أقوالها البائسة في هذه الظروف، فواجب الوقت هو التضامن الأخوي الصادق،وبذل أقصى الجهد في مد يد العون للمنكوبين، وجبر الضرر المريع، الذي لحق بالإخوة المغاربة والليبيين، فالضحايا من أقطار أمتنا العربية، الضحايا تحت الركام في قرى المغرب الجبلية، والضحايا غمرتهم سيول إعصار "دانيال" في مدن الشرق الليبي، وفي مدينة درنة بالذات، ومع تداعى المشاهد المرعبة، والأحزان التي تعتصر القلوب،لا يصح أن نحول المأساة إلى ملهاة، وأن نفتح أسواق المزايدات والمناقصات في تفاسير السياسة والدين، وفي تصوير كوارث الطبيعة كأنتقام إلهي من الفقراء والمساكين، والعياذ بالله مما يخرصون ويهرفون، ومن إصدار فتاوى سياسية ودينية في تصوير كوارث الطبيعة كأنتقام إلهي .

نؤكد أننا نقف بكل مشاعر العزاء والتضامن، ونشارك الحزن والأسى بضحايا الفيضانات والعواصف التي خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.

نجدد العزاء لكم ولكافة الأشقاء في ليبيا، ونتمنى الرحمة للضحايا والشفاء العاجل لكافة المصابين، وأن يعم السلام والأستقرار والوحدة في بلادكم العزيزة، ونجدد تأكيدنا الوقوف إلى جانب الشعب الليبي وتضامننا الكامل معه في هذه المحنة التي أصابت بلدكم الشقيق.

وتدعو اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي الأقطار العربية الشقيقة، وجامعة الدول العربية، وأحرار المجتمع الدولي وكل المؤسسات الإنسانية في العالم إلى تقديم العون والإسناد السريع والفاعل لهم والوقوف إلى جانب الشعب الليبي الشقيق في مواجهة  الأثار الناجمة لهذه الفيضانات وأعتبار المناطق التي ضربتها مناطق منكوبة بكل معنى الكلمة. 

الجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي – الإتجاه الوطني الديمقراطي 12-9-2023 بغداد المحتلة