اغتيال أصلان مسخادوف
اغتيال أصلان مسخادوف
رئيس جمهورية الشيشان
مصطفى محمد الطحان
لابد من كلمة حول اغتيال الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف يوم 8 مارس (آذار) 2005.. وكان اغتيل من قبله الرئيس جوهر دوداييف في 22 أبريل (نيسان) 1996.. كما أغتيل الرئيس سليم خان بندرباييف الذي تولى رئاسة بلاده بعد جوهر وقبل مسخادوف في 13 فبراير (شباط) 2004، فقد فجر عملاء روس سيارته بعد خروجه من صلاة الجمعة في الدوحة في قطر..
ما زالت الأخبار تتناقض حول مقتل مسخادوف.. هل كانت وشاية.. أم اختراق روسي.. المهم أن بوتين نجح أخيراً باغتيال خصمه.
وكالات الأنباء نقلت عن أحمد زكاييف ممثل الرئيس الشيشاني في الخارج قوله: أن الثورة ستستمر وأن الشعب الشيشاني لن يستسلم للقتلة.
ليس عندي ما أضيفه إلى هذا المشهد المأساوي البطولي سوى بضعة كلمات..
الكلمة الأولى.. حول حوار دار بيني وبين رجال نافذين في معركة الشيشان في استانبول.. قالوا: ألا يستطيع العالم العربي والإسلامي أن يفعل شيئاً لوقف المذبحة.. إن روسيا تصر على إفناء وذبح الشعب الشيشاني..
تداولنا ساعة في الأمر.. ونقلت مخاوفهم إلى بعض القيادات التي تهتم بشؤون المسلمين.. لا أظن أن عملاً جدياً قد حصل لمنع استمرار المذبحة..
والكلمة الثانية.. كنت بالصدفة في إسلام آباد.. في مجلس يجري فيه تداول القضية الكشميرية.. وكان رأي جميع الجالسين هو ضرورة إعلان وتصعيد وتدعيم الثورة في كشمير.. وعندما طلبوا مني الرأي.. قلت كلاماً لا يرضي.. قلت يومها: إن الباكستان خاضت حربين من أجل كشمير.. وخسرتهما..
ولا يعقل أن تربح الباكستان الحرب على الهند.. فميزان القوى، والتأييد الدولي لصالحهم..
الكلمة الثالثة.. هي ضرورة إعادة النظر بمثل هذه الثورات الإسلامية التي حكمت العاطفة أكثر مما حكمت العقل والواقع.. وإني أرى أن المسلمين في الشيشان وفي كشمير وفي الفلبين وتايلند والصين وأفريقيا.. يحتاجون إلى المدارس والجامعات والتنمية وممارسة الدعوة وتبليغ الإسلام للآخرين.. أكثر مما يحتاجون إلى قتال من أجل استقلال محال..
ولقد قرأت بمناسبة استشهاد مسخادوف مقالاً صغيراً جيداً للدكتور ياسر أبو هلالة أنقل فقرة منه.. وهو بالضبط ما أراه في مثل هذه الصراعات:
(كتبنا غير مرة عن الصراع الدائر في الشيشان بوصفه صراعًا لا
أُفُقَ له، شأنه في ذلك شأن صراعات أخرى بين أقليات مسلمة ودول غير مسلمة تتعلق بمطالب استقلال أقرب إلى الاستحالة، فيما تنطوي على حشد سلبي ضد الإسلام والمسلمين بالنسبة لأهل الدول المعنية.. الأمر الذي ينعكس على تلك الأقلية المسلمة تهميشًا واضطهادًا بلا حدود.الكلمة الرابعة.. ماذا يتوقع إخواننا هؤلاء الذين يمثلون أقليات في بلدانهم: هل يتوقعون أن يحصلوا على استقلالهم.. وأن ينتصروا على الدول الكبيرة التي يحاربونها..؟
أليس أفضل لهم أن يفعلوا في بلدانهم كما يفعل إخواننا في غويانا الدولة القائمة في جنوب أمريكا، الذين هم في حدود 15% من عدد السكان.. وقد وضعوا خطة لتحويل أقليتهم إلى أكثرية عن طريق برنامج دعوي أسبوعي يخرجون فيه إلى القرى القريبة والبعيدة يشرحون للناس الإسلام.. وترى الناس من الهندوس والبوذيين والوثنيين يدخلون في دين الله أفواجاً..؟
الكلمة الخامسة.. أوجهها لأولئك الدعاة ورجال الخير الذين يقع عليهم عبء كبير في إفهام هؤلاء الذين لا يفهمون إلا لغة السلاح.. أن يفهموهم لغة أخرى هي ما طبقه النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون في مكة المتمثلة في قوله تعالى )كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة(.. ليس شعاراً دائماً .. وإنما شعار يناسب المرحلة.
الكلمة السادسة.. ليست كلماتي هذه دعوة إلى الاستسلام.. بل إلى حسن التصرف.. ومن تعلم لغة قوم أمن مكرهم.. وكما ندعو هنا إلى حسن التصرف.
ندعو إلى مقاومة المحتلين الذين يحتلون أرض الإسلام خاصة في فلسطين والعراق وفي كل أرض أخرى من ديار الإسلام يحتلها المستعمرون القدامى أو الجدد؟