الوطن في خطر يا دكتور بشار
الوطن في خطر يا دكتور بشار
طريف السيد عيسى
ضمني مجلس مع مجموعة من المواطنين السوريين فيهم المسلم وغير المسلم وفيهم العربي وغير العربي ومن الطبيعي أن يكون حوارنا وحديثنا حول الجريمة النكراء التي أرتكبت بحق لبنان من خلال أغتيال الرئيس رفيق الحريري .
ودار الحوار حول من وراء هذه الجريمة وماهدفه وماذا يريد وخاصة في هذا الوقت بالذات , فكانت الأراء تصب في اتجاه ( النظام السوري – الصهيو أمريكا – أطراف لبنانية ) .
وطبيعي في أي حوار من هذا النوع أن يوجد المؤيد والمعارض لهذا الطرف أو ذاك وكان لابد من توجيه دفة الحوار نحو قضية مهمة ألا وهي مصلحة سورية الوطن والشعب فهي قضية مقدمة على كل القضايا لأن مصلحة المجموع أولوية لايتقدم عليها مصلحة أي جهة سواء على مستوى الفرد أو الحزب أو الطائفة .
ومن هنا ننطلق وعلى هذه القاعدة يتفق الجميع لكننا طرحنا السؤال التالي :
هل النظام السوري متمثلا برأس الدولة وأجهزة الأمن والمخابرات والمتنفذين في المؤسسة العسكرية وقيادات حزب البعث لديهم هذا الحرص على سورية الوطن والشعب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا السؤال وحد الرأي حيث أجمعنا على أن هذا النظام والمؤسسات التابعة له يثبت تاريخها أن آخر مايهمهم هو الوطن لأنهم منذ اليوم الأول لوصولهم للسلطة حكموا البلاد والعباد بالحديد والنار من خلال تصرفاتهم التي لاتخفى على ذي عقل وصاحب منطق وتمثلت هذه التصرفات في :
- وصلوا للحكم بانقلاب عسكري ودونما أي شرعية من قبل الشعب .
- من أول يوم سنوا قانون الطوارئ والأحكام العرفية .
- أقصوا رفاق الدرب اما بالقتل أو الاعتقال أو النفي أو التجميد .
- جمدوا الدستور بل الغوه وجاؤوا بدستور يرسخ مبدأ الحزب الواحد والقائد الضرورة عندما جعلوا من حزب البعث قائدا للدولة والمجتمع .
- كمموا الأفواه ووسعوا ونشروا أجهزة الأمن والمخابرات التي وصل عددها الى أكثر من سبعة عشر جهازا اضافة الى مئات فروع التحقيق الموجودة في مدن سورية .
- حولوا مهمة الجيش من حماية الوطن الى حماية النظام وكان نتيجة ذلك سقوط الجولان والقنيطرة في حرب 1967 وخسارة أكثر من 26 قرية في حرب تشرين عام 1972 وزجوا بهذا الجيش في معركة مواجهة مع الشعب .
- بعهدهم الميمون انتشر الفساد المالي والاداري حتى أصبحت لهذا الفساد مؤسسات ومافيات وتحت رعاية رسمية وأصبح سراق الوطن هم الوطنيين وماعداهم فوطنيتهم مشكوك فيها .
- وفي عهد البعث الغيت كل مؤسسات المجتمع المدني واصبحت الحرية والديمقراطية هي أنت حر في أن تقول ما أريد وتم تعبأة ارادة الشعب في توابيت الانتخابات .
- وفي عهد البعث تم قصم ظهر شعارات البعث فلم تتحقق وحدة ولاحرية فكان البعث أول من وقع وثيقة الانفصال عن مصر , وتم شق البعث الى بعثين واحد في سورية وثاني في العراق وكل منهم كان يكيد للآخر ,ويقف البعث وحيدا مع ايران ضد العراق لثمان سنوات , ويقف أيضا في حفر الباطن مع قوات التحالف التي دمرت العراق , ويحشد قوات الجيش عام 1980 على الحدود الأردنية , ويحتل ارادة الشعب اللبناني , ويعطي الضوء الأخضر لعمليات الاغتيال لكل من يعارض سياسته سواء من السوريين أو من غير السوريين لنشر الرعب في أكثر من عاصمة عربية .
بعث هذه مواصفاته وهذا سلوكه فما هي مبررات بقائه يادكتور بشار .
واليوم نجد الضغوطات التي تواجهها سورية وتجعلها تقف أمام امتحان عسير لم تحضر له قيادات البعث كما يجب , بل تعاملت بروح اللامبالاة والاهمال لأن مافيا البوليس لاتريد خيرا بالبلد .
وها هي الادارة الأمريكية والتي لاتحتاج الى مبررات , تعمل على تدمير البلد وان كانت تقدم بعض الذرائع والمبررات والبعث القائد هو من قدم لها ذلك على طبق من ذهب بسبب سياساته الرعناء .
ان عملية اغتيال رفيق الحريري تمهد الطريق للمشروع الأمريكي وهذه العملية لها مابعدها فماذا أنت فاعل يادكتور بشار أمام هذه الضغوطات وماذا أنت فاعل مع من يريد توريط البلد في أمر لاطائل لرده لأن البعث سيجر البلد للتهلكة وسوف يكون قيادات البعث أول الفارين ومعهم الأموال التي جنوها من عمليات السطو والسرقة من أموال البلد .
فهل ستبقى متمسكا بهؤلاء يادكتور بشار وقد رأيناهم في العراق كيف دافعوا عن البلد .
المهم توصلنا نتيجة الحوار الى أنه لابد من رجل رشيد يقدم نصيحة الى النظام السوري فالعد التنازلي بدأ ولايوقفه الا وقفة شجاعة وجريئة من الدكتور بشار يعلنها صريحة اذا كان فعلا حريصا على الوطن وتتلخص هذه الوقفة بالتالي :
- غسل اليد من شعارات البعث التي سمعنا منها جعجعة ولم نرى طحنا .
- الاعلان الصريح والواضح بالانحياز الى الشعب عبر مصالحة وطنية حقيقية يشارك فيها كل مكونات الشعب السوري بلا استثناء لتشكيل جبهة قوية وسياج لحماية الوطن وليس لحماية النظام .
- ابعاد كل الأشخاص والأجهزة التي ساهمت في معاناة الشعب عبر أكثر من أربعة عقود .
- تشكيل هيئة وطنية تضم شخصيات من كل مكونات الشعب للتحضير لانتخابات حرة ونزيهة ينبثق عنها برلمان يضع دستورا للبلاد يعبر عن طموحات وآمال الشعب يحدد الحقوق والواجبات بروح عصرية بعيدا عن كل اشكال الشللية والحزبية الضيقة وتكون مصلحة الوطن فوق كل المصالح وتعيد النظر في شرعية النظام الحالي من خلال انتخابات حرة تفرز حقيقة من يكون على رأس السلطة .
- تفعيل دور العمل الشعبي ومشاركة الشعب في صنع سياسة الدولة ليسهم كل مواطن حسب قدراته وامكانياته في تسريع عملية البناء والتقدم .
- الغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية والمحاكم الاستثنائية وكف سيف السلطة البوليسية والإفراج عن كافة المعتقلين بسبب ارائهم ومعتقداتهم والسماح بعودة المنفيين والإفصاح عن مصير عشرات الالوف من المفقودين ومحاكمة كل من كان وراء سياسة البطش والارهاب التي مورست بحق الشعب .
- الفصل بين السلطات الثلاث لتكون كل سلطة مستقلة بعيدا عن هيمنة البوليس .
- تأهيل جيش شعبي رديف للجيش الرسمي بحيث يكون جاهزا للدفاع عن الوطن في أي لحظة ليشكل سياجا شعبيا لحماية الوطن من أي اعتداء .
انك يادكتور بشار اذا اقدمت على هذه الخطوات فستجد كل أبناء الشعب السوري خلفك يقدمون الغالي والنفيس دفاعا عن الوطن والأعراض والمقدرات ولن يسترخصوا في سبيل ذلك شيئا وسيجعلون من أجسادهم سدا منيعا في وجه الغزاة .
ليس امامك يادكتور بشار الا هذا الحل والعدول عنه يعني أن مصلحة الوطن لاتشكل أي أولوية لديكم , وستكون البلد مشرعة الأبواب أمام المحتل كما حصل لبغداد حيث دخلها المحتل في طرفة عين رغم وجود ملايين البعثيين وملايين العسكريين لكن الظلم الذي حل بالشعب حال بينه وبين الدفاع عن الوطن وبعد سقوط النظام هب الشعب العراقي للدفاع عن بلده وهاهو يسطر أروع ملاحم البطولة لتحرير بلده من المحتل الغازي .
وقد يقول قائل وهل لنا طائل أمام هذا الزحف التتري فنقول عندما يتلاحم النظام مع الشعب في صف واحد للدفاع عن الوطن فيشكلون جسدا واحدا عندها سيفكر الغزاة ألف مرة في تمرير مخططهم وسيسجل التاريخ تلك الوقفة ولن ينساها كما سجلها للبطل يوسف العظمة وغيره , أما من يريد أن يدير ظهره للشعب فسيكون أول الضحايا وسيلعنه التاريخ ويسجل اسمه ضمن قوائم الخونة والمتآمرين .
فاختر يادكتور بشار في أي صفحة تريد أن يسجل اسمك .
نصيحة نقدمها بين يدي الدكتور بشار آملين أن تأخذ القسط الوافي من العمل الجاد قبل فوات الأوان وعندها لن ينفع ندم .
يا قراء ياسامعين الصوت يا أحرار ياشرفاء ياوطنيين يامثقفين يامعارضة يامستقلين
الوطن في خطر الوطن في خطر الوطن في خطر فمن يوصل رسالتنا ونصيحتنا لهذا النظام .
اللهم ألا هل بلغت أللهم فاشهد
أللهم الا هل بلغت أللهم فاشهد
أللهم ألا هل بلغت أللهم فاشهد
17- 2- 2005