العمق الاستراتيجي والديمغرافي للدولة العلوية في سوريه

العمق الاستراتيجي والديمغرافي للدولة العلوية في سوريه

د.عبد االغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

لعل عنوان المقال يثير حفيظة البعض في انني اتحدث عن الطائفيه والتركيز على ذلك الامر ومساوئ النهج الطائفي في الفكر الوطني,وآثاره السلبيه على المجتمع في الحاضر والمستقبل.

ولكن للإجابة على هذا التساؤل .لابد من توضيح نقطتين اساسيتين :

الاولى:ان ندع الامور كما هي ونزعن للواقع الموجود, لان الحاكم من الوطن وليس غريبا فليكن ذلك واي طائفة تحكم في هذا البلد او ذاك لايوجد فرق.

الثاني:ان نقف ضد هذا النهج الطائفي .ونبين حقيقة الحكم الموجود ونهجه المبني على إقصاء الآخرين والتحكم بمصير البلد وبيد طائفة الحاكم فقط.

وقبل مناقشة ذلك ,نلاحظ ونشاهد بأعيننا .الدول القائمه على هذا الاساس في المنطقه العربيه وحولها.

فجمهورية إيران قائمه على هذا النهج علنا وحكم ولاية الفقيه عند الشيعه ولا احد يتهمها بالطائفيه والعنصرية إلا القليل مع إقصاء اكثر من 35%من سكانها لانهم لاينتمون الى نفس المذهب.

وانضمت العراق لنفس النهج الطائفي واكتوى العراقيين بنار الطائفيه وما زالت النار مشتعلة بينهم.

وفي سوريه .عندما قامت الدولة على اساس طائفي متسترة بحزب البعث عملت على إقصاء وتصفية مراكز القوى للطائفة الأخرى. وكانت النتيجه انهار من الدم سالت على ترابها بأيدي السلطه, وما زالت. وآلاف المشردين والمفقودين  من الشعب السوري.

في لبنان مصائب التكتل الطائفي والحرب الأهليه وما زالت آثارها قائمة حتى الآن.

مع وجود الكثير من الدول العربية والتي تقف على بركان الطائفية البغيضة كما في مصر والبحرين وبعض دول الخليج.

إن النظام الطائفي في سوريه يعتمد على عمقه الاستراتيجي والديمغرافي بسبب النسبة القليلة التي يملكها في سورية مقارنة مع الطوائف الاخرى على:

الدعم الاسرائيلي المطلق لهذا النظام واستخدام الفيتو ضد اسقاطه وكان ذلك .عندما اراد جورج بوش احتلال سوريه واسقاط النظام البعثي الطائفي فيها.

لأن اسرائيل تهتم بهذا النظام وبقائه لسببين رئيسيين:

1-طالما اسرائيل دوله يهوديه طائفيه ولكي لاتكون تلك الصفة منفردة بها في المنطقة مما يثير حولها الشكوك والنقد من المجتمع الدولي فيتحتم عليها االدعم للدول  الطائفيه في المنطقه .

2-لن تجد إسرائيل نظاما يحمي حدودها كالنظام القائم في سوريه. مع انه لاتوجد معاهدة سلام بين الطرفين,وستبقى معاهدة السلام بين الطرفين بعيدة المنال.لان الطرفين مستفيدين من الوضع القائم على هذه الحال حال المنفعه المتبادله من اللاحرب ولا سلم.

والعمق الاستراتيجي للحكم في سوريه يتمثل في إيران .الدوله القويه والتي تسعى بكل إمكانياتها للحفاظ على هذا النظام والدعم اللامحدود له ليسهل لها النظام العبث في مكونات الشعب السوري الديموغرافيه .بخطة متبعه في إفقار الطائفه الاخرى لتسهيل تغيير طبيعة الناس العقديه  من باب الحاجة الماديه.

والعمق الديمغرافي للحكم الطائفي في سوريه هو تركيه. المتمثل في سكان لواء اسكندرون والذين ينتمون في اغلبهم للطائفة الحاكمة وهؤلاء حسب القانون في سوريه يحق لاي شخص منهم الحصول على الجنسية السوريه والوصول الى اي مركز في الدوله شرط ان يكون علوي.

كثير من الناس يعتقدون ان هذه الطائفة اقليه لاتمثل اكثر من 16%من تعداد الشعب السوري,هذا صحيح من الناحية النظرية .فهم اكثر من ذلك بكثير عندما ناخذ بعين الاعتبار العمق الديمغرافي لطائفية النظام السوري.

لابد من التركيز على ان الإذعان للامر الواقع هو ليس من مصلحة اي شعب او اية طائفة موجوده سواء اكانت حاكمة ام انها مقصاة ,وتعامل من الدرجه الثانية او الثالثه او انها كالهنود الحمر ومصيرها الاباده.

فلا يمكن إبادة نصف المجتمع او ثلث المجتمع او نسبة قلت او كثرت ولا بد من العقلاء المنتمين الى الحاكم ان يعوا ان الامر لن يدوم ولا بد ان تختل الموازين في يوم من الايام أبعد ذلك اليوم ام قصر.لذلك على الجميع ان يقفوا ضد هذا النهج ومحاربته بشتى الوسائل لكي لاتحل الكوارث في الوطن اجمع .

وعندها لن يفيد قول العقلاء .من الامه ولا تجد من يسمع لهم .لانها سوف تكون الامور بأيدي أناس ذو أطباع وأهداف شتى .ومتعدده ولن تنفع اي وسيلة الابعد تآكل الاطراف كلها.