مابين الديمقراطية والديسكودكتاتورية؟؟!!
ان حرية الصمت العاري ، لا تمنع حرية الاختلاف والصراخ؟؟
عيسى السعيد /باريس
يكفي المرء للاطلاع على أحوال بعض الاحداث والمتابعات للوقائع في العديد من الساحات حتى تجبره على ابداء الرآي وتحديد المواقف منها ، لتتضح الرؤية ، بشكل جدي ، وجديد على الدوام لتبقي على ماتبقى من الحيوية للتفكير السليم ، والرؤية الدقيقة للرؤى المستقبلية ، مع ضرورة المحافظة على هدوء الاعصاب ، التي لاتسمح لنا بها في أغلب الأحيان !! المشاكسة العنيفة ، والمناكفة المتواصلة من المواقف المرتجلة كما المتعمدة التي لاتحمل في طياتها الا كل الاستهتار ، وألاستئصال كما النفي القاطع لأي رآي أو موقف آخر مغاير ؟؟؟؟!!!
وهذا ما نجد تبعاته الصارخة على مجري الاحداث أو الوقائع الدائرة في الساحات مزيدا من الغليان و الانفعال لمرجل المواقف السياسية في خضم عدم وضوح الرؤية ؟ أو سيطرة الرؤى الاحادية الجانب كما الاحكام المسبقة المشوهه والمزيفة بل والمضللة في كثير من الاحيان التي كثيرا ما تكتسي بها تلك المواقف غير المنضبطة أو المتسيبة كما الارتجالية في غير اطار محدد للمواقف خاصة عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة......سواء على الساحات الوطنية ، وألاقليمية ، والدولية ، وخصوصا حين يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية وعموما القضايا العربية ، والصراع العربي – الاسرائيلي؟؟؟!! كما موضوعة الجاليات العربية المهاجرة المقيمة في البلاد الاوروبية ،(( موضوع حديثنا))؟؟!!
أشبال وأطفال مخيم قلنديا يعلمون كبار المفاوضين !!!
تابعنا باهتمام بالغ عدسة القناة الثانية الفرنسية التي رافقت الحاخام الفرنسي فيليب حداد( من أصل مغربي)والوفد المرافق له خلال جولته داخل مخيم قلنديا على مشارف القدس وساحات الاقصى، حين اجبره اطفال واشبال وفتية المخيم الذين تحولوا الي اسطورة في وسائل الاعلام العالمية والفرنسية خاصة ، خلال يوميات الانتفاضة الاولى "1986- 1993"والثانية"2000" بعد ان مرغوا أنف كل جنرالات الحرب الصهاينة وجنودهم المرتعدين خوفا على مداخل وساحات المخيمات من سيل الحجارة الابابيل فوق رؤوسهم ، التي اوقفتها خدعة (ام المهازل اوسلوو وسوائبها وقطعانهاواخواتها في كل العواصم المخادعة). لم تفاجئنا صفعات الكلمات الصارخة المدوية... التي هزت أهداب الليل في صمت باريس لتصفع الوجوه الكالحة بسوط الحقيقة العارية دون زيف في سماء المخيم التي صنعتها القبضات الفتية الواعدة ، لا كبار وصغار المفاوضين على اشلاء المخيم وحق سكانه بالعودة وتقرير المصير ونشيد وراية وجواز سفر ؟؟!!!
سأل الحاخام الفتى عن أسمه وعمره ؟؟
فأجابه : أحمد نايف"11سنة" (وقت اجراء الشريط منذ سنوات )، وانطلق لسانه بطلاقة الطلقات المدوية ، وتابع :
- أنا ما بدي تصورني علشان أظهر في فيلم كم؟؟ ولكن أريد أن ... أتكلم معكم ...
- أنت يهودي ...ومسؤول نحنا ما بدنا ولا نريد جيب عسكري يدخل مخيمنا وأرضنا...ولانريده هنا ، ولانريدهم هنا بين بيوتنا؟؟
- أخذ الحاخام (المرتبك امامه)يمسد على رأسه ....ولكن الشبل أحمد نايف أصر على القول......
- قتلوووو أخي الصغيرمحمد في ظهره!!!!!
وواصل باصرار( ابطال قلعة الشقيف الذين ادى لهم رئيس اركان حرب العدو التحية العسكرية، حين استشهدوا جميعا داخل وعلى سفوح القلعة بعد قتال ضاري لعدة ايام ولم يستسلموا ابان حرب 1982 قبل حصار بيروت ؟؟) على الاقل هكذا تخيلت المشهد ؟
- هذي بلدي وأرضنا ....وانشاءالله...سننتصر.... .
في نفس اللحظة التي استدار فيها الحاخام .. والدمعة تتدحرج من عينيه بل كادت تقفز ؟؟ لولا كاميرا المصور ؟!!حين أجبرته حرية الصمت العارية؟؟ على ان يردد كلمات أحمد وباللغة العربية :
- انشالله....
كما أجبرته على الاعتراف بحرية الاختلاف التي لاتمنع حرية الصراخ .
تلك الكلمات الأصفى وألاقوى وألاوضح من كل الخطابات المتلفزة الملونة، والمعدة سلفا منذ أم المهازل لكبار وأقزام المفاوضين ، وتصريحاتهم العصمالية في علوم البأبأة والتأتأة والسأسأة امام مرشديهم لخرائط الكلمات ودهاليزها وانفاقها الغامضة، وفنون التضليل في مجاري التنازلات المجانية ، والعبثية لدرجة الاسهال اللغوي من اللغة الخشبية العصية على الفهم ، الي درجة تناسيهم متعمدين ما يجري تحت نوافذهم وحول مقاطعاتهم المدججة بالكروش المترهلة ؟؟؟؟
في حين أشارت القناة الفرنسية ومعد الشريط الوثائقي :" ان التصعيد الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة واستخدام الغازات المحرمة دوليا حسب تقرير امريكي ((وليس حسب كبار المفاوضين وصغارهم )) !!! انه ازدادت من جراءها اصابات السرطان بالشعب الفلسطيني بنسبة 33%؟؟ كما أبرزت عنوان صحيفة فلسطينية" القدس "، يشير الي أن 58% من ألاراضي الفلسطينية المحتلة يصادرها جدار الفصل العنصري الصهيوني ...؟؟؟
في حين لم تجرؤ على ذكره مطلقا أو الاقتراب منه تلك الصحف الفرنسية الرادحة والباكية ليلا نهاراعلى < الذئب // المسكين>-- "حمامة السلام ألاسرائيلية " وسط الوحوش والمجانين والتطرف العربي < الحمل العربي / الشرير > بأسم حرية الصمت!!!
حرية شطب قانون ترسيم معلمي اللغة العربية !!
بعد فرض قانون منع ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية والوظائف العمومية ، تم اصدار فرمان سلطاني ساركوزي و برفقة قطعانه السائبة الذي بموجبه تم الغاء قانون ترسيم معلمي اللغة العربية ( من عرب ومستعربين وليس مستشرقين )، من طرف ألاكاديمية الفرنسية للتعليم العالي ، التي لديها أكثر من مائة وخمسين معلما فرنسيا في باريس وحدها ؟؟!!! والذين يتم اختيارهم من أكفأ المعلمين من خريجي المدرسة العليا للمعلمين ( عمل فيها الروائي الفلسطيني د. أفنان القاسم)، وقد نفذ القرار مع سبق الاصرار والترصد ، ولم نسمع بجمهوريات حقوق الانسان وحتى حقوق الحيوانات المدللة أو من سوائب الجمعيات المنتشرة في كل الزوايا من المدن والربوع في ساحات الديمقراطية العصمالية ، وحقوق المواطنة والاطفال وحق التعليم كما العلاج والمسكن ؟؟ مادام الامر نحو الاخر المغاير والمهدد !!!
وقد نفذ القرار بحجة عدم وجود عمل للمعلمين !!!؟؟؟( ربما كانوا يقضون اوقاتهم في حمامات السباحة لا في قاعات الدراسة !! ) في حين ألاعداد المتزايدة للجيل الثالث والرابع من أبناء المهاجرين العرب والمسلمين تحديدا كما الالاف ( تقدر رسميا مابين ثلاثة الاف وستة الاف فرنسي يدخلون من كل فج عميق الي الاسلام من خيرة شباب فرنسا ) ،سيحرمون من تعلم لغتهم الام ، وصلاتهم ، بعد ان حالت كل القوانين لاحزاب اليمين واليسار والوسط والتطرف العنصري، دون ادماجهم في مؤسسات الديمقراطية ومجتمع الاستقصاء المنبوذين فيه أصلا ؟؟؟
تسائلنا الشرعي والديمقراطي وحق التعبير والاختلاف يدفعنا لطرح سؤال دون تعصب أو تحامل :
ماذا لوحدث واصدر ت الاكاديمية التعليمية فرمانا بعدم ترسيم معلمي اللغة العبرية في المدارس اليهودية بالقلاع الفرنسية ؟؟!! انها حرية الصمت ؟؟ التي تمنع حرية الصراخ ايضا !!!
لسان من خشب واذن من عجين !!!!!
ليس أكثر من صدفة جمعت الرأي العام الفرنسي والعربي بباريس حين كانت الاحتفالات جارية على قدم وساق نملة بعيد الانقلاب الدموي للثورة الفرنسية وفنون المقاصل يوم الرابع عشر من يوليو / تموز، وجوقات الرقص والطرب والغناء من المهرجين لوضع اللمسات الاولي والاخيرة لجوقة الاختراع الساركوزي < ألاتحاد من أجل المتوسط >لمواجهة جوقة الرقص والبوب الامريكي في مزارع الشرق الاوسط الجديد ؟؟ حين استيقظ الشارع الفرنسي والعربي ، بعد تصفح صحف المترو المجانية ، والصحف المدفوعة ؟؟ للاطلاع على احوال" الديسكومقراطية والديميدكتاتورية" – مصطلح جديد استحدثه من بحور الضاد ومحيطاتها الابداعية في بلاد ملك الاقزام ساركووقطعانه السائبة، لتصدمه العنواين الاستفزازية وتوجهاتها المختبئة ، وراء عصا التمييز العنصري ؟؟؟ والنفاق السياسي للنخبة الفرنسية ،يوم أن حط ساركو في احضان اولمرت ومعانقته بحرارة في تل ابيب قبل اقلاعه بملفات فساده وفضائحة المدوية بالفساد واللصوصية والتحرش الجنسي وووووووو!!؟؟
حين طالعتنا الصحف يسارا ويمينا وما بينهما الوسط ، كما المجانية ايضا دون مبالغة ....وكيف ان صفعة لشاب يهودي في السابعة عشر من عمره وسرقة دراجته ، على أيدي مجموعة من اللصوص في أحد الاحياء الباريسية ؟؟؟!! قد هزت أعمدة قانون معاداة السامية والحرية وحقوق الانسان !!!! الذي أصبح قانون في معادله القمعي السياسي قانون مواجهة الارهاب ؟؟ الذي يلوح به في وجه الرآي العام الفرنسي وخاصة النخبة الليبيرالية المتفتحة الواعية التي بدات تدق الجدران ضد قانون المحرمات اليهودية التي بدأت تتأكل وتتلاشى بشكل خطير وغير مسبوق؟؟ خاصة كلما < دق الكوز /الابريق باجرة>أو نبح كلبا على قارعة الطريق لعجوز فرنسية أو هبش عجوز يهودية ؟؟لتقوم قيامة الصحافة الصفراء والمدفوع لها سلفا ؟؟ وكذلك القنوات الفضائية والمحلية في طول البلاد وعرضها ، ولاتقعد ؟؟وليس غريبا استنفار اركان الدولة والنخبة المتصهينه، في غياب ساركو التي كانت بمهمته المقدسة لانقاذ الحمل الوديع المسكين المشلوط شاليط من مجانين الفلسطينين ووحوشهم ؟؟؟!! الذي ذهب لغزة لاكل فلافل بالشطه الغزاوية ؟؟لالتدمير المطعم والمدرسة !!
تلك الصفعة للشاب أجبرت معها كل الصحف دون استثناء على تراجع اهتمامها بزيارة فلانتينو فرنسا المغرم بعارضات الازياء والسينما الرئيس ساركووو لكوكب القرده التي صاحبها رقص وجوقات طرب منقطعة النظير الي الصفحات الداخلية منها ؟؟ على الرغم من انها حدثت ونظمت لرفع مؤشرات أسهمه الشعبية التي أصبحت في الحضيض ، وخبر كان ، على خلفية تراجع أداء وزراءه وحاشيته ما عدا غريمه الذي يرائس الوزراء والذي يهدده مستقبلا في كرسي الرئاسة بجديته وفاعليته ؟؟ فما كان منه الا ان استجار بالجمعيات اليهودية الصهيونية لانقاذه ؟؟!
وفي الصفحات الداخلية ايضا وبعناوين بارزة نقرأ خبر احراق وتدمير شامل قام به نزلاء (حوالي 250مهاجرا )"المركز الاداري للمهاجرين دون اوراق" المطل على القصر الملكي لضحايا الثورة الفرنسية في غابات فانسان الباريسية ، على آثر وفاة وقيل قتل شاب عربي تونسي في الاربعين من عمره؟؟ داخل ممرات مركز التوقيف ؟؟ وكأن الامر قضى بالصدفة ؟؟؟!!!
لعل المفارقة مع قانون الارهاب / كما اصبح يطلق عليه في الاوساط النخبوية الفرنسية / المسلط على الرآي العام الفرنسي والنخبة خاصة بمعاداة السامية // منع الصمت ، حول الصفعة ....؟؟؟!!! ولكن وفاة ومقتل شاب تونسي فيها وجهة نظر !! ولم يمنع ذلك حرية الصراخ داخل مركز ايقاف المهاجرين واشعال النار فيه..
اما الطفل اسلام الذي نجح في كل الاختبارات للمشاركة التلفزيونية ومنعه منها ؟؟ والضابط الفرنسي غيغون الذي اعلن " ان البلد الوحيدة التي ينتظر جنودها اطفال المدارس ليطلقوا على رؤوسهم الرصاص: اسرائيل " تم فصله من عمله والتفاصيل في رسالة قادمة ؟؟؟!!
باسم حرية الصمت لاتمنع حرية الاختلاف ؟؟