الجيش اللبناني والجيش السوري

الجيش اللبناني والجيش السوري

م.نجدت الأصفري

[email protected]

لا أدري سببا جعلني أرغب في المقارنة بينهما :

 الجيش السوري:

- :تعداده أكثر من عشر أضعاف الجيش اللبناني

- :التجهيزات والأسلحة تفوق أضعاف ما عند الجيش اللبناني عددا ونوعا

- :كان عند تأسيسه عقب الاستقلال يسمى جيش الشعب والوطن

- :يفوق تدريبه معظم الجيوش العربية حتى سمي في عهد الوحدة الجيش الأول

- :شارك في تدريب معظم الجيوش العربية الحديثة لسمعته الرائعة

-   :مزج بين العقيدة القتالية الغربية عند تأسيسه بعد الاستقلال ، والعقيدة الروسية بعد حرب السويس واعتماد الأسلحة الروسية الهيكل الأساسي للجيش بعد التخلي عن الأسلحة الغربية

-         :كان الجيش الرئيسي في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية ، فقد كانت إسرائيل تحسب له كل حساب

-   كان مصدر فخر لمنتسبيه من حيث الأهداف والتدريب والوقوف مع أي قطر يعتدي عليه عدوا مهما كان ، مثال ذلك ، المشاركة الوجدانية الشعبية و المشاركة العملية الحقيقية للجيش في العمليات الحربية أيام الاعتداء الثلاثي على مصر عام 56، مثال مشاركة الطيار جول جمال عام65.

-   اعتمد اسلوب الخدمة الإلزامية لكل شاب بلغ الثامنة عشر من عمره  جعل لكل سوري رصيد معلومات عسكرية جيدة ويحسب في عداد الاحتياطي للدولة كلها عند الأزمات والضرورات العسكرية

الجيش اللبناني :صغير العدد ، محدود التسليح ، يخضع للتركيبة السكانية ذات التشكيلة الدينية والمذهبية المتعددة .

ذو عقيدة قتالية غربية هيكلها الأساسي فرنسي نتيجة العلاقة المميزة مع فرنسا بعد الاستقلال .

يتقد حماسا مع صغره للوقوف مع الدول الشقيقة عندما تتعرض لأي اعتداء.

التغيرات التي طرأت على الجيشين بعد عام 1963:

عندما استولي المغامرون من ضباط الجيش السوري على مقاليد السلطة بعد انقلاب 8 آذار بدأ الانحدار في مكونات الجيش السوري وانحصرت مهامه في التكتلات الحزبية التي طفت على السطح بعد قيامهم بالانفصال عن مصر لذا بدأ كل تنظيم سياسي يجمع عناصره ومراتبه للانقضاض على التنظيمات الأخرى وكان من رموز تلك الفترة ، عدد من الضباط لم يسمع أحد باسمهم من قبل ، تلاقوا وتكاتفوا ضد بعضهم حتى أصبح الجيش أشبه بعصابات وميليشيات وتكتلات مذهبية وطائفية، فكان أشبه بفرح في مناسبة عزاء اختلط فيها كل شيء بكل شيء .وأخطر ما كان هو الكورس الذي يلعب في الخفاء.

بدأت التصفيات بين الخصوم ، وغصت السجون ، وتم تسريح الكفاءات من جميع مراتب الجيش ، حتى صرح أحدهم أنه كان يوقع على إعدام 150 شخصا يوميا .

استمر تراجع الجيش في كل أموره ، حتى وصل لدرجة تعتبر تعبويا نقطة قريبة من الانهيار فلم تعد الرتب ذات كفاءة في الانضباط فالضابط رئيس أي قطعة يخاف من جندي لديه إذا كان من الطائفة التي تتحكم بأمور الجيش والحياة السياسية .

تسارع في تشكيل مجموعات أمنية متعددة تتلقى أوامر شخصية دون أي مستند قانوني أو سبب قضائي ، كما تم إنشاء جيوش أشبه بعصابات المرتزقة تأتمر بأمر أفراد العائلة الحاكمة وتعيث فسادا في المجتمع منها سرايا الحراسة والدفاع بأمرة رفعت الأسد ، وسرايا الصراع ، وسرايا الاقتحام ... جميع قادتهم من العائلة الحاكمة .

وآخر درجة في الانهيار هي تسلط اللصوص على إدارة الوحدات العسكرية عندما شعروا أن الجيش لم يعد له سوى مهمة الدفاع عن العائلة المتسلطة لذا اتبع قوادها اسلوب ابتزاز الأفراد الملتحقين بوحداتهم فيفاوضونهم على دفع خوة شهرية للقائد وذهاب العسكري في إجازة شخصية مفتوحة غير مسجلة ممنوحة من قائد الوحدة طالما بقيت الخوة مدفوعة شهريا وبالتالي خلا الجيش من هيكله البشري ولم تعد المعسكرات إلا أماكن تواجد أفراد سخرة للضباط في بيوتهم خدما لأطفالهم ونسائهم أو مزارعهم من المسحوقين ماديا وغير قادرين على دفع الخوة الشهرية المطلوبة .

تخلخل المجتمع وفغر المواطن فاه مندهشا وهو يرى حلمه في جيش وطني قوي بناه بدمه ودموعه ينهار أمام عيونه يتسلط عليه مغامرون حمقى عندما مسخوه ليصبح مجموعة عصابات وملفى مجرمين.

تساقط حلم السوريين وهم يرون سوسة الطائفية وروح العنصرية تتغلغل في كل وحدة عسكرية ، هادمة أمامها كل القيم العسكرية التي يجب أن تتوفر في الجيوش لتكون درعا للوطن لا عصابة لنظام أعمى وحقود .

بدأ هذا الانهيار منذ آذار عام 1963 عندما بدأ العسكر يتآمرون على بعضهم فيقتل المتحصن خلف قطعة من الجيش فاعلة وقوية ضد من لا يملك جزءا من هذا الجيش المهلهل يستخدمه لأغراضه الشخصية ضد زملاء السلاح الذين اصبحوا أعداء ،حتى حصر تواجد القطعات الفاعلة في الجيش السوري محصورا في دمشق وحول بيوت أمراء الحرب لا في الجبهة وعلى مشارف الحدود .

  من ليس له حماية تنقذه ولى الأدبار هاربا من الوطن متسللا خلسة إلى مربع الحرية في لبنان ، ذلك الوطن الصغير بحجمه الكبير بقلبه وكرمه ، من هنا كان على المغامرين المتسلقين مدارج السلطة أن يمدوا أيديهم إلى تلك الساحة الآمنة ، ملجأ الضعفاء ، ليهدموا سور الحرية التي يحتمي بها الهاربون  ، فمدوا أيادي الغدر لقتل محمد عمران ، وضابط أمن الجبهة الجنوبية الغربية العقيد مصطفى على كتابه الذي فضح بعض خياناتهم ،وسموا لبنان الحرية والضيافة ( وكر التآمر) ، وسعوا بكل الوسائل ليطوعوه إلى ما يريدون ، ولكنه كان عصيا على مخططاتهم أن يسلبوا منه روح الديمقراطية التي نشأ وترعرع عليها . ومن عجب أن جميع من كان يحمل معوله ضد لبنان ليهدمه ، أصبح لبنان مأواه ومقره بعد هروب السلطة من ذراعه وانتقالها لعدوه .

لو حاولنا في هذه المقالة أن نعدد الشواهد لاحتاج الأمر منا مجلدات ، فهي موسوعة إجرام امتدت عقودا كثيرة ، لكنني للشهادة أود أن أشير لواقعة واحدة ، حيث نشرت إحدى الجرائد اللبنانية تصريحا لرئيس سوري سابق بعد أن خلع من منصبه في مهزلة لا ترقى إليها أفلام الكاوبوي في الغرب الأمريكي ، عندما حوصر أمين الحافظ في قصر الرئاسة من قوات الانقلاب عليه وبدأ يقاومهم برشاشه من شرفة القصر قبل أن يستسلم بعد أن تساقط الكثير من القتلى من الجانبين ، هذا الرئيس الذي هرب أو هرب من سجنه إلى لبنان أعطى تصريحا صحفيا قال فيه :

دفع لي السفير الأمريكي لدى دمشق عشرون مليون دولار لأسحب الجيش السوري كيلو مترا واحدا( من الحدود السورية الإسرائيلية) فكم قبض الذين سحبوا الجيش أكثر من ستين كيلو مترا ؟

هذا التصريح كلف صاحب الجريدة حياته وتسابقت باقي الجرائد الهروب من لبنان لتتابع مسيرتها الصحفية من بلاد الغرب.

عند هذه الحاجة جردت الأنظمة السورية كل قوتها لتخرس كل فم يتكلم ضد أفعالهم الدموية فعمدت لتطبيق المثل ( الباب اللي بيجيك منه الريح سكروا واستريح ) ، من هنا بدأ العد العكسي لاحتلاله وتدميره . وسقط الجواد اللبناني في الحفرة التي حفرها له ( الأسد المكار) لافتراسه ، أشعلها حربا طائفية ودينية وقومية ومذهبية ... فقتل من قتل دون أن يعرف السبب ، وقتل من قتل دون أن يعرف المقتول فيما قتل . أبشع ما حفر في الذاكرة ، أن العصابات السورية تنقلت كل يوم لتقاتل مع من كانت تقاتله البارحة ، وكانت تزود جميع الأطراف بالسلاح والذخائر .ولعلنا ننتظر مذكرات الجنرال ميشيل عون عن تلك المرحلة التي حوصر فيها في وزارة الدفاع ( اليرزة ) عندما سلمه الرئيس أمين الجميل السلطة لدى انتهاء فترة رئاسته وتعذر إجراء انتخابات تحت ضربات عصابات الشيطان القادمة من سوريا تحت شعارات الأخوة .

هذا هو الجيش السوري كيف كان وكيف أصبح في عهد المغاوير المجرمين. والتي يمكن وصف الجيش فيها بأنه انتقل من جيش الوطن إلى عصابة الرئيس

يحميه وينفذ أوامره المحصورة بقتل وترويع من يزعج الرئيس الخالد فدمر مدنا، وسجن  مالا يحصى ، وقتل آلافا ، وشتت ملايينا .

الجيش اللبناني : حصرت خدمة الجيش في من يريد التطوع ، وليس هناك خدمة إجبارية ، لهذا كان الباب مفتوحا لكل من يرغب الانضمام إلى السلك العسكري ، ولم يكن العسكري محوطا بهالة الحصانة العسكرية التي تمنحه  أكثر من حقه كفرد من أفراد المجتمع ، لهذا مثلت تركيبته نفس تركيبة المجتمع . حاز على تدريب جيد ، وتسلسل في الرتب بضوابطها ومؤهلاتها  فلم يقفز أحد فوق رتبته ما لم يحصل على المؤهلات والدورات اللازمة . عكس الخروقات في هذا المجال التي دأبت تتكرم بسخاء على المغامرين في الجيش السوري في عصر الثورات الهلامية فتمنح كل متآمر على أعلى الرتب والمراتب متجاوزا كل الرتب التي تعلوه . مثال ، رفع الرقيب رفعت أسد إلى عقيد ( القائد) كما يسمونه ، كما رفع المقدم حافظ أسد بعد إعادته للخدمة بعد التسريح ليصبح الفريق ( وقد رفض بعد استدعائه من الاحتياط أن يضع رتبة مقدم على كتفيه لأنه يرى نفسه أكبر من ذلك ).

عندما اطمأن نيرون سوريا  أنه طوع لبنان المحروق والشعب اللبناني بما زرعه في قلوبهم من خوف مارسه عليهم عشرات الآلاف من اللصوص والمجرمين من عناصر المخابرات محمية من الملاحقة والمساءلة ففعلوا ما لم يفعله هولاكو وتيمورلنك ، بدأ عصر الاسترخاء وظن الديكتاتور أن آخر قلاع المعارضة التي تقلقه قد استسلمت وأصبح من السهل عليه أن يقودها بالريموت كنترول عن بعد ، ومن سخرية القدر أن يرسل طفله الصغير ( احتقارا ) ليعلم أفذاذ السياسة اللبنانيين كيف يتصرفون وما ذا يجب عليهم أن يفعلوا .

هدم لبنان ومزقت لحمته ، وتناثرت منشآته ، وهاجر أهله ، مع كل ذلك كانت عرى العلاقة الحميمة بين سكانه أقوى من كل الضغائن والدس والخديعة التي بذرها الطاغوت بينهم ، ما لبث أن قام أحدهم بجهد بسيط بينهم حتى تم الاتفاق بينهم وتنادوا إلى اتفاق الطائف يوزعون الأدوار والعواطف والأخوة على بعضهم لأنهم جميعا عرفوا من هو الوسواس الخناس الذي دس بينهم تحت ذريعة (( أن لبنان خاصرة سوريا )) [كأن وجه سوريا وظهرها محميان ولم يبق من ضعف إلا الخاصرة ]  .

لم تنقطع المنتجات الغذائية والزراعية والصناعية اللبنانية عن كافة دول الخليج حتى في فورة الحرب الأهلية التي أشعلها ( الجار اللدود)

كان جهد رجل طيب بسيط ولكنه ذكي ونشيط استخدم كفاءته في لم الشمل وجمع الأهل وإنهاء الصراعات المفتعلة وبدأت كوامن الكفاءات تعود لتعيد البناء وتدير المصانع وتفتح صدر لبنان لعشاقه وأحبابه بما عرف عنهم من كرم الضيافة وحسن الاستقبال .

أضرم هذا النجاح نار الحقد في قلوب الأعداء خوفا من أن يقارن المواطن السوري بين (غنى بلده وفقر أهله ، بينما إمكانية لبنان المحدودة  ونجاح أهله) فيفتح عينه على سر الفقر والغنى وأسبابه، ولماذا نصف مليون عامل سوري يكسب معيشته من لبنان ولم يستطع ذلك في سوريا ؟  لذا حاول أن يتدخل في كل تحرك عبر أزلامه وخدمه يضعون العصا بين العجلات ويتحكمون في كل صغيرة وكبيرة حتى حرّم أي مسؤول أن يتكلم أو يفعل أو يتحرك إلا بإذن من الباب العالي في دمشق .

لكن الرجل الذي بنى هذه العلاقة الحميمة بين مكونات الشعب اللبناني ، وتعهد على التمسك بها وحمايتها وجد نفسه في مواجهة بين الأوامر الجائرة وبين الهدف العام الذي ينشده لجعل لبنان واحة تماثل أفضل بقاع الأرض روعة وأمانا واقتصادا بالتمسك بروح دستور أقروه ووافقوا عليه وعملوا به ولا يجوز خرقه بأوامر ديكتاتورية غاشمة ، فلما أبدى شيئا من الاعتراض على شكل نصيحة ، هدد وتوعد ثم قتل .ثم تتابعت الجرائم تنثر الجثث البريئة في كل مكان ، وغادرت حمامات السلام ليحل محلها غراب البين والموت .

هب الشعب اللبناني بمجموعه في حركة حازت إعجاب العالم الذي يعلم ضراوة من يحتل البلد ويديرها بأوامره ، وأخذت الصيحة المحتل ، ودارت رأسه كالسكران وعقدت الدهشة لسانه فتعارضت الرؤى وتضاربت الآراء وخبط خبط عشواء كل من وصل الميكروفون ليده يقضي ويمضي وسحب الجيش بمذلة ومهانة وغادر أقل من أربعين ألفا من عساكر الجند رمة المهترئة أرض لبنان البطل فصفق له المحبون وقدم له التهاني المعجبون .

وأعيد كل شيء إلى مكانه وترتب كل أمر كما يجب ، ووضع القانون ، وتم التحري عن المجرم الذي روع البلاد والعباد ، لكن المجرم فهم القصد وعلم الهدف فقام يوزع الأدوار على بقايا عصاباته ومخلفاته جعل قيام دوائر العدل اللبنانية النزيهة بواجبها في التحقيق أمر مستحيل في ظل الترويع من محترفي الجريمة وأبطال الغدر والعصابات المجرمة فطلبت جهة دولية عالية الكفاءة والمهنية تساعدها في كشف المجرم ومعاقبته ، وباشرت لجنة تحقيق دولية تناوب عليها ثلاثة من الخبراء العالميين وأحرزوا تقدما رائعا كاد أن يصل إلى ختام هذه المسرحية الدموية المؤلمة .

كلما شعر المجرم باقتراب حبل المشنقة من رقبته ، اخترع أسلوبا إجراميا جديدا ، ومؤامرة قذرة حديثة ، لكن من سوء تفكيره وعلة تدبيره ، ينتقل من أزمة شديدة إلى معضلة أشد وأقوى .فكل ما جرى ويجري له هدفين ليصل إلى نتيجة واحدة :

الهدف الأول تعطيل عقد المحكمة الدولية

الهدف الثاني تغيير الحكومة التي تقف شوكة  في حنجرته لتصميمها على المضي في المحكمة الدولية رغم كل العراقيل التي خلقها لهم المرتاب.

النتيجة المتوخاة هي طمر جميع الجرائم وقد وصلت حد الأربعين كلهم من الذين يعارضون الحكم السوري الدموي ولا يرغبون في وجوده على أرضهم مرة أخرى .

نعود للجيش اللبناني البطل ، أين موقعه فيما وصفنا سابقا ؟

حرك الطاغية أذنابه الذين دربهم وعلمهم ودسهم في لبنان كآخر سهم ليشعلوا البلاد ويشغلوا الجيش تحت أسماء مختلفة وشعارات متقاربة لكن وضعت أسماؤها بخبث وسوء نية حيث لصقوا أسمها بالإسلام ليسيئوا سمعته ويشوهوا رونقه فمن جند الشام وجند الإسلام وفتح الإسلام وأبناء الشهيد وعصبة الأنصار (عصبة النور) ، فتنقلوا من طرابلس ، إلى نهر البارد ، ثم عين الحلوة ، ثم نهر البارد مرة أخرى ، وكان الجيش مثالا يحتذى في تصرفه المهني وشرفه العسكري في الدفاع عن البلاد والعباد بأسلوب المحترفين لا باسلوب المجرمين الأفاكين ، درس المكان وحدد الهدف ووضع الخطة في المحافظة على الساكنين الآمنين [ ليس كمن هدم مدنا على رأس أهلها ، أو سجونا على نزلائها ] بل حاصر البؤر وتراشق معها متجنبا الخسائر في المدنيين الأبرياء وهذا كلفه خسائر كثيرة من أرواح جنوده الأبطال .

هذا هو الجيش اللبناني البطل كيف يقود المعارك وكيف يتعامل مع الأزمة ، وكيف يحافظ على سمعة الدولة وسلامة أهلها لذا استحق قائد الجيش اللبناني البطل العماد ميشال سليمان وسام البطولة والإنسانية والالتزام بمهنته كعسكري يقف تحت الأوامر والقوانين ، لا تحت الضغائن والأحقاد .