كأس وغانية.. وفوك نفخ

كأس وغانية.. وفوك نفخ

عبد الله جوي

 يقول أحد كبار الماسونيين: كأس وغانية تفعلان في الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوهم في حب المادة والشهوة.

ويقول اليهود: سنشغل الأممين(1) بشهوتي "" البطن والفرج"" حتى يصبحوا قطيعاً من ""الغنم"" نسوقهم حيثما شئنا..!!

تذكرت هذا اليوم، حين ذهبت كعادتي لزيارة أحد الأصدقاء، حينما فتح الباب وقال: " أهلين.. فوت بسرعة "..!! وسبقني بسرعة مشابهة للسرعة التي رد فيها التحية إلى الغرفة التي سمعت منها " دوياً " للتلفاز، فظننت للوهلة الأولى أن تغييراً جذرياً طرأ على الكون، وأن الموازين " قلبت " في الفلوجة العراقية، وأني سأسمع بمجرد دخولي الغرفة صيحات " الله أكبر "..! أو أن "العرب" اتفقوا " للمرة الأولى " على شيء غير الـ.. شجب والندب و.."تنديد" الكلمات، لكن المفاجأة كانت حين رأيته " محملقاً " في التلفاز وبيده " الريموت " يرفع الصوت تارة.. ويخفضه تارة أخرى، ويثبت الصورة على الفنانة " نون " والتي لم تبقِ من العرب أحداً إلا وجعلته بذكر اسمها، أو ربما " يغرم " بها. بينما " نسي " صديقي أن يسأل صديقه عن حاله أو يقول له: تفضل واجلس..!

ولمّا كان طبعي الهدوء لم أقاطعه، وجلست بجواره مبتسماً وأسررت ما في نفسي حتى ينتهي مما هو فيه، أو ينتهي وقت اللقاء مع الـ"فنانة" التي ما انفك يبتسم كلما تفوهت بـ"سخافة " من سخافاتها هي وقبيلها.

أثار حفيظتي سؤال للمذيع وجهه للفنانة "القديرة " وكان كالتالي:

ما نسبة كونكِ " فنانة مطربة " من المائة، وكونك " فنانة إغراء " من المائة ذاتها.؟!!!

فأجابت بكل "سرور" أنا 100% مطربة، وواحد ((بعد المائة تلك)) " فنانة إغراء"..!!!!!

عندها امسكت بجهاز التحكم في التلفاز الذي كان إلى جانبي، وأطفأته..!!

وثارت ثورته..!!، وذكّرني بمتابعي المباريات، حين قطعت الكهرباء عنهم، فخرجوا في "مظاهرة شجب وندب واستنكار" متجهين لوزارة الكهرباء..!!

بدأت أتحدث له عن المبادئ والأخلاق، وتكريم الإنسان، فبدأ يتململ ويتهرب من الإجابة على أسئلتي في محاولتي إقناعه بما هو مقتنع به.!

وهنا الكارثة أن جميع هؤلاء مقتنعون ويعرفون تماماً أنهم على خطأ، مثلهم كمثل المدخنين.. فهم أعلم الناس بما هم فيه، وخطرِ ما هم فيه. لكن.!!! أين من يسمع أو يعقل . 

استأذنت منه بعد أن كان لسان حاله يقول (( شو جابك هلأ.. هلأ وقتك.؟))

مضت ساعتان فقط، وإذا به يتصل ليخبرني عن مصيبته في ابنته المراهقة التي تمسّكت بآراء تلك الفنانة، ومبادئها، وخاصة في مسألة الـ بوي فريند !!! والإغراء والطريق لتكون فنانة مطربة وفنانة إغراء بنسبة تفوق ال 1 %..!!!!

تذكرت فورها وقصصت عليه، قصة الرجل الذي كان في جزيرة فأراد أن يعبر إلى الشاطئ على قربة نفخ فيها فلم يحسن إغلاقها، حتى إذا توسط البحر خرج الهواء منها فغرق، فلما غشيه الموت استغاث برجل فقال له:

يداك أوكتا.. وفوك نفخ (2)

3-12-2004 

         

الهوامش:

(1) الأممييون عند اليهود: هم جميع البشر فيما عدا اليهود

(2) مثل يضرب لمن يجني على نفسه