شيخُ الجبلِ

شيخُ الجبلِ

طريف يوسف آغا

[email protected]

كتبت هذه النثرية بعد يوم واحد من مقتل (محمد توفيق الأسد) الملقب بشيخ الجبل، وهو ابن عم بشار الأسد، وذلك في ظروف غامضة في مدينة القرداحة على الساحل السوري عن عمر يناهز 48 عاماً. وقد عرف عنه العمل في التهريب والتشبيح والاجرام

سبحان من ألحق الحبل بالدلو

في الأمسِ (هِلالُ) واليومَ (شيخُ الجبلِ)

سُبحانَ مَنْ ألحقَ الحبلَ بالدَلو

مُجرِمٌ سَـعرانٌ مِنْ أُسرَةِ مُجرِمينَ

وهَلْ تُخَلِّفُ الكِلابُ إلا جَرو؟

اغتصَبَ وعِصابَتهُ الحرائِرَ وقَتلوا الأبرياءَ

لِكُلِّ المُدُنِ السـورية بالدِّماءِ طَلوا

دَمّروا الوطَنَ وحوّلوهُ أنقاضاً

آنَ لمنْ سَـببوا البَلاءَ أنْ يُبْتلوا

باعوا الآثارَ وهَرَّبوا المخدِّراتِ

ماتركوا شَـراً إلا وفيهِ كانوا يَعمَلوا

ماسَلِمَتْ دارُ عِبادَةٍ مِنْ أياديهِمْ

أباحوا المحرَماتِ ولِلحَرامِ حَلّلوا

وصَفوهُ في النَعوَةِ بالمجاهِدِ وهَلْ

أحَدٌ عَنْ وجوهِ المجاهِدينَ يَغفَلُ؟

ومَنحوهُ لَقبَ الدَكتَرةِ والكُلُّ

يَعرِفُ كيفَ للشَهاداتِ يشتَروا

خَبِرنا دَكتَرةَ عَمِّهِ وابنِ عَمِّهِ

كُلُّ واحدٍ منهُمْ مِنْ قريبهِ أنذَلُ

ولَمْ ينسَوا أنْ يُسَمّوهُ بالبطلِ

أبطالُ العصاباتِ هُمْ مَنْ بالتقتيلِ يَعمَلوا

ولَمْ يَخجَلوا أنْ يَمنَحوهُ مَرتبَةَ الشَهيدِ

في حينِ أنَّهُ في قَعرِ جَهنَّمَ مُنزَلُ

وَصَفوهُ وظنّوا الناسَ لأخبارهِ تَجهَلُ

وصَفوهُ بكلِماتٍ لايُصَدِّقُها إلا الأهبَلُ

إذا ماتَ السَفّاحونَ رأيتَ الناسَ

قَد فَرِحوا وتراهُمْ قَد هَلّلوا

لايَهُمُّ كثيراً مَنْ أنهى حَياتَهُمْ

مايَهُمُّ أنَّهمْ إلى الآخرةِ قَد حُوَّلوا

لا أسَـفَ على مَقتلِ مَنْ كانوا أمثالَهُ

مِمَنْ للوطَنِ إلى الحضيضِ أوصَلوا

مَبروكٌ لِشَـعبِنا اليومَ رَحيلَ قَوّادٍ

مِنْ حُثالَةِ قَومٍ طالما لهُ بالنارِ صَلوا

سَـنوَزِّعُ الحلوى بمناسبةِ رَحيلِهِ ولكنْ

سَـنَحتفِلُ بالعيدِ يومَ بَقيَةُ العِصابَةِ تَرحَلُ