بسم الأب والابن وروح القدس
بسم الأب والابن وروح القدس
أمير أوغلو / الدانمارك
أعتذر بداية للإخوة المسيحين عن استعارة هذه العبارة الدينية من تراثهم ولكنني هنا أقصد شيئا آخر تماما.
الأب قد يكون حافظ والإبن بشار، أو حسني والإبن جمال، أو القذافي والإبن مساعد ، أو علي الصالح والإبن أحمد، لا يهم في الحقيقة. ولكن المهم أن كل مزارع العبيد تسير على نفس المنوال وبنفس المخطط الذي يعني في الحقيقة أنه لا تغيير ولا تبديل لما وضعته أمريكا واليهود في المنطقة ولما خططت له الولايات المتحدة واسرائيل منذ سنوات ولما يسمى في العرف العربي نظرية المؤامرة.
الإبن قد لا يكون من صلب الأب ولكنه يشترط أن يكون ا بنه الروحي الذي يتابع ما قام به الأب ويسير في نفس الخط لا يحيد عنه قيد أنملة، كما في حالة بورقيبة وبن علي مثلا.
من المسموح للإبن أن يقوم ببعض التعديلات الشكلية والديكورات الخارجية ولكن الثوابت لا مساس بها أبدا. فمن هذه الثوابت مثلا:
العمل من أجل بقاء إسرائيل، ثابت قومي وطني يجب أن يقسم عليه الإبن ليدخل في اللعبة.
العمل من أجل إبقاء الدولة التي يحكمها تابعة إقتصاديا وماديا للغرب، ثابت ثان.
العمل من أجل تدمير هوية المجتمع، ثابت ثالث
العمل من أجل إضاعة ثروات الأمة وتحويلها إلى مزرعة خاصة بالمقربين والحاشية، ثابت
العمل من أجل تدمير القدرات العسكرية المتبقية في البلاد وتوجيهها ضد الأشقاء العرب، ثابت لا مناص منه
العمل من أجل تدمير شبكة العلاقات الإجتماعية في البلد، من أهم الثوابت
العمل من أجل نشر الفساد والرشوة بشتى الوسائل والحيل، واجب أيضا
العمل من أجل تفريغ البلد من كل الطاقات الخلاقة المبدعة والعقول والإمكانيات البشرية وتصديرها إلى الغرب أو الرمي بها في السجون والمعتقلات، هدف أساسي (أو أساس كما يحب عتاولة اللغة الجدد).
العمل على تفتيت الشعور الديني الوحدوي الذي هو أساس تكتل كل المجتمعات العربية، وتفريغ الدين من كل مضامينه الحقيقية وتحويل الفتاوى والدروس والعلماء إلى مسرحيات هزلية، فرض ديني إسرائيلي يلتزم به الأبناء ويرثوه عن الآباء ويؤدونه بدل الصلاة اليومية، ولا بأس استئناس بعض الوجوه العلمية الإسلامية ورفعها كواجهات.
قد يتساءل القارئ وأين الروح القدس في الموضوع. الجواب إن الروح القدس هو الملهم والموجه للآباء والأبناء وهو ما يختلف المثقفون الواعون في تسميته ولكنهم لا يختلفون على وجوده. فهو أحيانا يسمى بوش وأحيانا الإدارة الأمريكية وأحيانا شارون وأحيانا اللوبي الصهيوني ومرات يدعى مراكز القوى والبعض يسميه إعلاما، وقد يسميه الآخرون ضغوطا، وهكذا.... المهم أن دوره الإلهامي والإشرافي والتطبيقي هو من أهم الأدوار في حياة حكامنا حفظهم الله .................. آمين