أوجه الخِيانةِ العُظمى !؟..
أوجه الخِيانةِ العُظمى !؟..
بقلم : ابنة الحدباء
عجبتُ من هذا المنطق؟!.. فالضحية تُطالب الجلادَ بِذبحها!.. والجائع يرفض لقمةً تسند جوعه وتسد رمق أطفاله المساكين!.. والمُحتاج الفقير يرفسُ المساعدةَ ويترفع عنها!..كما الجريحُ يرفضُ أن تُقدم له يدُ العون أو العلاج لإنقاذهِ من موتٍ محققٍ أكيد!.. لِتتوالى مقاييس الكون المقلوب ولنسمع عَجب العجاب!.. فالعهدُ هو عهدُ الأمركة والصهيونيّة وأذنابها!.. والعصر هو عصر إرساء ديمقراطيتها على أرض الواقع العراقيّ الدامي.. والتصريحات التي يُطلقها العبيد والعملاء وعلى رأسهم رئيس الحكومة: علاوي، تجعلنا نتوقف لنراجع مدى رجاحةِ عُقولنا وسلامةِ أبصارنا، أو لربما لإعادةِ فحص جميع حواسنا!..
فرئيس الحكومة المعيّن من قبل الاحتلال يصرُّ على أنّ الفلوجة هي من استغاثت بهم لإنقاذها!.. فَطالبه أهلها بذبحهم عن بُكرةِ أبيهم!.. وبإبادةِ أطفالهم وخراب بيوتهم ودمار مدينتهم!.. ولقد طالبوا المحتلّ الغازي باستباحة أرضهم وتدنيسِ مساجدهم وإحالة كلّ ما على الأرض إلى محرقةٍ تتَناثر فيها أشلاء الطفولةِ البريئةِ.. وأهالي الفلوجة استنجدوا بالخونة والمرتدين وعبدة الطواغيت واليهودِ والمرتزقة لإنقاذهم من براثنِ المجاهدين الذين يحمُون المدينة، ويذودونَ عنها بكلِّ ما هو غالٍ ورخيص!.. فأٌحرقت المدينة عن بكرة أبيها وهُجّر سُكانها ودُمِّرت مساجدها وتناثرت الجُثث على قارعة الطريق لا تجد من يدفنها ويحترم قُدسيتها!.. وتعالت صرخاتُ الجرحى وهم في مشافٍ تفتقر لكل مقومات العلاج!.. وعندما هبَّ من سينقذهم نالته قناصة المُحررين، فالكلُّ إرهابيٌّ والكلُّ مستهدفٌ، حتى إن كان طيراً يطير!..
ومازال أهالي الفلوجةِ يستغيثون بِعلاوي!.. ويصرخون لإنقاذهم من براثنِ الإرهابيين!..فما كان من أصحاب النخوة إلا إرسال غوثٍ عاجلٍ.. لعل وعسى يصل لِمن بقي من أهاليها بكسرة خبرٍ أو دواء ينقذُ العَليل!.. فَزلزل وانتفض رئيسُ حُكومتنا وأطلق مهزلته: إنَّ الفلوجة ليست بحاجة للمساعدة أو لشيءٍ من هذا القبيل!.. فجيشُ الديمقراطيّة يقومُ بالواجبِ وأكثر، تقتيلاً وتهجيراً وتشريداً واستباحةً، وزاد رحمةً بضحاياها، فقامَ بِسحلِ الجثث ووضع الأطفال والنساءِ على ظهور المُجـنـزرات الأمريكيّة دروعاً بشريةً لحمايةِ جندِ الديمقراطية من قذائف المجاهدين!.. وإنْ توترت حالته النفسيّة أفرغَ رصاصهُ القاتل في أجساد الجرحى والمعوقين والمسنين الذين احتموا في بيوت الله.. لكي يرسي التحرير المبين لأرض الفلوجة، ولينقذها من هذا العذاب الأليم!..
وتساءلنا في خضم تحرير الفلوجة: أما رقًّ ضميرك يا علاوي!؟.. وأنت تشهدُ المجازر تُرتَكَب بحق كلِّ طفل رضيع وامرأة تحمل في أحشاءها جنيناً دهستها دبابات المنقذين دون رحمةٍ أو دون أن يرفّ لهم طرف عين!؟..
انتفضَ علاوي من جديد ونددَ: إنه مُـنـزعجٌ قليلاً لما حاقَ بالفلوجةِ وأهلها على أيدي سادته وعُباد الصليب!.. إلا أنه أردف: إنّهُ ثمنٌ بخسٌ للتحرير!.. لكنّهُ تناسى في ظلّ غيّه ودجله أننا وعينا الدرس وحفظناه عن سادته، مَن شَمّروا عن سواعدهم لإرساءِ ديمقراطية الأشلاء الممزقة، وتعميمِ القتلِ والخرابِ والدمار، واستباحةِ كل ما هو مسلم، وإهانةِ بيوتِ الله، ونعتِ كل مجاهد ومقاوم بالخيانة والإرهاب!..
تناسى أيضاً هذا الصعلوك وأذنابه، أننا شهدنا تباكيه على مجازر ما يسمى بالنظام السابق!؟.. بينما منذ أن حلّ سادته، ووطئت أقدامهم أرضَ العراق، أضحى بكل ما فيه مجزرةً أمريكيّةً تُرتكب بكل وقت وحين!.. فأي حلبجةٍ هذه!؟..ِ وأي مقابر جماعيّةٍ يمكن للمرء أن يشهد أو أن يَستبين!؟.. فالخيانةُ العُظمى أضحت تتدفق في دماء علاوي وجنده المرتدين!؟.. ليغضَّ الطرف وليتبسم أمام عدسات التلفزة، وليردد الدجل والأكاذيبَ والتلفيق!؟.. فموعده كسادته الذين احترقوا وعادوا أشلاء بلا معالم، ومن بقي منهم يتجرع العلقم المرّ وكل ما هو مهين.. سيدفع الثمن باهظاً.. فالعراقيّ لم ينم يوماً على الضيم!.. وعلاوي وحكومته وحرسه الوطنيّ الخائن لله والدين.. سيولّون الأدبار، وسيدفعون الثمن باهظاً ولو بعد حين.. فنصرٌ على أشلاءِ وبقايا الإنسانية لن يعود إلا بالنكالِ والجحيم المقيم.. فموعدنا متجددٌ مع عبدة الطواغيت على أرض الفلوجة وساحات الوغى على أرض العراقِ الأغر.. فما خُلق بعدُ من يحني هامات الشرفاء والمخلصين، فقد أصبنا بتخمة نعيقِ الخونة وهم يصورون لنا نصراً وهمياً زائلاً، وهو في واقع الأمر خيبة من خيباتهم وخسارة سيشيب لها البنون.
فعراق المجد والبطولات لن يبنيه مَن وصلوا على ظهور الدبابات، ومن التحفوا الصهيونية والطائفية والأحقاد.. من باعوهُ بأبخس الأثمان، وباعوا أنفسهم للمحتل المجرم الأثيم.. فهؤلاء ليسوا سوى أدواتٍ بيد المحتلّ الغازي، وحسابهم أتٍ لا محالة.. فعراقُ المستقبل لن يُعمّرَه إلا من تمسكوا بهويتهِ العربيةِ والإسلاميةِ، وبتاريخه التليد، ومن كانوا خنجراً في صدورِ الغاصبين والخونة والعملاء والمحتلين.. من ضحوا بدمائهم وجعلوها رخيصة من أجل إعلاءِ كلمة الحق وعودة الحقوق كاملة ورفع راية لا إله إلا الله، ومَن ذادوا عن وطنهم من أجل التحرير.. فمجد الأمم لا يبنيها إلا أشراف الرجال.. ومَن يستعيد كرامتها إلا مَن كان مخلصاً بحقٍ لدينهِ وأمتهِ، ولشعبهِ ولوطنهِ العظيم؟..
وبدأت أتخلي عن الإعجاب