لا يسعني سوى الترحيب بإعلان مجلس شورى الإخوان المسلمين السوريين

كمراقب

لا يسعني سوى الترحيب بإعلان

مجلس شورى الإخوان المسلمين السوريين

المنشور في 13 / 8 / 2009م

عبد الله زنجير * /سوريا

[email protected]

من يقرأ المواقف الجديدة ، جيدا ، سيلحظ تحولات نوعية في الفكر الإسلامي الحركي ، غير مسبوقة أو معهودة ، وكأن الإسلاميين يبتكرون هويتهم باستمرار

إنه حكي حكيم ، بالغ الدسم ، يحمل في ذروته رؤى استشرافية ناضجة وناقدة ، عن الواقع و حروبه الساخنة الباردة ، وعن مشاريع التفتيت الطائفي وضرب هذا بذاك ، وعن عمليات القتل العشوائي المتدثرة بالدين الحنيف ، و عن الوحدة الوطنية المؤسساتية .. ومن قبل و بعد كسر دائرة الشر لمن استطاع إليها سبيلا ، إنقاذا لصورة سورية وأجيالها ، وإنفاذا لتوجهات تيسر ولا تعسر ، وتبشر ولاتنفر يذكرنا ذلك بندوة التقويم والمراجعات التي عقدت في لندن 1 / 3 / 2009م ، وبالمشروع الحضاري السياسي صيف 2004م ، و بنقلات و مرتكزات متوالية ، تلفت لطي الصراع القديم  و إحياء المستقبل المسالم ، دون أية معارضة للأشخاص أو الأحزاب أو الطوائف ، مادامت من عائلة الوطن ، ومادامت السلطة لا تصنع شيئا لوحدها

ما أرجحه أن الإسلاميين ( الحاضر الغائب ) أسسوا استراتيجيتهم الآن ، من وحي المبادئ الكبرى التواقة للتلاقي والتآخي ، بعيدا عن مهنة التفرق ورائحة النفي والمنافي لكل آخر ، في عصر القرية الواحدة

لايريدون غير الدعوة للخير وأن يقولوا للناس حسنا ،  و ( تثمين ) قرار وقف الأنشطة المعارضة والمنظمة ، يعني أنه قرار يحظى بأوسع التأييد . وهذا الإعلان بمجمله يصلح ليشكل ( قدوة ) لباقي التجمعات القومية و الليبرالية والوطنية وغيرها ، حتى تثور على سوابقها ، لتسهم - من ثم - في زرع البسمة القادمة على شفاه طفل  ، طفل سورية الحبيبة

يقول أدونيس : كل ثقافة ليست عظيمة ، إلا إذا تأسست على ثقافة عظيمة

              

*عضو رابطة أدباء الشام