الوقت مثالي للعربدة الصهيونية !
عبد الله خليل شبيب
منذ الغزو التتري من الشرق والصليبي من الشمال .. لم يمر على هذه الأمة أيام أسوأ من هذه الأيام!
ومنذ سقوط الخلافة – بل قبل ذلك بحين – والأحوال في تراجع ..ومعاول الهدم المختلفة تعمل في تدمير بنيان هذه الأمة ..وذئاب الكفر والاستدمار[ الاستعمار ] تتناهشها من كل جانب .. حتى مزقت جثتها ..وجعلتها أشلاء ..وتقاسمتها كأسلاب وغنائم !!
.. وأصبحت أمة الإسلام – وقلبها العرب – مشلولة مضيعة مهينة ..أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام – كما يقولون !
أمة التناقضات الصارخة العجيبة !
وبدلا من أن تكون الأمة متحدة مترابطة متواصلة متعاونة متكافلة متكاملة ...كما يجب أن تكون .. – وكما أوصى رسولها صلى الله عليه وسلم - جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى .. أصبحت مزقا وأشلاء متنافرة متدابرة – في الغالب – تتحكم بها الأهواء ..ويتلاعب بها غلمان الأعداء !
وبدلا من أن يكون لها ثقلها الناسب في الميزان الدولي ..أصبحت بلا وزن ولا هيبة ..لا يكاد يحسب حسابها أحد..!! غثاءً كغثاء السيل من شدة الوهن والضعف ..كما جاء وصفها في الحديث الصحيح .
.. أمة كثيرة العدد .. قليلة الشأن ؛ استراتيجية الموقع .. ولا تستفيد من ذلك بل هي مشلولة مقطعة مطعونة في القلب بخنجر صهيوني مسمموم !! ديارها وأجواؤها مفتوحة مستباحة ؛ : في أرضها ثروات هائلة طائلة .. وفيها كذلك ملايين الجياع والمشردين والمضيعين ؛ لديها كفاءات هائلة نادرة .. لكنها مضيعة أو مهملة أو مكبوتة أومهاجرة ؛ قد يستفيد منها أعداؤها ؛ دينها يأمر بالعلم والتقدم ..ولديها كل مقوماته .. ولكنها من أكثر الأمم تخلفا وجهلا !!..إلخ
دروس بليغة من ملحمة غزة !:سيبني عليها الصهاينة مذابح أكثر بشاعة وفظاعة!
لقد كشفت مذبحة غزة الكثير من الأمور ..وعرت الكثير من المواقف ..واختصرت الزمن ..
لقد أثبتت – للعدو الصهيوني خاصة وأنصاره – أن هذا الجسد الواحد ليس واحدا بل لا تكاد تكون فيه حياة ! – ببركة [ المباركين ] من حراس التخلف والهزيمة القائمين أو [المقامين] على شؤونه ! وأثبتت أن كيد الأعداء فاعل وناجح .... وإلا فكيف يطحن المجرمون الإرهابيون الصهاينة .. غزة المستضعفة المحاصرة شبه العزلاء ..بكل ما في حوزتهم وما أمدتهم به دول الكفر الحاقدة من أسلحة فتك وتدمير ..وارتكبوا في غزة أشنع الجرائم التي لم يسبق لتاريخ البشرية أن سجل مثلها !. ثم لا تنتقم الأمة ولا تنتصر لإخوانها المستضعفين ..ولديها عشرات الجيوش وقناطير العتاد والأسلحة المتنوعة .. إلخ ؟!!
من [أخلاقيات ] الجيش اليهودي الجبان !:
.. ومع ذلك لا يخجل أحد قادة العدو أن يكرر نكتة سمجة ممجوجة ..[ الجيش الصهيوني هو الأكثر أخلاقية في العالم !!] ولعله قصد العكس ..أو قصد [ على مقياس وأخلاق التوراة والتلمود الدموي]!
.. فهل من الأخلاق قتل وطحن الأطفال وطمس أبصارهم وتقطيع أطرافهم ..وتركهم للكلاب تنهشهم ..ومنع إسعاف الجرحى والإجهاز على بعضهم ..واتخاذ الأبرياء دروعا بشرية ؛ وهل إطلاق النار على كل متحرك وذبح أم وطفلها .. وإطلاق النار على عجوز كبيرة وقتلها والجذل والفرح وهم يصطادون المدنيين كما يصطاد الصياد صيده ! – مما اعترف به بعض جنودهم لصحيفة [ ها آرتس ] العبرية ؟! ..وهل استعمال مختلف الأسلحة والذخائر المحرمة والأسلحة الفتاكة الجبارة في مواجهة أسلحة خفيفة ووسائل بسيطة وعدد قليل ! ..وهل تدمير المنازل والمدارس والمساجد والمؤسسات على رؤوس الناس بدون تمييز بين مسلح وغير مسلح ؟ وهل حشر العائلات بأطفالها في أماكن مكشوفة في عز الشتاء عدة أيام بلا طعام ولا شراب ..ثم إطلاق النار عليهم ؟ وهل هدم البيوت فوق رؤوس العائلات والآمنين ..والتعدى على طواقم الإسعاف ومنعها من القيام بعملها ..وكذلك الصحافة والإعلام ...إلخ ..
.. بل والتحريض على قتل الحوامل وإطلاق الرصاص على بطونهن لقتل اثنين – هي وجنينها – بضربة واحدة .. كما تروج دعاياتهم الحاقدة ويرسمون ذلك على قمصانهم ..بلا خجل ولا إحساس ولا ذرة أخلاق أو إنسانية ..بل بالعكس !
.. هل هذا كله وغيره وأفظع منه هل هذه هي الأخلاق ؟!
إن كانت مثل هذه [ الشنائع ] أخلاقية ..فقد ارتكبها الجيش الجبان الذي كان ينتقم من المدنيين بشدة حاقدة كلما أوقع به المجاهدون ضربات موجعة !
أضواء خضراء لمواصلة الإجرام والعدوان اليهودي وتصعيده !:
لقد أعطت وقائع ومجريات حرب غزة لليهود الضوء الأخضر .. ليكملوا مسيرة إجرامهم واغتصابهم ..- ولا مانع من [ مفاوضات تخديرية ] بلا هدف إلا أن تكون ستارا لجرائم العدوالمستمرة المتصاعدة ..ولتضييع الوقت علينا حتى يستكمل مخططاته ويُهَوِِّد كل شيء !
لقد أيقن اليهود أن ردود الفعل ( العربية والإسلامية وبعض العالمية ) على جرائمه لن تتجاوز الصياح والهتاف والمظاهرات والشجب ..وفي أعلى الوتائر جمع بعض المعونات !
..لقد كانت فظاعة الجريمة في غزة كفيلة أن تقلب العالم العربي والإسلامي رأسا على عقب – لو كان الوضع طبيعيا - !! ولكن ..الذين يمسكون الخيوط الخفية بأيديهم يعرفون ماذا يفعلون ..ومن يواجهون ..ويسمحون للبعض بالاحتجاج والشجب وربما الشتم .. ويعلمون أنه ليس وراء ذلك شيء !
الأغلبية الساحقة من اليهود مجمعون على العنف مؤيدون للإجرام والقتل والدمار !
.. ومن نتائج الإجرام اليهودي في غزة .. تصاعد الحقد الجماهيري اليهودي ضد الفلسطينيين والعرب .. فبدلا من أن تحرك تلك الفظائع مشاعرهم الإنسانية .. بالعكس أثبتت أن الأغلبية الساحقة من المغتصبين متطرفون يؤيدون ذبح الفلسطينيين ويؤيدون [المعوقين النتينين المتفجرين حقدا وصهيونية المتشبعين بالعقائد والأفكار التوراتية التلمودية الدموية النتنة] ولذلك انتخبوهم بأغلبية .. ..مع أن كل اليهود المحتلين لفلسطين قتلة لصوص محتلون مجرمون – ومن يريد التوبة منهم فليرحل عن البيت اوالأرض التي اغتصبهما .. وليعوض على اصحابه ..ويدفع ديات من قتل !!وإلا فكلهم مستحقون للعقاب العادل ! ( إلا من كان مواطنا في فلسطين قبل الغزو البريطاني ولم يشارك في الإجرام والذبح لأهل البلاد )
الحكومة العبرية [ النتنة ] الأكثر تطرفا ودموية ونتانة !! ماذا في جعبتها ؟!
لقد جاء للحكم في دولة الاغتصاب عصابة متطرفة جدا من القتلة المحترفين ..والمجرمين الخطرين المكررين..الذين لا يخفون حقدهم ودمويتهم وبغضهم لكل ما هو فلسطيني وعربي وإسلامي وإنساني وإصرارهم على يهودية الدولة عرقا وعنصرا مما يعني ( الترانسفير ) وطرد كل الفلسطينيين – ولو مبدئيا ومرحليا من مناطق ال48 .. ورفضهم لأي دويلة فلسطينية – ولو كانت [ كمفحص قطاة !] أو مسخا غير قابل لأية حياة ! ونياتهم العدوانية على العرب أجمعين ..وخصوصا مصر التي هدد وزير خارجيتهم الجديد المحترق تعصبا صهيونيا [ ليبرمان ] بهدم سدها العالي وإغراقها بما فيها [ التابع مبارك ] الذي باع كل شيء وغامر حتى بسمعته وشرفه وبسمعة مصر في سبيل إرضائهم ..! وشتمه ليبرمان وأرسله إلى جهنم ..بالرغم من كل ذلك ..! والذين تنكروا لكل العهود والاتفاقات التي لا تروق لهم – وصدق الله العظيم " أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم .." ..ولا نريد أن نعيد ما سمعه الجميع من أقوالهم وحتى أقربائهم ومؤيديهم – كوالد [النتن ياهو ] الذي صرح تصريحات حاقدة تفيض إجراما ودموية .. .. ذلك [ النتن ] الذي يتسابق الكثيرون [ لهز ذيولهم أمامه ..والانحناء بين يديه ] طلبا لرضاه ..! وقد سبق أن نشرت الصحف – في وزارته السابقة صورة له وهو يجلس مع أحد المسؤولين واضعا رجلا على رجل ..والمسؤول العربي الجار ينحني مصغيا له مولها خاشعا منحنيا..وليس بين فمه وحذاء نتنياهو إلا سنتيمترات .. حتى ليخيل للناظر أنه يهم بتقبيل حذاء النتن!
لقد قلنا حينها [ للمسارعين في رضا ذلك النتن ] ، المتنازلين عن كل شيء حتى عن كرامتهم– ولا زلنا نقول - :
كل من جامل ذاك النتنا كفر الدين وخان الوطنا !
[ نتن ]ياهو..فما أنتنه! ملأ الدنيـا فحيـحـا عفِنا !
منحوه كل مـا يطلبــه منحوه أرضنا...مهجتنا !
منحوه دمنـا ... قبلتنـا منحوه دينهم .. لا ديننا !
لعل هؤلاء الصهاينة السفاحين يضمرون سحق غزة ومن فيها ..على بكرة أبيها !...وربما يضربونها قذيفة نووية محدودة ..كما سبق أن اقترح أحدهم[ الحاقد العنصري ليبرمان وزير الخارجية الحالي 2009] .. إلا أن يخشوا أن يصيبهم بعض رشاشها وإشعاعاتها ..
وعلى أية حال فالجو لهم جد مناسب حيث أن التجربة العملية [ السابقة قريبا ] أثبتت لهم أن جريمتهم ستمر دون عقاب أو حتى حساب ! بل ستجد من [ الأشقاء ] من يشجعها ويشارك فيها ويباركها .. فالمقاومة والاستقامة والإسلام ..خطر وعامل قلق للصهاينة ..ولآخرين لا تعلمونهم ..الله يعلمهم .. بل وكثير من الناس يعلمهم ..ويشير إليهم بالبنان !
.. ماذا يمنع اليهود بعد الآن من أن يرتكبوا بحق غزة وغير غزة .. جرائم ومذابح واستئصالات .. يبدو معها ما سبق بسيطا ..هينا ؟!
.. لا شك أن العصابة الإرهابية الحاكمة في تل أبيب ..تبيت لغزة وغيرها شرا مستطيرا !
ولا يعلم إلا الله متى سيشرعون في تنفيذ جرائمهم ..ولأي مدى .. !!
استفزاز عصابة النتن لإيران ..أمر وارد !ومخاطره مهولة مجهولة !!:
إضافة لعدم تحدد الوضع الأمريكي في ظل رئاسة جديدة لا زالت تتلمس طريقها .. وفي نفس الوقت في ظل شبكات صهيونية متغلغلة مترابطة متوحشة متربصة !!..ورئيس ضعيف ملون ..لا يستطيع أن يخرج على خط السياسة العامة التي ركزها اليهود والمتطرفون ..وجعلوها مبدأ للسياسة الأمريكية على رأسه تأييد العدوان اليهودي في فلسطين تأييدا أعمى ..وإلا – إن أراد الرئيس الجديد الخروج أو الانحراف – ولو قليلا عن مخططاتهم ..فمصيره كمصير [ الرئيس كينيدي ] من قبله.!!
.. إذن قد يسول هذا الجو [ المثالي ] للحكومة اليهودية [ النتنة ] أن تركب رأسها ..ولا تأخذ بالنصائح الأمريكية – فأمريكا على كل حال لها اعتباراتها ومصالحها ..وسياستها وعلاقاتها في العراق وأفغانستان والخليج والمنطقة عموما .. وليست على خلاف دائم ومزمن مع إيران بالرغم من الحملات العلنية المتبادلة ..
ولكن [دولة النتنين الصهاينة ] أعماها التعصب وأصمها الغرور ..حتى أدار القاتل الإرهابي وزير خارجيتهم [ ليبرمان ] ظهره لمبعوث أمريكا [ ميتشيل ] واحتقره ولم يراع حتى البروتوكول المعهود في استقباله ! مما لفت الأنظار .. ومما يشي بأن القوم قد يتمردون على حليفتهم [ ولية نعمتهم الولايات ]ولا يبالون برأيها ونصائحها أو تعليماتها..و يفاجئون العالم بضربة ما للمنشئات النووية الإيرانية وغيرها.. ظانين أنهم سيمرون منها بسلام – كما سبق أن فعلوا في مفاعل العراق ..وقال حينها إرهابيهم النتن السابق[ بيغن ] حين تكرم مجلس الأمن وأدان عدوانهم: (إدانة بدون مفاعل أفضل من مفاعل بدون إدانة) ! .. استهتارا واستهانة بكل القرارات والشرائع الدولية ..كما هي عادة الصهاينة الإرهابيين الوقحين !
وبالطبع إذا فكر الصهاينة ركوب رؤوسهم ..والمضي في تهديداتهم ..ووجهوا ضربة ما لإيران .. فلن تقف إيران مكتوفة الأيدي ..ولن تكتفي بإطلاق بعض الصواريخ نحو فلسطين ..قد تصل أو لا تصل ..وتضر أو لا تضر .. مع أنها لن تكون [ مجرد صواريخ صوتية لم تخدش يهوديا واحدا كصواريخ صدام السابقة ] ..ولكن إيران – كغيرها – تعلم من الذي يمد الدولة النتنة بأكثر سلاحها وعتادها ..ومن يقف وراءها ..وبسيف من تضرب ..وهنا لن تتوقف إيران عند حدود المجاملات ..والتفاهمات والاتفاقات السابقة السرية والعلنية بل قد تسارع للانتقام من ألصق وأقرب حلفاء الصهاينة ..والذين كثير من قواتهم وقواعدهم وأساطيلهم ومصالحهم ومراكز قيادات جيوشهم وحشودهم قريب جدا تحت مرمى - حتى النيران العادية لإيران ..وتستطيع أن توجه لها ضربات موجعة ساحقة مهما كانت الاحتياطات والحمايات .. وحينها قد تنفتح أبواب جهنم في المنطقة ..وقد تتضرر وتتأثر مصادر النفط .مما قد يؤدي إلى أن ترتفع ارتفاعا جنونيا لا تطيق بعضه الأوضاع الاقتصادية المضعضعة التي اوصلتها السرقات والمؤامرات اليهودية المالية العالمية إلى الحضيض ..وستكون ردود الفعل العنيفة وغير المحسوبة والكوارث العامة التي لم يسبق لها مثائل ..!!
.. مما قد يعيد منطقة الخليج إلى عصر ما قبل النفط والكهرباء .. بل إلى العصور البدائية الحجرية !!!
وماذا بعد ؟ لا يعلم إلا الله ما تكون النتائج .. وهل يدرك العالم خطورة هذا الكيان الإجرامي العدواني العنصري على البشرية جمعاء فيجمع على تفكيكه واجتثاثه ..ليرتاح العالم من هذا السرطان الذي يسبب أكثر أزماته مشاكله ومآسيه ؟؟!!