المحكم والمتشابه

المحكم والمتشابه 

﴿هو الذي أنزل عليـك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات.. ﴾ 7/3 .

المحكم هو الكلام المفهوم يقابله غير المفهوم وهو المتشابه .

والناس في المحكم والمتشابه في القرآن على ثلاثة أحوال :

1- أن يكون كله متشابهاً .

2-      أن يكون كله محكماً .

3-    أن يكون بعضه محكماً وبعضه متشابهاً .

فالأعجمي الذي لا يعرف العربية يكون جميع القرآن في حقه متشابهاً لأنه لا يفهم شيئاً منه، ويكون كله محكماً بالنسبة للنبي عليه الصلاة و السلام بسبب صلته بالوحي الذي يبين له كل شيء ، أما بقية الناس فانه يكون بعضه محكماً وبعضه متشابهاً ، مع التفاوت النسبي في دائرة كل من الإحكام والتشابه حيث تتسع إحداهما على حساب الأخرى .

ويخرج عن هذا الحدِّ المتشابهُ الذي استأثر الله بعلمه لا نعلمه، لا يعلمه ملك ولا نبي ولا ولي ولا عالم راسخ في العلم .

في كتابي "المحكم والمتشابه في القرآن الكريم" وقفت في سورة البقرة على أربع وثلاثين دعوى تشابهٍ لم يثبت منها عندي إلا اثنتان :

أولاهما في الآية الأولى ﴿ألم﴾ والشبهة أنه تحصل لي فيها قرابة أربعين قولاً بين نقلي وعقلي لم يصح نقلي نقلاً ولم يسلم عقلي عقلاً .

والثانية في الآية الثالثة والستين ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾ والشبهة هي في نجاة الذين هادوا والنصارى والصابئين مع المؤمنين مع كونهم كافرين او مشركين ! ولعل هذه الشبهة هي التي دفعت جمال الدين الأفغاني لأن يقول وهو يودع مصر : اكتبوا الآية على الهرم .

ومعلوم أن الاقتصار على سورة واحدة-ولو كانت بطول سورة البقرة-غير كافٍ وأنه لا بد من  العودة في مجال علوم القرآن إلى القرآن كله وإلا فعلة التقصير والتكرير قادحة في علوم القرآن حيث يكتفى المصنفون في مصنفاتهم عادة بضرب بعض الأمثلة وسوق بعض الشواهد بلا منهجية تذكر ولا موضوعية ، وقد انعكس هذا بالسلبية على البحوث القرآنية بخاصة  وعلىالدراسات الإسلامية بعامة