لماذا الهجمة الهستيرية على الإخوان ؟
فرج حجازي
المنزلة ـ دقهلية ـ مصر
يتم الآن تشويه صورة الإخوان المسلمين في مصر بصورة متعمدة وهستيرية تقودها جهات معينه في الحكومة ويساعدها في ذلك مؤسسات وأفراد وأجهزة متعددة , القاسم المشترك بينهم جميعا بغضهم للإخوان والحرص علي مصالح شخصية حتى لو كانت متعارضة مع مصلحة الوطن .
تبدأ الحملة من اتهام بغسيل الأموال واستخدام أموال التبرعات لخدمة أهداف الجماعة ودعم الإرهاب بجانب إشاعة وجود خلافات بين قيادات الجماعة وتشويه صورة النواب بوصفهم بأنهم لا يهتمون بدوائرهم ومشاكل الجماهير فيها لانشغالهم بمصلحة جماعتهم .
كثير من هذه الاتهامات تهم مخلة بالشرف والأمانة وتصف صاحبها بالخسة والنذالة وهذا مقصود من الحملة تماما ..ولكن الذي يعيش الأحداث اليومية في مصرنا الغالية يدرك الرد علي هذه الافتراءات ببداهة :
أولاً : تهمة غسيل الأموال تطلق علي المال القذر ( الذي يأتي من بيع المخدرات –السرقة – الفساد – الاستيلاء علي أراضي الدولة - الاستيلاء علي أموال البنوك – الرشاوي المقدمة نتيجة تقديم خدمات لا يقرها القانون أو علي حساب الأمة ) وكل هذه الموبقات المتهم فيها أفراد وجهات الكل يعرف أسماؤهم وأوصافهم كل يوم في الجرائد وعلي ألسن الناس ليس فيهم واحد من الإخوان .
ويزيد الأمر وضوحاً أنه عندما تريد الحكومة تقديم أحد الأفراد الفاسدين كبش فداء يتم تقديمه للقضاء العادي ويصدر ضده الحكم .. أما عندما تكون التهم ملفقة ..غير حقيقية.. كيدية ..تقدم القضية للقضاء العسكري الذي لا نقض فيه ولا إبرام..وتأتيه الأحكام مسبقاً لأنها أحكام سياسية علاوة علي ذلك يلاحظ الناس جميعاً أنه ما من قضية للإخوان تم عرضها علي القاضي الطبيعي (القضاء المدني) إلا أعطي القضاء للإخوان حقهم وبرأهم وأثني عليهم وأخلي ساحتهم .
فهل يعتقد الظالم أن الجماهير العريضة لا تعرف هذه الحقائق (إن كان لا يعرف فتلك مصيبة وإن كان يعرف فالمصيبة أعظم)
ثانياً : تهمة استغلال أموال التبرعات لفلسطين وانفاقها لخدمة أهداف الجماعة وهذا شئ أغرب من الخيال لا يقوله إلا من أغلق عينيه عن السيرة الذاتية لأفراد هذا الصف المبارك الذي يحب وطنه وأهله ويحرم علي نفسه أن يقتطع جزءاً من التبرعات لتأجير سيارات لنقل المساعدات إلي معبر رفح ولكن يتحمل أفراد الصف مصروفات النقل حتي لا يضيع مليم واحد دفعه مصري لأخوه في فلسطين , الذي يفعل هذا كيف يتصرف تصرفات حمقاء تخرج صاحبها من الرجولة والمروءة فضلاً أنها تقدح في دينه وشرفه .
اللهم إلا إذا كان الوقوف ضد المشروع الأمريكي الصهيوني ومساندة أهل غزة ضد العدوان والحصار جريمة يعاقب عليها القانون وأمر يخالف المروءة والرجولة .
ثالثاً : تهمة دعم الارهاب .. أي ارهاب يقصدون إلا أن يكون إرهاب أعداء الله (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُم ) . أي تلفيق للتهم هذا ؟ كيف هذا وطريق الإخوان ومنهجهم واضح للجميع يرفض العنف بكل أشكاله ويدين التطرف عند جميع الأطراف ويعتمد الوسطية الجميلة للإسلام منهجاً لسلوك أفراده .. وإلا فماذا تقصدون بالإرهاب أم أنكم لا تريدون تعريف الإرهاب مثل الأمريكان حتي يمكن لصق التهمة بكل من لا يعجبكم سيره وكل من لا يسير كما تحددون له .
أيها السادة الكبار : مزيداً من الرحمة بأنفسكم ..مزيداً من الإنصاف لرعاياكم ..مزيداً من الحب لبلادكم .. وإلا فقد رأيتم كيف صنع المتصهينون الجدد في أمريكا ببلادهم ..كيف أن العالم كله يكرههم وذلك لعدم إنصافهم وكيلهم بمكيالين ..فلا تكونوا مثلهم.
رابعاً : إشاعة وجود خلافات بين قيادات الجماعة.. منذ زمن وكلما تم تدشين حملة ضد الإخوان نسمع هذا الكلام وقصة الحرس القديم والحرس الجديد وهذه الإسطوانة المشروخة والتي لم يترتب عليها شئ ..لم نري مثلاً استقالات من مكتب الإرشاد ولم نر إقالات ومن يعيش داخل الصف لا يشعر بأي قضايا خلافية ولكن العكس هو الذي تراه : قيادة شامخة عزيزة , طاعة مبصرة لهذه القيادة , حب منقطع النظير , الكل يحب الكل , بناء متين عنوانه الولاء للفكرة واحترام القيادة ينتج التعاون علي البر والتقوى ويقدم النموذج الجيد للآخر كل الآخر علي اختلاف مشاربه بلسان الحال وليس بلسان المقال , ونري قيادة تضرب المثل في الاهتمام بقضايا الأمة دون الالتفات لهذه المعوقات والدهاليز والكمائن .
خامساً : تشويه صورة نواب الإخوان بادعاء أنهم منشغلون عن جماهير دوائرهم ومصالحهم لانشغالهم بتحقيق مصلحة الجماعة . كيف ؟ ونحن نسمع كل يوم هنا وهناك عن القوافل الطبية داخل الدوائر وحفلات التكريم وحفلات توزيع تأشيرات الحج بالقرعة داخل كل دائرة , كيف ونحن نقرأ حصاد يفخر به كل نائب في دائرته عن الخدمات التي تم أداؤها وانجازها .
وأهم من ذلك كيف هذا ونحن نعلم أن 88 عضواً كان نصيبهم نصف أدوات المجلس من طلبات الإحاطة والاستجوابات واقتراح رغبة ...إلخ ,, كيف هذا ونحن نري الحكومة تمنع تماماً إذاعة الجلسات علي الهواء أو تسجيلها مثلما كان يحدث من قبل , كيف نصدق هذا ومضابط المجلس تكذبه . كيف نصدق هذا ونحن نقرأ لرئيس مجلس الشعب المنحاز للحكومة عندما يصف أداء نواب الإخوان داخل المجلس بأنه أداء غير مسبوق في الجدية .
يا أصحاب الحملة علي الإخوان ! يا أيها السادة الكرام ! هل تضحكون علينا أم علي أنفسكم !
وأخيرا : كلمة أقولها لكل من يشاهد تفاصيل الحملة علي الإخوان :
إن هذا ليس بجديد , إن هذه سنة الدعوات , وقبل ذلك كان طغاة أعتي وأكبر وقاموا بحملات أكبر من هذه ولكنها لم تسفر إلا عن زيادة أهل الحق تمسكاً بالحق الذي هم عليه , زيادة من آمن بفكرتهم , زيادة عدد من تعاطف معهم , زيادة من انضم وانحاز إليهم .
وصدق إمام الجيل الإمام الشهيد حسن البنا عندما قال عام 1938 ( سيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذو الجاه والسلطان وستقف في وجهكم كل الحكومات علي السواء وستحاول كل حكومة أن تحد من نشاطكم وأن تضع العراقيل في طريقكم ) ثم يقول (ستدخلون بذلك ولا شك في دور التجربة والامتحان فتسجنون وتنقلون وتشردون وتصادر مصالحكم وتعطل أعمالكم وتفتش بيوتكم وقد يطول بكم مدي هذا الامتحان (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُون) ولكن الله وعدكم بعد ذلك كله نصرة المجاهدين ومثوبة العاملين المحسنين .
وصدق الشافعي حين سأله رجل " يا إمام أيما أفضل للرجل أن يمكن له أو يبتلي " فقال الشافعي "لا يمكن له حتي يبتلي فإن الله تعالي ابتلي الأنبياء عليهم السلام فلما صبروا مكن لهم فلا يظن أحد أن يخلص من الألم البتة"
ولو كان الأمر بهذا الوضوح للجميع فلماذا الحملة الحالية علي الإخوان ؟
السبب أمران هامان :
الأول : أن يتم محاسبة الإخوان علي وقوفهم مع أهل غزة أثناء حرب يناير الماضية ولماذا كان وقوفهم بهذه القوة وهو مالا يروق لأعداء الأمة .. ألم تقل رئيسة وزراء الصهاينة آنذاك في باريس : الإخوان المسلمون يحرضون العالم كله ضد إسرائيل .
السبب الثاني : أن البلاد تمر بظروف صعبة وشديدة يريد أناس معينون أن ينفردون بمقدرات البلاد يصنعون مستقبل البلاد والعباد دون مشاركة من أحد ودون اعتراض من أحد . فهذا إنذار مبكر للإخوان .
نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه
والله من وراء القصد ,,