مروة شهيدة الإسلام والحجاب والحق الإنساني
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
لن تكون مروة الشهيدة الأولى من اجل الحجاب الحصن المنيع من حصون الإسلام ولن تكون الأخيرة ، لأنه على مالايبدو لن يقتنع البعض في الغرب وبعض الأذناب من الحكام العرب عن أهمية هذه الشعيرة في نفوس وعقول وقلوب المؤمنين الذين التزموا أمر الله الذين يأبو أن يُفرطوا في مُقدساتهم التي منها الحجاب ، وعندهم استعداد لدفع التضحيات الكبيرة زوداً عن عُرى الإسلام
نعم الحجاب قدس مُقدس عندنا نحن المسلمين لأن فيه صيانة للمجتمع وحفاظ على تعاليم الإسلام والتزام بما أمر الله ، ونص في الكتاب العزيز ، وهدي أمر به نبي الإسلام محمد سيد الآنام صلى الله عليه وسلم ، ولأن الحجاب طُهر وإنسانية وخصوصية لا يجوز التعدي عليها خاصة من هذا الغرب الذي ينادي ليل نهار بحقوق الإنسان وهو الأكثر انتهاكا وتشجيعاً على ما يُنادي به
كتب أحد الألمان المتعصبين عن مقتل الشهيدة الخالدة مروة الشربيني ما يلي:
بما أنكم أيها المسلمون تعتقدون أن ألمانيا عنصرية هكذا و الغرب النصرانى ... يكره المتحجبات و الملتحين ذوى الجلباب بهذه الشدة و سيقتلكم فى الشوارع بمجرد ان يراكم في شوارعه... , أنصحكم ان تتوقفوا عن الانتحار في زوارق الموت حتى تصلون إلى سواحلنا الغربية شديدة الخطورة على المتحجبات
هانز دايك شميت برلين - المانيا الفيدرالية
ومقولة هذا العنصري المتطرف لا تنبع من فراغ بل هي تضع النقاط على الحروف حول التوجه الغربي نحو العرب والمسلمين وتغذيته لروح الكراهية لنا ، ولا سيما ألمانيا تلك التي تنمو فيها حركات التطرف والعنصرية والمُجاهرة بالعداء للإنسان ما سوى الغربي أو الألماني بشكل خاص ، وتليها فرنسا التي تسمت ببلاد النور ويحكمها رئيس جاهل جهول غير مُعجب إلا بزوجته العارية التي يعرضها كل حين على الجمهور عسى قفاها أن يُلمع وجهه المشئوم ، بينما يشن الحملات على أصحاب الحجاب ويصفهم بالأوصاف التي لا تنم إلا عن حقد دفين في نفسيته المريضة ، وليس ببعيد عن العداوة للإسلام والمسلمين هذا الفلعوص المُسمى بزين العابدين وهو الأكثر عداءاً لهذا الإسلام العظيم ، وكل يوم له اختراع في مُحاربته يُحاول الولوج به ليُسن على اسمه غلواً وعلواً ومُمالأة لأعداء الإسلام ، وآخرها البطاقات الإلكترونية للدخول إلى بيوت الله سبحانه ، والتي يمنع بموجبها المُصلي من دخول غير مسجد واحد إلا بإذن من مخابراته ليكون جميع المُصلين أسماءهم بكشوفات عنده ، لإيقاع الأذى والويل والثبور بهم، مُقلداً بذلك طاغية القرن الماضي أتاتورك الربيب الماسوني والعتل الذميم ، ناسياً أو متناسياً بأنه ليس أكثر من حجرة شُطرنج يُستخدم ليُرمى به فيما بعد إلى مزابل التاريخ ، كما رمت سيده بورقيبة وانطفأ ذكره إلا عن شيء واحد بكونه إحدى الطواغيت
ومقولة الألماني في حقيقتها مُعبرة عن مأساة المسلمين في بعض حكامهم وما استهانوا به في شعوبهم فهانوا على غيرهم ، بينما كُنا في السابق أساتذة الدنيا في العلم والحب والتسامح ونشر الفضيلة ، ولولانا نحن المسلمون لما وصل الغرب إلى ما هو عليه اليوم لتسامحنا وعلونا بينما هم اليوم يُعيروننا إذا ما قدمنا إليهم طلباً للجوء إنساني أو تبادل ثقافي أو حتى مشورة طبية ، وهم بالأساس من كانوا أُساً للبلاء عندما زعّموا علينا عن غير إرادتنا للبعض من الحكام الطغاة ودعموهم بكل أسباب الاستمرار ليكونوا سيوفاً تجزّ رؤؤسنا إذا ما طالبنا ببعض حقوقنا المشروعة كشعوب مقهورة ومقموعة
ولقد سُعدت جداً وأنا أُقلّب في بعض المواقع السورية عبر الجوجل ومنهم على سبيل المثال لا الحصر " أُمهات بلا حدود الصادر من دمشق " الرابط : http://wfsp.org/index.htm ، والذي أُعجبت من مواضيعه القيمة والذي أثارني فيه مقالتين متناقضتين يخدمان ما أُريد التعبير عنه مما يعني المزيد من مساحة الحوار تحت عنوان أُصلاء ومخطوفون ، أنقل ما جاء في الموقع حرفياً على لسانه : هذان مقالان مترجمان من "الهيرالد تريبيون"الاميركية الصادرة في أوروبا وآسيا في موضوع الحجاب إحداهما لأوربية تفكر بأصالة عن نفسها والآخر لمن تدعي أنها مسلمة عربية مصرية توسع لها الصحف العربية المنابر
لا تخطئن بالاحتساب الأوربية الغربية هي التي تدافع عن الحق في الحجاب بوصفه جزء من حقوق الإنسان في اختيار اللباس والمخطوفة المسلمة العربية المصرية هي التي تهاجم الحجاب!!! أليس هذا بعض البلاء؟!
حجابي الكامل ليس شأنكم بقلم رونالد سوكول -الهيرالد تريبيون- ترجمتهما نسرين ناضر
أؤيد حظر الحجاب الكامل - بقلم منى الطحاوي -الهيرالد تريبيون ترجمتهما نسرين ناضر
وهذه المصرية وأمثالها العديد من العربيات اللاتي ذهبن أبعد منها في التأليب على منع حتى غطاء الرأس بعن ضمائرهن ودينهن ومبادئهن وأخلاقهن لهذا التوجه الأعمى الذي لا يستند إلى قانون أو شريعة سوى شريعة الغاب التي تريد أن تفرض إرادتها عبر القوة والإرهاب والتخويف والخروج على كافة النواميس، أليس الأولى بهنّ أن يُطالبن ساركوزي بستر عورة زوجته ويُطالبنه بتقديم اعتذار كونه رأس الدولة كي لا يُقلدها المُراهقات والأبناء ، أليس الأولى لهنّ أن يدافعن عن حقوق بني جنسهن في اختيار ما يلبسونه عوضاً عن خوضهن في أمور لا يفهمنها ولا يفقهنها مما يجعلهن سخريةً على لسان المسلمين والمسلمات ، في نفس الوقت الذي لا أسألهن فيه عن أركان وشروط الإسلام وبقية العبادات ليُفتيننا هؤلاء الحمقى في قضيانا التي هي من ركائز الإسلام ومما أجمع عليه المسلمون في فرضه - ولا أقصد غطاء الوجه لأن فيه اختلاف ولكن أقصد حرية الاختيار، ورأينا هذا الحجاب واقعاً مُعاشاً عن تمسك بإيمان في عهد النبي الأعظم المُشرع صلى الله عليه وسلم، ثُمّ في العهود التي تلته وهو باق ما بقي القرآن والإسلام إلى يوم الدين
فالى جنّات الله يا مروة الحجاب الشربينية المسلمة المصرية الأصيلة وفي رحمة الله ، فلقد قُتلت شهيدة وفي أعلى مقام في عليين إن شاء الله ، لأنك قُتلت من اجل كلمة حق أمام طوفان من المُغالطات والأكاذيب ، ولأنك قُتلت وأنت ثابتة على عهدك مع الله سبحانه فلم تخضعي ولم تضعفي ، بل ذهبت للمحاكم بأسلوب حضاري رفيع لتقتصي ممن حاول إهانتك وما تُمثليه عبر القضاء وليس عبر الأعمال الإرهابية كما فعل غريمك المتطرف الألماني الذي زرع سكينة الحُقد الدفين الذي تشربه من بعض التوجهات الرسمية والإعلامية الغربية التي تعمل دأبها في تشويه سمعة المسلمين في نفوس شُعوبهم مما دفعه أن يُغمد سكينته في صدرك وصدور المسلمين ، بل وهناك أيضاً بعض الحكومات العربية من يُغزّي مثل هذا التوجه الأعمى وليس في الغرب فحسب ، وبالتالي لا يكفي أن يُسمى شارع باسمك في الإسكندرية بعدما شيعتك الملايين في جنازة مُهيبة تليق بالأبطال الكبار وقد تابعها المليارات من أنصارك من بني دينك والناس جميعاً على مختلف مشاربهم ومُعتقداتهم عبر شاشات التلفاز بقلوبهم قبل أعينهم وبدعائهم إلى الله لك بالرحمة والجنّة لحُسن الفداء ، لأنك لم تكوني قضية دينية فحسب بل وإنسانية بامتياز ، ولذا كان على المسئولين أن يُطلقوا على الإسكندرية اسم مروة المؤمنة وكذلك على غيرها من المدن العربية ، وشكرأ للجهود التي بُذلت لتخليد أسمك المقرون بالحجاب أيتها العزيزة ، فالقاتل ليس هذا الألماني المتطرف وإنما كل من يؤجج النار على الحجاب ويدفع بهؤلاء المهووسين لارتكاب هذه الأعمال
وأخيراً : سقطت مروة الحجاب بثمانية عشر طعنة أمام زوجها وطفلها في ساحة المحكمة بسبب حجابها ولكن الحجاب لم يسقط ولن يسقط ، وشعائر الله أجل وأسمى من أن يتآمر عليها غادرون أو مجرمون من مُنظمات مشبوهة تقف وراءه ، ولا أعتقد بعد اليوم اسم مروة سيكون نكرة ، بل الكثير من الأمهات سيسمين مروة يا مروة الخير والشهادة ، فمتِ جسداً وبقيت خالدة في قلوب المسلمين