فتح عباس أم فتح الثورة

فتح عباس أم فتح الثورة

م. سميح خلف *

[email protected]

بداية على كوادر فتح أن يختاروا بين فتح عباس وفتح الثورة .

فتح عباس تعني الامتيازات وتعني بطاقة الفي أي بي وتعني بيع فلسطين وتعني ان نقبل برئيسا ً وهميا ً تحت دائرة الاحتلال وبرامجه رئيسا ًَ قبلته عكا ورئيسا ً بهائيا ً يحرم اسالة الدم الصهيوني ويختال فرحا ً على دماء الشعب الفلسطيني وحصاره ومآسيه .

أما فتح الثورة فهي العراقة والاصول وهي الطليعة المقاتلة للشعب الفلسطيني وهي التي تحمل آماله في طريق الحق وفي الطريق الطويل نحو تحرير فلسطين ،فتح الثورة التي اعتنقت الكفاح المسلح ودفعت خيرة أبنائها المؤسسين وغير المؤسسين على درب الشهادة لكي تكون فلسطين حرة عربية ولكي تكون فلسطين هي قاتلة المشروع الصهيوني على الارض العربية هذه فتح الثورة .

وأمام التحديات القائمة والمدروسة من قبل دوائر صهيونية وآمريكية واقليمية على كوادر فتح أن يختاروا طريق النضال والصبر والمثابرة والتضحية أو يختاروا أن يكونوا أذلة في حلقة رواتب الرباعية والامتيازات والوعود بالعودة للوطن عن طريق المؤتمر العام الحركي .

ما تحدث به عباس أمام مجموعة من المنافقين والمصفقين والذي دعى فيه إلى عقد المؤتمر داخل الوطن المحتل وتحت حراب الاحتلال وبرامجه ومخططات الشين بيت .

هذا الطرح هو حلقة من حلقات التآمر ومفصل من المفاصل الكبرى سبقها عدة فصائل لاقصاء حركة فتح من شرفائها وأصبح واضحاً لكل من لديه شك في عمالة هذا الرجل وولائه لديانته الماسونية البهائية بأفكارها وأطروحاتها بأن هذا الرجل يسير ليس فقط في طريق بيع فلسطين بل احداث تهتك في المضمون الاجتماعي والثقافي والسياسي والأمني للشعب الفلسطيني .

مقدمات عباس للاسيلاء على حركة فتح لم تكن وليدة هذه اللحظة أو لم تكن وليدة انقلابه على اللجنة التحضيرية للمؤتمرالحركي وعلى التنظيم بل سبقها كما قلت عدة مقدمات نصيغها في الآتي :-

1- حصار وانهاء دور منظمة التحرير الفلسطينية وحصارا الدائرة السياسية ومنظمة التحرير الفلسطينية واسناد دورها لأحد الوجوه المرتزقة من اليسار الفلسطيني والتي اخترقت اليسار الفلسطيني عقود متعددة .

2- قام عباس بحصار هيئة التعبئة والتنظيم ونقل عناصرها والحاقهم في السفارات واحالات للتقاعد .

3- قام عباس باحالة كوادر فتح أصحاب التجربة إلى التقاعد قبل وصولهم إلى سن التقاعد إذا زيج ذلك في الوضع الثوري والوضع الاخلاقي .

4- قام عباس باستدراج ابو ماهر غنيم وكان اثر ذلك اهمال التنظيم في الخارج تحت مبرر الضائقة المالية وعمليا ً أصبح التنظيم في الخارج منشيت عريض بدون مفهوم ولا عمق ولا معنى ولا اطار .

5- قام عباس بالتشكيك ونعت المقاومة بأنها مقاومة عبثية وخطورة هذا التصريح زرع بذور اليأس والخيبة لدى الشعب الفلسطيني والرفع المعنوي لقوى العدو وهيمنتها وسيطرتها اي يريد ان يقول عباس للشعب الفلسطيني لا فائدة من نضالكم فأصبحت ارض فلسطين هي ملك للعصابات الصهيونية وكان تحرك كل اطاراته السياسية وبرامجه التفاوضية تحت هذا الاطار والمفهوم .

6- بعد أن قع شوطا ً في انهاء التنظيم في الخارج وشل كل مؤسسات منظمة التحرير قام عباس بتوجيه ضربة قاسمة لقوى المقاومة في الضفة الغربية مدعيا ً انه حقق الأمن للشعب الفلسطيني ومدعيا ً في نفس الوقت انه ادى ما عليه من واجبات لحماية الامن الصهيوني .

لم يكن مفاجئا ً ان يعلن عباس عن نيته عقد المؤتمر في الداخل مستجيبا ً بل هو صاحب القرار للتيار المتصهين في داخل حركة فتح وقد تنبأ الكثيرون بهذه النتيجة سلفا ً ومنذ شهور من خلال المراوحة والمماطلة في اعداد أوراق المؤتمر وإذا كان ابو عمار كان هو ضحية تنسيق اوسلوي من التيار المتصهين مع قوى اقليمية ودولية وتحت سياسية ومفهوم ضرب العنق لينفصل الجسد ثم يمزق اربا ً فالآن حركة فتح ومن خلال جمل المزاد التي اعلن عنها في خطابه حول تعداد المؤتمر من 650 فأكثر فأكثر فأكثر مزاد علني وكما يقول في عرس فتح ، اي عرس هذا ؟ عرس فتح وهي تبكي كالثكالى على ما فقدته من قادتها في عمليات غامضة مشبوهة وعلى رأسهم ابو عمار ام عرس فتح انها فقدت طليعيتها للشعب الفلسطيني ام عرس فتح ودبابات الاحتلال تختال في شوارع الضفة الغربية والمخيمات أم عرس فتح هو خضوعها للبرنامج الصهيوني على ايدي هذه الحفنة الفاسدة التي باعت ضمائرها وباعت تاريخ حركتها هذا هو عرس فتح بلا شك كما تحدث اخي شاكر الجوهري وكما تحدثنا سابقا ً ومرارا في عدة مقالات سابقة ان انعقاد المؤتمر الحركي هو مطلب صهيوني امريكي اولا وبكيفية معينة وفي نطاق معين وبوجه معين .

وامام قرار عباس الآن كما ذكرت في مقدمة هذا المقال الخيار مفتوح امام كوادر فتح واللجنة المركزية اما ان ينصاعوا لقرار عباس أو أن ينفصلوا وفي كلا الحالتين عباس هو المستفيد هو وتياره واجهزته الامنية فيعلم الجميع ان الذي دفع عباس الى هذا السلوك هو الثقة التامة بأنه يساوم الضعفاء في اللجنة المركزية وكوادر حركة فتح فالمال والقرار والنفوذ الاقليمي والصهيوني والأمريكي كل ذلك مجتمع في قرار عباس بانعقاد المؤتمر داخل الوطن المحتل أما اللجنة المركزية وما تبقى منها محافظا ً على ارث فتح وتاريخها لا يمتلكون اي من أوراق اللعبة المضادة لتوجهات عباس وعباس سيخلق ألف كنرة وكندرة من كنادرة فتح ليعقد مؤتمره في الداخل وليفصل الداخل عن الخارج باستثناء بعض الرموز من بعض الساحات الخارجية التي كانت مكلفة بمهام لصالح تيارأوسلو .

ممكن ان نقول ان ابو اللطف هو الوحيد القادر على مجابهة مخططات عباس وكما قلت سابقا ً متى تبدأ لحظة الصفر من ابو اللطف هناك اقاليم في الخليج اعلنت رفضها لانعقاد المؤتمر في الداخل وهناك اقاليم في داخل الوطن اعلنت رفضها لانعقاد المؤتمر في الداخل اعتقد ان تلك الموقف هي أوراق قوة لأبو اللطف وهل اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الحركي ستنشق على نفسها ام ستخرج وحدة واحدة في مواجهة مخططات عباس لتمزيق حركة فتح وانهاء حركة فتح في الخارج وتشكيل حركة جديدة في حركة فتح "الاجهزة " الموالية لعباس .

كثير من الاوراق الاقليمية والدولية تؤثر على القرار في كيفية مواجهة مخططات عباس واعوانه ولكن لا مفر أمام المناضلين في حركة فتح بأن يختاروا الطريق الصعب والشاق كما اختاره التاريخيون في داخل حركة فتح وكوادرها وهو طريق الآلام وطريق الارادة في صراع الاردات مع تيار أوسلو والدوائر الصهيونية وبعض الدوائر الاقليمية فهل ننتظر قرارا ً الآن وليس غدا ً فعباس ماضي في طريقه ولن يوقفه احد مادام هو كالدنيا التي تلقنت الدرس جيداً في دروس التخريب وبيع الوطن وانهائه ونعتقد ان على الاخوة في حماس وامام هذه المنهجية المتقدمة في التخريب في الساحة الفلسطينية ان تعيد دراسة الاوضاع من جديد في حوارها مع فتح أوسلو ولأن عباس لا يمثل حركة فتح وعباس غير شرعي وخارج عن كل اطروحات حركة فتح كحركة مناضلة وعلى حماس ان تختار ان تتعامل مع فتح الثورة او مع فتح التيار المتصهين

              

*رئيس تحرير صحيفة فلسطيننا