الحصار والقتل
الحصار والقتل
أ.د. حلمي محمد القاعود
تشهد مصر سلوكا سياسيا غير مسبوق يعتمد علي الحصار والعنف والقتل. جبهة المناهضة السياسية لا تؤمن بالحوار السلمي ولا تقبل بالتفاهم مع الفريق الذي ترفضه ولكن يقبل عدد منها بالجلوس مع تسيبي ليفني وشقيقها في الضفة الغربية,
ويرضي بالمناقشات مع آشتون وآن باترسون وكيري جون ماكين. إذا كانت الأمورهكذا مقبولة لأنها مرتبطة بمواقف وآراء. فإن تطورها إلي حصار المساجد والهجوم علي المصلين وحرق المقار واستخدام الرصاص في قتل المنتمين إلي الحركة الإسلامية, فالمسألة جد خطيرة, وخاصة إذا استسلم الطرف المظلوم لرغبة الثار والانتقام من القتلة والمعتدين.
عند كتابة هذه السطور كان عدد القتلي أكثر من خمسة; في الفيوم والشرقية والدقهلية والغربية عدا مئات المصابين. القتل يحدث بإطلاق الرصاص الحي أو استخدام السنج والأسلحة البيضاء. وهو مالم يحدث منذ حملة السفاح نابليون!
الإعلام الليلي والصحفي المملوك لأعداء الثورة والدولة يتجاهل أحداث الحصار والعدوان والقتل, وإذا تحدث عنها فإنه يشير إليها بطريقة ملونة. يقول مثلا: وفاة متظاهر من الإخوان في الشرقية أو وفاة سلفي في المستشفي, ولا يقول إنه ضرب بالرصاص الحي من جانب المناهضين فمات,أو يتجرأ بعضهم ويكذب ويتهم الإخوان أو السلفيين بأنهم هم الذين قتلوا القتيل ومشوا في جنازته!
السلوك السياسي الذي تنتهجه جبهة المعارضة لن يكون مردوده طيبا عليهم ولا علي غيرهم, بل سيوقد الفتن, ويسعر شهوة الانتقام والثأر, وهو ما تدفع مصر الآن وغدا ثمنه غاليا, ويجب أن نعلم أن فرض الأقلية السياسية لإرادتها علي الأغلبية, وإهدار نتائج الصندوق, فضلا عن إشاعة الفوضي والحرائق والخراب والدمار في أرجاء الوطن عمل شرير ضد التاريخ والأخلاق وحركة الحياة.
الدم لاينتج إلا دما, فإذا كان هناك عقلاء في جبهة المناهضة فليقنعوا قومهم أن مصر الطيبة لا تعرف الدم, وأن آليات الديمقراطية خير وأبقي. إذا كنتم تملكون أغلبية الشارع فالانتخابات النيابية علي الأبواب واحصدوا أغلبية المقاعد واحكموا!