المعارضة بين كفتي الميزان2

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

المعارضة بين كفتي الميزان2

 

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( في الحلقة الماضية شبهت المعارضة السورية بالأسرة المعتّره  التي لا تمتلك قوت يومها  ولكن باستطاعتها لو تضافرت جهودها أن تبلغ القمم السامقة ، ومع ما هي عليه تخاصم أفرادها على مواقع الجلوس في سيارة حلموا وتخيّلوا ذات يوم امتلاكهم لها ، وقلت مع فارق التشبيه لأننا في المعارضة كمجموع نملك الرصيد الشعبي الكامل أو الأكبر للخلاص، والذي من خلاله نستطيع تحريك دفّة التغيير بقوه إلى الأمام لو توحدت الكلمة ضمن أليات محدده كبرلمان في الخارج أو صيغة معينه تمثل جميع القوى الفاعلة بكل أطيافها وجميع شرائح الشعب في الخارج والداخل تمثيلاً حقيقياً؛  تلك القوى في معظمها لها كيانات على الأرض فاعلة -أو شخصيات لها ثقلها-  وليست سرابا لتنشيطها وتلقيح أفكارها مع الاخرين لتخرج من كل العوامل التي تجعلها مُحبطه كالعامل الداخلي الذي سآتي على ذكره أو التعامل مع الغير كأن تكون مقوقعه ولا يحلو لها العمل الا بمفردها أوفي أُطر تفكيرها المحدود دون الاستفاده من التجارب او تعمل ضمن مصالحها الخاصّه الذاتيه أو نظرتها العنصريه الضيقه ، مما يجعلها كيانات موجوده غير فاعله ومتوازنه مع قوتها وحجمها ، فتنقلب الى جثّه لارُوح فيها ،وتصير المعارضه كالجثث المُحنطه لاإرادة لها ،ويصيرحالنا معها كالسياره المتكاملة الاجزاء بدون وجود القوّه المحركه او الدافعه لها ، وقوة الدفع لابد أن تأتي من داخل الاحزاب التي في غالبها متجمدّه عند نقاط وخطوط لاتستطيع تجاوزها ولابدّ من اعادة النظر في أنظمتها وبرامجها واسلوب تعاملها لاعادة الحياة لها من جديد واعادة الامل لشعبنا المقموع)

أما المُحبطات الداخليه لقوى المعارضه فهي في الغالب إما روتينيه تنظيميه أومفاهيم حزبيه تقليديه عفّى عليها الزمان وشرب وغير قابله للتطوير تجر تلك القوى الى الوراء كلما حاولت النهوض وأهمها مركزية القرار فيها ووجود الاراء المتباينه نحو القضايا وكذالك الاخذ بالحرفيه القاتله وعدم التخلي عن الشكليات والالتزام بالمضمون وسأتناول بعض الجوانب الهامه المُحيطه بتلك القوى

كالناحيه الاعلامية مثلا : حيث صار للمعارضه مواقع الكترونيه يدخل عليها كثير من الناس الا أهلنا في الداخل الذين يجدون صعوبه في الوصول اليها -للحجب الذي يفعله النظام عليها- ومع ذالك تمارس بعض التجمعات او الاحزاب عملية الفرز بالنشر للاخبار والمقالات على أساس فكري أو حزبي أو شخصاني في بعض الاحيان ، ناسيةً أو متناسيه أنّ الاختلاف لايفقد للود قضيّه ،وكذالك الاختلاف بالاراء يثري الحركه الاعلاميه وينشطها ويجعلها أكثر فاعليةً وتجاوبا مع المواطنين ، وأكثر تعبيراً عن المصداقيه فيما تدعيه من حرية الرأي وقبول الاخر

وكذالك الاوضاع الداخليه والتنظيميه لكل حزب ، والتي تمر بالتذبذبات الكثيره هبوطا وصعودا، ومع أنني أؤمن بحرية التحرك والتواصل مع الاخرين وبالا مركزيه ، وكذالك رفضي للطريقه التقليديه في اختيار العناصر للعمل ، وتجاهل الكفاءات والقدرات والطاقات في بعض الاحيان لتحل مكانها عناصرالازمنه التاريخيه  أو المومياءات المحنطه أو عناصر مغامره ليس عندها تجربه ولكن لمجرد الولاء أو الضعف فيها للركوب على ظهرها أو الذين يحلمون بالتغيير من وراء ترك الامور للزمن لكي يعالج الامور  ؛فانها في الحقيقه مثل هذه الحالات لازالت قائمه في معظم الاحزاب والتنظيمات السياسيه أو التجمعات المجتمعيه ،ولايستطيعون التخلص منها أو تجاوزها أو انتقاء الاصلح الذي بينه وبين تلك الحالات شعرة ، كالشعرة التي تفصل بين الحلال والحرام في غالب الامور ،لأسباب عديده، والتي لايمكن النهوض من وراء تلك المُحبطات بالاعباء الثقيله الملقاة على عاتق المعارضه الا اذا استطاعت التغلب عليها وعلى العقد والمشاكل الداخليه ومعالجة الخلل ورفض أي ممارسات ينتج عنها أي اشكالات وافرازات خاطئه قد تؤدي الى تقسيم الصف الواحد  ، وكذالك الاصرار على مشاركة الجميع المتوازيه والمتوازنه لنسف بؤر الخلاف وكتم مثيري الحساسيه والفتنه والقضاء على مراكز القوى ووأدها قبل أن يستفحل خطرها ،لتنطلق السفينه متجاوزة كل المعوقات كما فعل غيرنا من قبلنا كحزب العمال البريطاني الذي كان في الثلاجه لعقود الى أن استطاعت قيادته الجديده الواعيه تفّهم الواقع الجديد فدفنت الماضي القديم القائم على الكثير من الاوهام والخيالات لتنطلق ،وبالتالي كسبت المواقع ، أو التجربه التركيه التي تغلبت على كل الحواجز التي وضعها العسكر ،وكان همهم عدم التوقف عند نقطة معينه ، وانما دائماً ايجاد المداخل البديله للعمل

 

وكذالك كل حزب أو مجموعه أو حتى أفراد لابد أن يكون لهم حلفاء وأصدقاء يتوحدون معهم على الغايه وتحقيق الاهداف ،ولايمنع ذالك الاختلاف  بالمفاهيم والافكارفيما بينهم ، ولا يهم في الشخص او المجموعات دينهم أومذهبهم مادامو يقررون حق التعايش لكل الاجناس ، وكذالك يجب أن نرتقي في تعاملنا حتى مع الخصوم لنعمل على تحيدهم اذا لم نتمكن من كسبهم، ومن هذه القاعده علينا أن نعمل جميعا على أقل تقدير على كسب كل المعارضين ودون استثناء لأحد ؛ فما بالنا من كان في الصف الواحد، وكذالك كسب المغرر بهم والمخدوعين حتى لايكون لنا في النهايه الا خصماً واحداً هي الطغمة الحاكمه أو الاستبداد بشكل عام ومن يشد على أياديهم ، فتنحصر معركتنا السياسيه في أشخاص وأعداد قليله لافي مجاميع

وعلى هذا أيضاً يجب أن تكون علاقتنا مع الخارج وبالغرب تحديدا على نحو من الندّيه والمرونه والشفافيه ضمن كينونتنا وشخصيتنا المُعتبره ،فلا نميل كُل الميل فنعتبر أن  الاستعانه بالاجنبي هي السبيل الاوحد لخلاص شعبنا ولا أن نجعل هذا الغرب خطاً أحمراً ، وما بين الرأيين اجتهادات كثيره ،وأهمها تلك التي هي بالفعل تعتبر خطوطاً حمُر وهي عدم التبعيه أو الاستقواء وانما المساعده والتعاون على دحر الاجرام والاستبداد ضمن آليه  متوازنه قائمه على المصالح المشتركه ، و أُطرها ومدى الانسجام معها هو مايجب بحثه بهدوء ودون تشنج ؛نخضع لها في النهايه وان اختلفت وجهات النظر فيها  ولانشذ ونحاول أن نسدد ونُقارب بين الاطراف وبين الرؤى ،مما يجعلنا متمكنين من وضع النقاط على الحروف، فنكون أسياد قرارنا لامنغلقين ضمن مانرتئيه بمجموعنا بمايحقق مصالبح شعبنا وأمتنا ووطننا الغالي ، وبما يكفل ويساعد على السلم العالمي والحرب على الارهاب الذي ترعاه الدول المارقه في المنطقه كالنظام السوري والايراني واسرائيل، كذالك من غير المقبول أن نبقى عند اطروحات الستينات من القرن الماضي ، والتي أثبتت تهافت الطغاة على الغرب وتمكين هذا الغرب للانظمه الدكتاتوريه العفنه من رقاب شعوبها ، فلا بدّ من الانفتاح بكل ماتعنيه هذه الكلمه من معنى ، والجلوس الى طاولة الحوار لنبذ التطرف والارهاب ونبذ المستبدين بعدما أضحى العالم اليوم عباره عن قريةً صغيره ، وأضحى تعاون الشعوب ضروره لابدّ منها