بيانات

بيـــــــــان

من الحصار في رام الله – إلى الاستشهاد بالاغتيال

غياب القائد الرمز

في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك غيب القدر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (مالئ الدنيا  و شاغل الناس ) لأنه القـائد الـرمز للشعب الفلسطيني فقد أسس فتح أول حركة وطنية لتحرير فلسطين بالكفاح المسلح، وكان  أول من أطلق الرصاصـة الأولى في فلسطين مع مجموعة فدائية من مؤسسي فتح، كما انه قاد الكفاح الفلسطيني على امتداد أربعة عقود،

واشرف على إدارة الصراع داخل فلسطين و خارجها في مواجهة اخطر كيان استيطاني عنصري أفرزته الحركة الصهيونية بالتحالف مع قوى الغرب الاستعماري، التي سلمت الراية في النهاية للقـوة الامبريالية الأمريكية و مشروعها الإمبراطوري الكوني.

في خضم هذا الصراع المعقد مع الحركة الصهيونية المتحالفة مع القوىالاستعمارية التي تمد الكيان الصهيوني باستمرار بأسباب الحيــاة والقوة المادية و الاقتصاديــة و الماليـــة  و الدعم السياسي المطلق في الأمم المتحدة   و مجلس الأمن –  مر النضال بقيـادة عرفـــات بمراحـــل صعود و هبوط ، و مد و جزر، انتصارات و انتكاسات ، بسبب ارتباطه الشديد بحال الأمة العربية، فالقضية الفلسطينية -   قضية عربية مركزية – تتأثر إيجابا و سلبا بالأوضاع العربية ، في هذا السياق حققت قوى الثورة الفلسطينية بقيادة عرفات أول انتصار هام لها في معركة الكرامـــة ،  كما عمقت ارتباطها و تحالفها مع القوى الوطنية اللبنانية ، الذي توج اتفاقية القاهرة .

وفي ظل انحسار المد القومي و انكفاء مصر عن دورهــــا تعرضت قوى الثورة الفلسطينيــــة بقيــادة عرفـــات لمحاولات التصفية ، و للطرد من لبنـــان عبر اجتياح الجنوب و حصار بيروت و حصار طرابلس و تم إخراجها إلى تونس و صنعاء و المنافي .لقد تحمل الشهيد عرفـات الكثير من ظلم ذوي القربى ، غير انه صمد طويلا أمام الضغوط و الضربات القـاسيـة ورد عليها بالانتفاضة الشهيرة في أواخر عام 1987 التي قلبت موازين القــوى وغيرت معادلات الصراع، وأعادت للقضيـة الفلسطينية أولويتها على جدول الأعمال الدولي و الإقليمي  و كذلك بانتفاضة الأقصى  في خريف عام 2000 و التي تطورت و ترافقت بعمليات المقاومة التي أربكت العدو الإسرائيلي و دفعته للرد عليها بعنف وحشي غير مسبوق .

في ظل التفكك العربي و التردي الذي أعقب حرب الخليج الثانيـــة اضطر للتفاوض مع العدو و توقيع اتفاقية أوسلو والاعتراف المتبادل ، ظنا منه أنه الثمن الذي لا بد من دفعه للعودة إلى الداخل  و قيام الدولة الفلسطينية  في حدود 1967غير انه نسي انه يتعامل مع عدو يتنكر للوعود و العهود و المواثيق ، و أن الرعاية الأمريكية لاتفاقية أوسلو وما تلاها مرهونة بالقرار(الإسرائيلي) و بمواقف اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ، الذي مارس تأثيره على إدارة كلينتون للضغط على عرفات في مفاوضات كامب ديفيد الثانيةلإرغامه على التنازل عن حق العودة وعن تفكيك المستوطنات وعن القدس التي كانت تمثل القضايا الأساسية النهائية في اتفاقيــة أوسلو  إلا أن صموده في وجه الضغوط و تمسكه بالثوابت الفلسطينيـــة ، و رفضه الانجرار إلى نزع سلاح المقاومـــة الإسلامية والوطنية أعاد تأكيد ثقة الشعب الفلسطيني بقيادته ، ولم تنفع محاولات عزله ، ومحاصرتـه في مقره بمدينة رام الله ، في النيل من عزيمته و صموده ، و إفشاله لمحاولة استبداله بقيادة تتخلص من هذه الثوابت.

ومن المخجل إن الأنظمة القطرية العربية قد تخلت عن القضية الفلسطينية ، وعن الرئيس الفلسطيني المحاصر   و لم تقم بأي دور لرفع هذا الحصار الجائر ، ولوقف العدوان الوحشي المتواصل على شعب فلسطين .

إن تعاطف الرئيس الفرنسي شيراك وحكومتـــــه مع الرئيس الفلسطيني من خلال استقبالــــه و الاهتمام الكبيـر بمعالجتــه و توديع جثمانــه بما يليق برئيس عربي لا بد أن يحسب لفرنسا و للاتحاد الأوربي الذي يتعاطف مع الشعب الفلسطيني ، كما أن مشاعرالحزن بغياب عرفات في أوربا وعلى المستوى العالمي لم تكن بسبب أهميته كقائد كبير فحسب و إنمــا بسبب الاحترام الواسع الذي ناله الشعب الفلسطيني من خلال صموده و تضحياته في مواجهة العدو الصهيوني المتمادي .

و ما من شك إن غياب قـــائد كعرفــــات لا بد أن يترك فراغــــا غير أن وعي الشعب الفلسطيني و قواه الوطنية و الإسلامية قد تجلى بوضوح خلال مرض الرئيس عرفات و بعد غيابه .

إننا على ثقة بهذا الشعب العظيم و بقدرته على مواجهة التحديات و سوف يتجاوز أي فراغ ناجم عن قائده (أبو عمار) كما تجاوز من قبل الفراغ الذي خلفه غياب قادة كبار أمثال الشيخ احمد ياسين ، و عبد العزيز الرنتيسي ، وأبو علي مصطفى، و قوافل الشهداء من الكوادر القيادية للشعب الفلسطيني .

إن القوى الحية في الأمـــة المتضامنـــة مع الشعب الفلسطيني في محنتــــه تطالب بإعــادة دور منظمة التحرير الفلسطينية وبانضمام حماس والجهاد الإسلامي إليها وبتعزيز الوحدة الوطنية والاتفاق على قيادة موحدة  لهذا الشعب الصامد و متابعة خيار الانتفاضة و المقاومة لدحر الاحتلال و تحرير فلسطين و قيام الدولة الفلسطينيــة المستقلة .

30/رمضان/1425هـ 13/ 11/2004 م . 

 المكتب السياسي - حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي

-- ------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى و منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا  )  صدق الله العظيم .

الأخوة : محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية .

    فاروق القدومي رئيس منظمة فتح .

      روحي فتوح رئيس المجلس التشريعي –الرئيس المؤقت للسلطة الفلسطينية .

    لم يكن ياسر عرفات مجرد رئيس منتخب للسلطة الفلسطينيـة، لفترة محدودة منذ انتخابه حتى استشهاده بطريقة تشعر باغتياله بطريقة غامضة سبق للكيـان العنصري الإسرائيلي ممارستهـا مع قـــائد بــــارز في حركة حماس ،  و كرر محاولته مع أبي عمار بعد أن تبين له أن الحصــار الطويل في مقره برام الله لم يفلح في شل حركته مع العالم وفي إنهاء دوره. لقد كان ياسر عرفات قائدا فذا مميزا للشعب الفـلسطيني وأحـد القادة البارزين في أمته العربيــة وعلى مستوى العـــالم الثالث ، لقد بدا الكفــاح المسلح لتحرير فلسطين منذ الستينات وعمل مع رفاقه في فتح ، و مع فصائل المقاومة الفلسطينية على تحويل الكيان السياسي الفلسطيني الذي ابـــرز هوية الشعب  تعبيرا عن وجوده إلى ثورة تحريـــر وطني على طريق الحرية والاستقلال  رغم صعوبة الظروف و جسامة التضحيـات . لقد تمسك ياسر عرفات بالثوابت الوطنيـــة الفلسطينيـــة في مـواجهــة أعتى القوى وعمل على تفويت كل المناورات و المؤامرات لإثارة عوامل الفتنــــة و الاقتتـال الفلسطيني -  الفلسطيني ،  و تمسك بالحرص على الوحدة الوطنية  و عدم التفريط بتيار المقاومة في أحلك الظروف .

    إن التجمع الوطني الديمقراطي في سورية، يتقدم بخالص العزاء لشعب فلسطين العظيم ولحركة فتح ولمنظمة التحرير الفلسطينية و للأمة العربية كلها بالقائدالشهيد ياسر عرفات ويدعو جميع القوى الوطنية و الإسلامية المنضوية في فصائل المقاومة و الجهاد إلى رص الصفوف و تعبئة القوى و العمل في إطار منظمة التحرير و إعادة صياغة ميثاقهـا و تعزيز الوحدة الوطنية ، لان الصمود الفلسطيني مطلوب في هذه المرحلة لإيقاظ  قوى الأمــة و تجديــد نهوضهـــا وتـوحيــد جهودها لحماية الانتفاضة و المقاومة في فلسطين ، و في العراق  و لبنــان في مواجهة الغزوة البربرية التي تضع امتناأمام مصيرها و ليستمر شعار الثورة الفلسطينية ( ثورة حتى النصر) . و السلام عليكم .

دمشق  في29/رمضان/1425هـ

الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا

12 /11 / 2004 م.

حسن إسماعيل عبد العظيم

-------------------

نداء للتضامن

الأخوة و الأخوات...
يا جماهير شعبنا في سورية...

أيها المناضلون من أجل الحرية و الإستقلال وكرامة الإنسان على الأرض العربية و البلدان الإسلامية... 

    إن ما يجري في العراق و فلسطين من جرائم و مجازر وحشية طالت الأطفال و النساء و الرجال و الزرع و الضرع و هتكت كل القيم و كشفت عن الوجه الحقيقي  البشع للإحتلالين الصهيوني والأمريكي,و عن إرهاب الدولة الرسمي,للتحالف الأمريكي الصهيوني,و إستمرار العدوان المتمادي خلال شهر رمضان المبارك..

    لذلك فإن اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية تدعو إلى التضامن الواسع مع الشعبين الشقيقين في العراق و فلسطين,و التعبير المعنوي الرمزي عن هذا التضامن باستبدال المظاهر الاحتفالية بعيد الفطر المبارك.بلقاءات و حوارات جدية غايتها تعميق الوعي بخطر الاحتلال و خطورة ما يجري في فلسطين و العراق,و أبعاده الكارثية على المنطقة كلها,ووسائل و آليات الدعم المادي و المعنوي للانتفاضة و المقاومة في فلسطين و العراق,و ترسيخ ثقافة المقاومة و إرادة التحرير للأراضي العربية في أذهان الجماهير.

     إن تأييدنا و مشاركتنا لأهلنا في فلسطين و العراق يمكن أن تتجلى بكل الأشكال,و هي مهمة كل الشرفاء في أمتنا و العالم.

عاشت المقاومة ضد الإحتلال الأمريكي البريطاني و الصهيوني....

اللجنة المركزية- حزب الاتحاد الإشتراكي العربي الديمقراطي