اغتيالات لبنان رسائل إلى فرنسا وأوربا
عامر م جلال
إن الصراع الدولي على منطقة الشرق الأوسط بدء منذ أواخر فترة الخلافة العثمانية حيث استطاعت بريطانيا إسقاط نظام الخلافة في استانبول عام 1924 م وتم تقسيم المنطقة بين بريطانيا وفرنسا وعندما عرفت أمريكا الفتية في تلك الأثناء أهمية المنطقة دخلت على خط التنافس إضافة إلى الاتحاد السوفيتي آنذاك وبدأت تسحب البساط من تحت بريطانيا شيئا فشيئا بمختلف الوسائل والأساليب
وكان اغتيال الملك فيصل رحمه الله إشارة لتغيير ولاء السعودية من بريطانيا إلى أمريكا وتوالى تغيير ولاءات الكثير من دول الخليج ودول العالم لصالح أمريكا
وما يهمنا اليوم هو لبنان وسورية
لقد قام النظام في سورية برعاية مصالح أمريكا منذ وصول حافظ الأسد إلى الحكم ولقد قال كيسنجر أثناء ما يسمى بحرب تحرير الكويت والذي ساند الجيش السوري ذلك ولو شكليا في عهد حافظ الأسد " لقد كشفنا عملاء لنا بالمنطقة كان من الواجب الاستمرار بإخفائهم"
اليوم وقد غاصت أمريكا بالمستنقع العراقي فقد وجدت أوربا وبالأخص فرنسا أن الفرصة سانحة لاستعادة نفوذها في لبنان "وان أمكن في سورية" فكان القرار 1559 الصادر من مجلس الأمن برعاية فرنسية بالدرجة الأولى وقد أوعزت فرنسا لأتباعها في لبنان بالخروج بالمظاهرات الحاشدة وكان الظرف غير مناسب أبدا لبقاء سورية بلبنان فكان الانسحاب المذل للجيش السوري من لبنان
خاصة وان سورية وأمريكا مطمئنة لوجود قوة كبيرة تقوم مقام الجيش السوري وهي قوة حزب الله ولكن كان لابد من خطة لإبقاء النفوذ الأمريكي ظاهرا فكانت عمليات الاغتيال لرجالات فرنسا بأيدي وتخطيط وتنفيذ سوري لبناني مشترك
أما ملف الاغتيالات فتم تحويله إلى مجلس الأمن وعلى نار هادئة ومن الملاحظ أن كل الذين تم اغتيالهم محسوبين على فرنسا قلبا وقالبا ولائحة الموت المدرجة اليوم هي أيضا للمحسوبين على فرنسا وقد فهمت فرنسا الدرس جيدا فكان القرار الأخير" المخفف" لمجلس الأمن رقم 1644 وهو قرار يعني إعطاء فترة زمنية لتسوية الأوضاع وفق المنظور الأمريكي وإلا فان الفوضى سوف تنتشر في المنطقة انطلاقا من لبنان كما المح الرئيس بشار الأسد
إذن الوضع الآن هو على نار هادئة ولن يتنحى الرئيس اللبناني أميل لحود "الأمريكي الولاء" من منصبه إلى أن يتم إيجاد عميل آخر يراعي المصالح الأمريكية في لبنان وأما قضية الحريري فسيتم بعد فترة الكشف عن كبش الفداء المناسب وتلبيسه اغتيال الحريري
لقد فهم ميليس هذه اللعبة والمح إلى ضغوط يتعرض لها كما ألمحت ألمانيا أنها لا تريد أن تتعرض مصالحها بالشرق الأوسط للخطر بسبب أن القاضي ألماني ولهذا رفضت تمديد المهمة لميليس كما رفض نائبه "الألماني أيضا" تولي رئاسة لجنة التحقيق
الأصل إن لبنان وسورية شعب وبلد واحد ونظامين مختلفين بالظاهر ولكنهما في العمالة واحد
لن يدوم الأمر طويلا بإذن الله وسوف تعود بلاد الشام كما يعرفها الجميع بلا حدود وهمية وعمالات مختلفة وهذا الشعب العريق سينهض في يوم من الأيام بعد ذلك اليوم أو اقترب ويعيد تاريخ عمر بن عبد العزيز ولا يخافون في الله لومة لائم .