ما الذي جعل موسكو وواشنطن تتفقان على نزع "كيميائي" سوريا

ما الذي جعل موسكو وواشنطن تتفقان

على نزع "كيميائي" سوريا رغم اختلاف وجهات النظر؟

محللون: إسرائيل هي الرابح الأكبر من الاتفاق، والثوار هم الخاسرون

مسار للتقارير والدراسات - 15 أيلول 2013

فاجأ رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي ووزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيغيدور ليبرمان الجميع بإعلانه أن إسرائيل ستكون الطرف الذي سيحكم على مدى التزام نظام الأسد بتعهداته المنصوص عليها في الاتفاق الروسي الأميركي، والذي يهدف إلى نزع السلاح الكيميائي من نظام الأسد.

ويطرح هذا التصريح أسئلة عدة حول الدور الذي لعبته إسرائيل في التمهيد للاتفاق، كما يقود إلى التساؤل حول طبيعة الهجوم الكيميائي والأجواء التي أدت إلى هذا الاتفاق الروسي الأمريكي غير المسبوق في الملف السوري.

وذكر موقع الجزيرة نت أن التقليد الإسرائيلي يقضي بتمتع رئيس لجنة الخارجية والأمن بحرية الوصول إلى أكثر المعلومات سرية.

وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأحد، قال ليبرمان "حسب الاتفاق، فإنه يتوجب على الأسد في غضون أسبوع من الآن أن يقدم قائمة تتضمن كل المعطيات المتعلقة بمخزونه من السلاح الكيميائي وكل البنى التحتية المرتبطة بذلك. ولدينا معلومات استخبارية حول ما لدى الأسد بالفعل، وستتم مقارنة ما تضمنته قائمة الأسد وما لدينا من معلومات للحكم على مدى التزامه بالاتفاق".

في حين اعتبر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق الجنرال غيورا آيلاند، أن إسرائيل أحد الأطراف الرابحة من الاتفاق المذكور، وقال آيلاند في مقابلة إذاعية صباح اليوم الأحد "إن أهمية الاتفاق لإسرائيل تكمن في ضمان عدم انتقال السلاح الكيميائي لجهات غير مسؤولة في المستقبل".

من جهته، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في كلمة ألقاها أثناء احتفال في القدس المحتلة بمناسبة الذكرى الأربعين لحرب تشرين، أن الاختبار الحقيقي لاتفاق جنيف يكمن في تنفيذه "بالتدمير الكامل" لمخزون دمشق من السلاح الكيميائي.

وعلقت الكاتبة أمل عبد العزيز الهزاني في مقال لها في صحيفة الشرق الأوسط على الحراك الدولي الأخير وخط واشنطن الأحمر بالقول إن مصدر قلق واشنطن ليس استخدام السلاح الكيماوي بل "وجوده". وأضافت "لو كان باراك أوباما مستاء من أجل الضحايا المدنيين لكانت ثارت حفيظته منذ أكثر من عامين على المجازر التي ترتكب يوميا بحق العزل" على حد وصفها.

وأوضحت الهزاني أن أوباما قلق ويشعر بالارتباك من نظام آيل للسقوط، غير متزن وغاضب قد يقوم بعمل "أحمق" حينما يشعر بأنه يهوي. ولفتت إلى أن دول الجوار التي تواجه خطر الكيماوي كما يتردد في المؤتمرات الصحافية للدول الغربية ليست الأردن أو العراق أو لبنان، بل إسرائيل.

وختمت الكاتبة بأن الأمن القومي الإسرائيلي حرك الغرب الجامد لاتخاذ خطوات جادة ضد نظام الأسد، لأنه يمتلك سلاحا مدمرا.

فيما أجمع المعلقون الإسرائيليون على أن الثوار في سوريا هم الخاسرون من الاتفاق، وأن إسرائيل هي الرابح الأكبر منه.

واعتبر المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" عمير رابوبورت الاتفاق الروسي الأميركي "إنجازا كبيرا" لإسرائيل، ونقل عن مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية قولها إن قيمة الإنجاز لا تكمن  في التخلص من السلاح الكيميائي، مما يضمن منع نقله لتنظيمات إسلامية في المستقبل، بل تكمن أيضاً في أنه يمثل رسالة واضحة لإيران بأن عليها أن تقتفي أثر الأسد في كل ما يتعلق ببرنامجها النووي.

واعتبر رئيس دائرة الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب إيال زيسر أن الدلالة الرئيسة للاتفاق هي أن أوباما "معني ببقاء نظام الأسد أكثر من أي خيار آخر".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الأسد "لا يحتاج إلى السلاح الكيميائي لكي يتغلب على الثوار، لأن بإمكانه التغلب عليهم بدونه، لذا لم يتردد في التنازل عن مخزونه منه، لكي يتجنب الضربة الأميركية، التي كان يمكن أن تؤدي إلى سقوط نظامه".