أمريكا هي وراء الانقلاب في مصر...
سواء أقرت أم لم تقر!، وخلعُ نفوذها واجبٌ شرعي وحتمي!
أ. هشام عبدالعاطي
خبر وتعليق
الخبر:
نقلت وكالات أنباء تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول موقف بلاده من أحداث مصر الأخيرة التي أدت إلى الإطاحة برئيس الجمهورية محمد مرسي، بأن ما جرى قد جنب مصر حربًا أهلية!، وأن الحكم على الأحداث فيه صعوبة وغاية التعقيد!، وأن واشنطن لن تتسرع في اتخاذ قرار... كما نقلت تلك الوكالات عن اجتماع ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية مع قادة من الإخوان المسلمين لحل الأزمة السياسية الدائرة في البلاد! [وكالة رويترز، 18/7/2013م].
التعليق:
وأمام هذه التصريحات واللقاءات فإننا نؤكد على الآتي:
أولاً/ إن إمبراطورية الشر أمريكا هي الجهة المتحكمة في مصر عبر الجيش وقادته الذين حكموا البلاد طيلة عقود، وما زالت مهيمنة بعد أحداث ثورة 25 يناير عبر طنطاوي إلى انقلاب 30/6 عبر السيسي. فأميركا تدعم الجيش سنويًا - وذلك بعد توقيع إتفاقية كامب ديفيد سنة 1979 - بما قيمته 1.3 مليار دولار مقابل الخنوع لها وحماية أمن يهود. وهي تتصل بقادته، واجتمعت معهم مباشرة قبل الانقلاب الأخير وبعده، وهي التي أطاحت بمرسي عندما رأت عجزه عن تحقيق الاستقرار في منطقة نفوذها مصر؛ كما أطاحت بعميلها مبارك سابقاً.
ثانياً/ إن جميع التنازلات التي قدمها من يسمون "بالإسلاميين المعتدلين" لأمريكا قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها، من إعلانهم والتزامهم بالمحافظة على كامب ديفيد والنظام الجمهوري، واحترام الديمقراطية، ومحاربة (الإرهاب)...، رغم كل تلك التنازلات المريبة والمهينة إلا أنها لم تشفع لهم أمام الإدارة الأمريكية، فلا أنقذتهم أمريكا ولا الديمقراطية التي أصبحت لعنة الشعوب، فما يهم أمريكا في مناطق نفوذها هو قدرة الحكام على تحقيق الاستقرار النسبي، ليس حفاظاً على الشعوب بل حفاظاً على مصالح إمبراطورية العم سام اللعينة!
ثالثاً/ إن تبرير وزير الخارجية الأمريكي أمام الإعلام لما حصل هو تبرير فارغ، فحديثه عن إنقاذ العسكر للبلاد من حرب أهلية جاء من أجل حماية قادة العسكر والحفاظ على الدعم المالي السنوي لهم الذي سيتوقف لو أعلنت أميركا أن ما جرى هو إنقلاب، وذلك وفقاً للقانون الأمريكي الذي صدر سنة 1961 والذي يحظر دعم أي جيش مالياً في حالة قيامه بالانقلاب على حكومة منتخبة ديمقراطياً!
وهي كذبة ربما تتكرر بألفاظ وتبريرات على غرار أن "الديمقراطية تعني أكثر من الفوز في الانتخابات!"... وهكذا تتلاعب أمريكا بديمقراطيتها حتى ترى ما ستؤول إليه الأوضاع في الفترة القادمة وتعلن ما يناسب ويحقق مصالحها في حينه!، والحقيقة أنها هي التي انقلبت على مرسي - عبر العسكر - سواء أقرت أم لم تقر، فنحن من أمة عظيمة واعية كريمة ... ولن تنطلي علينا ألاعيب أمريكا راعية الإرهاب في العالم، ولله در الفاروق عمر عندما قال: »لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني« [إعلام الموقعين].
رابعاً/ إن تدخل دول الغرب الأوروبية والأمريكية والاجتماع بهم لن يزيد البلاد وأهلها إلا رهقاً!، فهذه الدول هي دول استعمارية عدوة للأمة لا تبحث إلا عن مصالحها، وعودة أوروبا إلى مصر هو حلم أوروبي تعمل لتحقيقه بشغف بالغ... بعد أن تم كنسها منذ عام 1952م، ولن يزيد الأمر إلا تعقيداً وصراعا مع الوجود الأمريكي، والخاسر الأكبر هم المسلمون في مصر الكنانة الذين يعيشون في نار مخططات تلك الدول الاستعمارية مصاصي دماء الشعوب!
خامساً/ إننا نؤكد أن الحل الوحيد للأزمة القائمة في مصر هو نبذ الديمقراطية كما تُنبذ النواة! وإنهاء التبعية للغرب كل الغرب؛ سواءً الغرب الأمريكي عدو البشرية وسالخ فروة رأس الهنود الحمر! أو الغرب الأوروبي مستعبد البشر وصاحب أسواق النخاسة...، ومحاسبة أدواتهم في بلادنا حساباً عسيراً!وإقامة الخـلافة الراشـدة الثانية على منهاج النبوة التي تشكل الكيان الحقيقي والمنقذ للأمة كلها من هذه الأزمات، فتطبق الدين، وتقطع دابر المجرمين، وتعيد سيرة الأولين، ونصبح خير أمة كما أراد لنا رب العالمين... هذه دعوتنا ففيها النجاة والتقاة والحياة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)