ميشيل كيلو أيها البطل نٌرحب بعودتك
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
بكل
التحدي والإباء يعود كيلو الى الميدان السياسي بعد ثلاث سنين قضاها ظلما في سجون
القمع والإستبداد والإستعباد ، في سجون الظلم الذي قضى عشرات الألالاف فيها نحبهم
وهم يدافعون عن الوطن وكرامته وحريته وعليائه ، وبفضل الحركة المدنية الواسعة ،
وحركة التحرر الوطني ، ووقفة الرجال الشجعان ، وصحوة الضمائر الحية ، وحركة الرفض
الشعبية الكبيرة لكل أشكال الظلم !! لم يعد ممكنا بعد اليوم لأي اختفاء قسري طويل
لأي مناضل دون معرفة عن مكان وجودهم أو طرق تصفيتهم ، بعد أن بذل أبناء شعبنا
الكثير من دمائهم وأرواحهم رخيصة لحرية الوطن والمواطنين وتلك حقيقة، وإلا لما كان
الكيلو ولا غيره على قيد الحياة ، وبهذه المناسبة السعيدة الحزينة - السعيدة
بالإفراج عنه والحزينة لسنين القهر التي قضاها فيها- لايسعنا إلا أن نتقدم له بأجمل
أيات المباركة والتهنئة مع عمق الألم لما أصابه ويصيب أحرار بلدنا الحبيب
ثلاث سنين قضاها أخي المسيحي في القيد فماذا تعني في عمر الشعوب ، وكذلك لغيره ممن
قضى نحبه فيها ، وللمضجين على نفس النهج ، والى كل المتضررين بفعل السياسات الظالمة
الإستعلائية؟ أقول : بانها لا تعني إلا التضحية والفداء لحرية الشعوب ، والإرار على
نيل الحقوق، فلولا هؤلاء الرجال الذين نذروا أنفسهم لله ولأوطانهم وشعوبهم لبقيت
شريعة الغاب التي سار عليها هامان وفرعون والأكاسرة والأباطرة وغيرهم من المفسدين
في الأرض ، ولكنها ارادة الحياة الكريمة التي جبل عليها الانسان هي التي تدفع
بهؤلاء الى كل هذا البذل والعطاء ، وفقط بهذه الروح الطيبة المقدامة ومكارم الأخلاق
، والإستعلاء على الذات اهتزت عروش الطواغيت ، وهي التي تزعزع أركانهم ، ومنها
تعلموا القاعدة " لو دامت لغيرهم لبقيت فيهم "
ثلاث سنين قضاها كيلو المسيحي الوطني وغيره من بني دينه ليس للدفاع عن مسيحي سورية
فحسب بل للدفاع أيضا عن المسلمين بكل طوائفهم وأعراقهم ، وغيره من أبناء الوطن من
الأعراق والنحل قدم مايزيد وما يقل ، وجميعهم فعلوا ذلك من أجل سورية ، وهي ليست
بالتضحية السهلة من في عمر الأشخاض ذوي العمرالقصير، ولأكثر من ألف يوم قضاها هذا
البطل الوطني في سجون الظلم والقهر والإضهاد لكلمة قالها في توقيع طالب فيه بتصحيح
العلاقات اللبنانية السورية ، وكف الأذى عن الجار الشقيق وتركه بحاله بعيدا عن
الوصاية ، ودعوته الى احترام واستقلال البلدين وترسيم الحدود ، ولو نفذت تلك
المطالب بحينها ، والتي وقع عليها مئة واربعة وثلاثون مناضل وأيدتها جماهير
المثقفينمن وعمل النظام فيما بعد على تنفيذها ، لوفرعلى نفسه الكثير من العناء له
ولمواطنيه وللشعب اللبناني ، ولكنها لغة الإستكبار والتعالي على أبناء شعبنا الحبيب
، من نظام لايملك أي شرعية سوى شرعية الإستقواء بالأدوات القمعية للإخراس ، ثم
ليتبين له فيما بعد خطأه بعد تكبيل وطننا بمزيد من الخسائر ، وليتبين له عدم الجدوى
التي لم يعترف بها من سياسة القمع ، لنسمع بعد كل هذه الممارسات الظالمة على
أحرارنا من كيلو وغيره ممن اضطهدوا داخل السجون بأنهم ماضون في طريقهم وأكثر تصميما
في السير بالطريق الذي اختطوه ولن يحيدوا عنه قيد شعرة
ونحن من جهتنا في التيار الاسلامي الوطني الحر والمستقل وكذلك المعارضة السورية
نرحب بعودة السيد كيلو لممارسة نشاطه السياسي ، والذي تزامن دخوله السجن بانضمام
فصائل جديدة للمعارضة ، وتزامن خروجه بالإتفاق على الكف عن المساجلات والإتهامات
والتراشقات الإعلامية ، لنحمله مسؤولية الإنضمام لهذا التوافق ، والعمل مع كل القوى
على قدم وثاق لرص الصفوف وتوحيد الكلمة للسير بالإتجاه الأوحد ، والعدو المشترك ألا
وهو الإستبداد والطغيان لإزالته مهما اختلفت الوسائل ، وأن يعذر بعضنا بعضا ونشد من
أزرنا ، فطريقنا ليست سهلة لنختلف ، وشعبنا السوري لازال واقع تحت نير القمع والقهر
، فاتجاهنا واحد ، ولا يجوز أن تخوننا البوصلة ، ونحن نقدر لكل من بذل وأعطى ،
ولكننا في نفس الوقت لا نرحم المرجفين ، ونقدر عاليا زيادة الوعي لدى المعارضة
الوطنية السورية ، التي استطاعت خلال سنوات قليلة من ممارسة نشاطها الفعلي أن ترتفع
عن الصغائر ، وأن تنتهج الطرق العديدة والمتنوعة للتعامل فيما بينها ، وتحديد
أهدافها بدقة أكبر ، في اتجاه التغير الديمقراطي السلمي ، الذي أقسموا للوصول الى
غاياته ، لأنه من غير المنطقي استمرار الإستبداد الى ما لا نهاية ، وتلك هي سنة
الحياة - إن كان للباطل جولة فللحق ألف جولة وجولة
وأخيرا : لايسعني باسمي وباسم المعارضة إلا أن أهنئ أخي العزيز ميشيل كيلواعلى فك
قيده ، وعلى حريته المجتزأة كما هو حال شعبنا السوري المسلوب منها ،ويداً بيد أيها
المناضل العنيد للسعي بالإفراج عن باقي المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين والعمل
على عودة المنفيين قسرا والغاء القوانين الإستثنائية الظالمة وإعادة الحياة الى
مسارها الطبيعي بعيدا عن سيطرة وهيمنة العسكر والمخابرات وحالات الرعب ،فيدا بيد
لنصنع المستحيل ولن تهزمنا الممارسات الظالمة ، ولن يتحرر شعبنا الا بالمزيد من
التضحيات التي أقسمنا ألا نبخل فيها ، وإنا على الطريق سائرون ، ولتعذرني على
التأخير في الكتابة عنك ، حيث أنا على سفر وأفتقد الى حاسوبي الذي تركته في صنعاء
بلد المنفى ، واليك كل الحب والتقدير، ولشعبنا الحرية والعز والمجد والسؤدد.