هل سمعتم بحوار الطرشان ؟ تعالوا واسمعوا إذن
هل سمعتم بحوار الطرشان ؟ تعالوا واسمعوا إذن
د . مصطفى عبد
الرحمنبعد يوم عمل شاق ومضن في المشفى، جمعني هذا الحديث ( الهادئ ) بيني وبين زميل فرنسي وذلك في صالة راحة الأطباء ..
قال ودون مقدمات : لماذا ضربتم أمريكا بهذا العنف؟
قلت : صحح سؤالك لو سمحت، ولا تستفز أعصابي، إن الذين ضربوا أمريكا وباعتراف الأمريكان أنفسهم هم تسعة عشر شخصاً، ونحن العرب ثلاثمائة مليون، والمسلمون مليار وربع المليار.
قال لكنهم عرب ومسلمون؟
أجبت : نعم هم عرب ومسلمون.. ونحن نأسف لذلك، ولكن لماذا تسمح لنفسك أن تعمم؟ فهل يعقل إذا اخطأ عربي أو مسلم أن تتهمون أمته كلها بالخطأ وتحملونها وزر ذلك!! في حين لا يطبق ذلك على غيرنا أبداً!! فكارلوس كان إرهابيا ولم يقل أحد أن فنزويلا بلده كلها إرهابية، ولم يقل احد أن الشيوعية معتقده الإيديولوجي تدعو للإرهاب.
قال وبخبث : لكن يبدو أن دينكم يحمل مورثات إرهابية؟
قلت .. وأنا أضغط على أعصابي أن تنحل من عقالها : أرجو أن تضبط ألفاظك مرة أخرى، فلم يثبت علم على الإطلاق أن الإرهاب ينتقل بالوراثة بل إن الإرهاب وليد بيئة وظرف طارئ دون أن يكون ذلك مبرراً لحدوثه أبداً.
قال : وهذا الإرهاب الفلسطيني.. أليس من جنس الحادي عشر من سبتمبر؟
قلت : أتأسف أن طبيباً مثقفا مثلك تنطلي عليه هذه المقولة عن الفلسطينيين.. وهنا لدي سؤال لك..
قال : تفضل
قلت: لو أن لصاً جاءك بثوب فقير متمسكن وكنت قد سمعت بمذبحة أصابت أهله في بلد بعيد وطلب منك أن يبيت عندك ليلة فتعاطفت معه وركنت إلى مطلبه وبقي عندك ليلة وثانية وثالثة .. ثم تغاضيت عن وصول أخيه وابن عمه وجل أقاربه حتى جاء يوم قويت شوكتهم وقاموا بطردك من بيتك مدعين أن هذا البيت كان لجد لهم!! وفي غفلة من الضمير الإنساني وجدوا من تعاطف معهم وصدقهم!! فرفعت قضيتك إلى رئيس البلدية فلم يجبك.. ثم رفعت القضية إلى المحافظ فلم يرد عليك.. فرفعتها إلى رئيس الدولة فأغمض هو الآخر عن مطلبك والتعاطف مع قضيتك.. ثم كان أن صبرت أكثر من نصف قرن انتظار أن يستيقظ ضمير العالم فلم يستيقظ!!!.. والأيام تمر واللص يعيش رغداً في بيتك وأنت وأولادك وأحفادك لابيت لكم يؤويكم حر الشمس ولا برد الشتاء .. ثم جاء يوم قمت فيه ( على طريقة العالم المتحضر ) وعبرت عن شكواك بانتفاضة سلمية استمرت أكثر من ست سنوات كنت وأولادك تجابه الدبابة بالحجر والرصاصة ( بالمقلاع ) وانتظرت من جديد أن يستيقظ ضمير العالم فلم يستيقظ !!! فماذا أنت فاعل؟
قال متهرباً من الإجابة : لقد عرضوا السلم على الفلسطينيين ولم يقبلوا.
قلت : لو عرض عليك ذلك اللص أطرافا متناثرة من بيتك الأصلي.. قسم من الحمام وقسم من السطح وقسم من الجدار وقسم.. وقسم.. فهل أنت براض؟
قال : لكن كل هذا لا يسوغ الإرهاب.
قلت : وماذا تسمي قذف الفلسطينيين بال أباتشي والأفـ 16 وقذائف الدبابات؟
قال : هذه أعمال حربية لجيش نظامي!!!!!
قلت : أليس من حق الضعيف والذي لا يملك جيشاً نظامياً أن يقاوم بأية وسيلة؟ وهم لا يملكون لا أباتشي ولا أفـ 16 ولا دبابات.. ولو أعطوا جيشا وطائرات ومدافع لا استغنوا عن إرسال فلذات أكبادهم ليتناثروا بهذه الطريقة، و.. و..
التفت إلى صاحبي وإذ به قد لوى رقبته وأدار لي ظهره ومضى دون حتى تعليق ...
آسف لحوار كهذا يدور يومياً بيننا وبين القوم.