سيناريو الانقلاب العسكري في لبنان
سيناريو الانقلاب العسكري في لبنان
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
ماذا لو جاء الامر من النظام السوري في دمشق ؛الى حلفاءه في لبنان من حزب الله والقياده العامه والقومي السوري والجبهه الشعبيه وجند الشام ومن تبقى من عصابات فتح الاسلام وغيرها ؛ بالتحرك للانقلاب العسكري وتفجير الوضع وحسم الامر هناك لصالح هذه الفئات الارهابيه ونظام دمشق، لقلب المعادله اللبنانيه القائمه على التوازن الطائفي والعرقي ؛ ولقلب المعادله الامميه في قضية المحكمه الدوليه بشأن اغتيال الحريري وقادة لبنان .
وعلى مبدأ علي وعلى أعدائي من طرف أعداء الحريه والاستقلال ممن سمّوا أنفسهم بالمعارضه ، وانتصارا لبني فارس والنظام القمعي الاسدي الجار ولي النعمه؛ والمتهاوي تحت سندانة القوى الوطنيه الحرّه ومطرقة المحكمة الدوليه التي صارت واقعا لامفر منه ، وخاصةً إذا ماعلمنا أن الفريق الموالي لحلف طهران يملك مفاتيح مثل هذه المغامره واللعبه القذره الانقلابيه ومتطلباتها من الادوات والعتادالحربي ومخازن الاسلحه المهووله ؛ والتي أُعدت بالاساس لتكون الدرع الواقي لحلف طهران المشؤوم، وكذالك وجود القاعده اللوجستيه لمثل هكذا عمل اجرامي، مما ادخره حزب الله في مستودعاته المُتخمه بكل مالذّ وطاب مما يجب لانجاح مثل هذا المخطط للقيام بمثل هكذا انقلاب من الزخيره والسلاح وأدوات الجريمه لتوجيهها الى الداخل اللبناني لفرض ارادتهم، بعد أن مُنع من استخدام هذا السلاح من توجيهه الى حليفهم السابق اسرائيل ؛ في اللعبة التي كانت مكشوفه ، والتي كانوا يستخدمونها مع اسرائيل لتقوية مواقعهم وقدراتهم على حساب بقية المعادله اللبنانيه ، ضمن اتفاق مبطن مع اسرائيل ومباركة النظام السوري وفق سياسة شد الحبل وإرخاؤه بما عُرف بالسياسه الديماغوجيه الثورجيه ولا صوت يعلوا فيها فوق صوت المعركه ،
لتعلوا هذه الحفنه العميله على حساب كل القوى الوطنيه اللبنانيه ولكن بعدما أن لطمتها ربيبتها اسرائيل وغيرت اسلوب اللعبة معها، وبالتالي لم يعد السلاح نافعا لتبييض الوجوه والفرايغ ، فكان لابد من التفكير في استخدامه لما وُجد له اصلا لتركيع الداخل اللبناني لحساب الخارج الاقليمي بما عرف بحلف طهران ولي نعمتهم ، ومن خلال سياق الاحداث نتوصل الى تلك النتائج الخطيره لهذه المجموعات،التي لم تثبت يوما صدقيتها مع الوطن ، ولم تفعل اتجاهه أي شيء نافع الا الخراب والدمار والتبشير بما هو أسوأ ، وبالتالي لم ترضى بتسليم ماعندها من الاسلحه والعتاد الى الجيش اللبناني لتقوية قدراته ولبسط نفوذه على معظم رقعة الارض اللبنانيه، لحماية البلد من الداخل والخارج، بل انهم وضعوا الخطوط الحمراء عند مهاجمة عصابه ماسمي بفتح الاسلام ،التي استباحت هذا الجيش الوطني الباسل وذبحت بعض عناصره،التي نامت قريرة العين ولم تكن تتوقع غدر من احتمت بهم فأمنت ظهرها اليهم،وعينها الى الامام باتجاه العدو الاسرائيلي ،فجائتها الطعنة من حيث لم تحتسب ومن هذه المقدمه أريد أن أتوصل الى امكانية تفكير هذه الفئات الضالّه لما جرى في غزّه وامكانية تكراره مع فارق التشبيه والرؤيه السياسيه التي لاأحبذ الخوض فيها كي لاأعمق الجراح هناك ، وعلى أمل ان يعود هؤلاء الاخوه الى رشدهم وبالتالي إعادة اللحمه الفلسطينيه الى أفضل مما كانت عليه ان صدقت النوايا ؛ وهذا ماارجوه بالفعل لفلسطيننا الحبيبه،
بينما الامر في لبنان المتنوع في ثقافاته وطوائفه وأعراقه والذي يختلف كثيرا عن الحاله الفلسطينيه فيما لو أقدم هؤلاء المقامرون على مثل هذا الفعل الاحمق الممهد أمامهم لما يملكون من معطيات مشجعه لهم ، ودون الحساب لنتائجه فقط في سبيل حماية نظام دمشق ومهما كانت النتائج كارثيه على البلد والمنطقه برمتها؛ والتي لربما هذا ماتريد الوصول اليه من خلال قلب الطاوله واشعال المنطقه، وكما ذكرت اتباع سياسة علي وعلى أعدائي وبغض النظر عن الخوض في التفاصيل والحيثيات والمفارقات بين الحالتين الفلسطينيه واللبنانيه، ولمجرد السؤال البريء والعادي فيما لو جاءت الاوامر الالاهيه من دمشق وختم طهران للتحرك نحو الانقلاب العسكري وفرض سياسة الامر الواقع بقوة الحديد والبارود والنار وبكل ماوهبته دمشق وايران من العدّه والعتاد لهذه العصابات بما يلزم للقيام بمثل هذه الاعمال هل ستفعل ذالك أم لا؟ والجواب طبعا سيكون بنعم وخاصة اذا ماعلمنا أن لحزب الله في السابق طموح وباعترافاته لمثل هكذا مغامره لاقامة الخلافة الملليه لولاية الفقيه وانهاء الامر لصالحه وصالح أسياده ، ولكن السؤال الاكبر عن السيناريو المتوقع حصوله ومما لاشك فيه ستكون ساعة الصفر للهجوم محدده ؛ وسيكون التحرك الاول بزخم كبير وبعدة اتجاهات نحو القاده الوطنيين رموز التحرير والاستقلال وأحزابهم وأتباعهم الذين سحبت منهم أسلحتهم في السابق لصالح الجيش كوليد بيك جنبلاط المقيم في الجبل وأتباعه ،وكذالك الحال مع الشيخ سعد الحريري وعائلته في قريطم ومناصريه ومثله الدكتورسمير جعجع بزمار والرئيس الاسبق الشيخ امين الجميل ومواليهم وغيرهم من القيادات الفاعله في السلطه والنواب والوزراء وعلى رأسهم الرئيس فؤاد السنيوره ، ثم أخذهم جميعا ً لمن يسلم منهم كرهائن للمساومة عليهم، في نفس الوقت تكون هناك مفارز مسلحه بالاسلحة الثقيله والمتوسطه متربصه بقوى الامن والجيش لسحق أي مقاومه ولأشاعة الخوف والرعب في قلوب الناس ؛ ومن عنده النيّه لمواجهة الوضع الجديد ، ومن ثمّ سيكون البيان الاول ، والاعلان عن الجمهوريه اللبناسوريه الجديده تتيح المجال واسعا لعون وتياره ووهاب وبقية رؤوس الاتباع والاجراء ،ضمن ماسيسمونه تعدد طائفي وثقافي وديني وسيكون المطلوب الاعتراف الدولي بها ؛ مقابل رقاب وأعناق من تبقى من قادة لبنان ورموزه، ولتكتمل حلقة القتل بالاحرار فيما بعد استتباب الامور اليهم ؛ بعد تخوين من يشاؤون ضمن سلسلة من المحاكمات الصوريه واعلان تلك الاحكام، تماما كما جرى ذالك من قبل في كل الانظمه الثوريه كالتي جاءت بالاسد وأسرته الى سدّة الحكم ومنذ عقود ،والتي قضت على كل الاطياف السياسيه والدينيه وجعلته قاتما أحمرا ممزوجا بالدم الطاهر البري، وحينها ماذا عساه أن يفعل النظام العربي في مثل هكذا حاله وكذالك المجتمع الدولي سوى الاستسلام ولطم الخدود،وياريت اللّي صار ماكان ، وبكون لبنان وأهله صاروا في خبر كان ، بعدما أن ضاعت البلاد وهجرها أهلها الى المنافي مرّة أخرى، هربا من جور هؤلاء، وحينها ستكون الكارثه الحقيقيه، التي لاينفع معها الندم بعد فوات الاوان، وبعد اراقة الدماء غزيرة ولخيرة أحرار لبنان، ليعيد هذا البلد مأساته من جديد ، وحينها كم من حريري ومن القاده الكبار سينفعه وكم من الوقت والزمن سيحتاج لاعادة الاستقلال من جديد ولاعادة الخطُى السابقه، ولذالك وددت في مقالتي هذه أن أكون محذراً ومنبهاً لقادة قوى الاستقلال للخطر الكبير المحدق بهم وبأهلهم اللبنانيين، لكي يكونوا على حيطة وحذر ألف مره من أن يكونوا على غفلة من هذا الامر، وأن لايناموا بعد اليوم وهم مغمضي الاعين ،لأن الداخل مليء بالجواسيس والخونه الموالين لانظمة الاستبداد والجريمه، وعليهم سرعة مايجب أن يتخذوه من اجراءات للحيلوله دون وقوع هذا السيناريو المرعب ، وفق مايرونه من واجب المنع ، ووضع الحواجز الكفيله التي تمنع تاتاري العصر من التفكير فيه.