تقسيم العراق

لجان نصرة العراق في سورية

تقسيم العراق مدخل لإعادة صياغة خريطة جديدة للمنطقة

منذ ما قبل احتلال العراق لم تخف الإدارة الأمريكية أهدافها من هذا الاحتلال . فقد أعلنت بوضوح أنها عازمة على إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة انطلاقاً من إعادة رسم خارطة العراق , إلا أنه راق لكثير من المسؤولين العرب أن يتجاهلوا هذا الهدف المعلن ، وأن ينساقوا نحو ما أعلن من أهداف تكتيكية لذلـك الاحتـلال تتوقف حدودها عند احتلال العراق ، والاستيلاء على نفطه وتغيير نظام الحكم فيه ، ونزع أسلحته ، وإدخاله في متاهات التسوية السياسية للصراع العربي / الصهيوني , لكن ما أن تحققت للغزاة أهدافهم التكتيكية من سيطرة على العراق وثرواته ، وتدمير نظامه ، وبناه وقدراته العلمية , حتى بدأت تظهر على السطح أبعاد المخطط الأمريكي الصهيوني في العمل على تدمير وحدة المجتمع العراقي , والسماح للإثارات الفئوية والطائفية والعرقية لتأخذ مداها عبر صياغة مؤسسات للاحتلال على أسس طائفية وعرقية , ومن خلال دعم النزاعات الانفصالية  ، والإبقاء على مؤسساتها التي فرضتها خلال العقد الذي سبق الاحتلال ،  والترويج لما يسمى بالكونفدرالية العراقية على أسس طائفية وعرقية , وما يحدث اليوم من فتن واضطرابات في كركوك والنجف وكربلاء ليست بعيدة عن أصابع الإدارة الأمريكية المتصهينة بل هي تأتي نتيجة  لها , وخطوة على طريق تحقيقها , في الوقت الذي ينغمس فيه النظام العربي أكثر فأكثر بالرضوخ لتداعيات هذا المخطط وتجاهل مخاطر الاحتلال وما يرسمه من مخططات وأهداف .

في هذا السياق يأتي التداعي الليبي الخطير الذي تمثل في الاستسلام التام والمطلق للمطالب الأمريكية والصهيونية ليشكل اختراقاً جديداً للممانعة العربية النفسية والمادية , وليدفع إلى مزيد من الاستسلام وليقود بنفسه  عملية التراجع الكبير أمام مطامع التحالف الأمريكي الصهيوني .

لكن الأمل يبقى معقوداً على شعب العراق ومقاومته التي لا تزال صامدة رغم ما تتعرض له من عمليات قمع وحشية نجم عنها اعتقال الآلاف ممن يشتبه بانتمائهم إليها , إضافة إلى أسرهم وأقربائهم , تلك العمليات الوحشية التي تتخذ يوماً بعد يوم الأسلوب الصهيوني المتبع من قبل قوات العدو الصهيوني في فلسطين نموذجاً لها , فهي تلجأ لاستخدام الطائرات في قصف أماكن آهلة بالسكان , وإطلاق النار العشوائي على المدنيين , ودهس السيارات المدنية بجنازير دباباتها , وقتل الأسرى والمعتقلين .

الأمل يبقى معقوداً على استنهاض وعي جماعي بمخاطر ما ينجرف إليه العراق , وهي تتشارك فيه القوى التي تقول أنها ضد الاحتلال ومع استقلال العراق ووحدته , لتتجاوز حالة السكون والبحث عن مكاسب فردية وحزبية وطائفية , ولتخرط في المقاومة الاحتلال , بدل ذلك الاستلام القدري لمخططات المحتلين .

لقد ساد فيما مضى اعتقاد عميق بأن لبنان سائر إلى التقسيم خلال الحرب الأهلية والاجتياحات الصهيونية التي تعرضت لها قبل أكثر من عقدين , بعد أن استنهضت النعرات الطائفية والمذهبية فيه , وراحت بعض أحزابه تدعو للتخلي عن الهوية العربية وللاستقواء بقوى خارجية , متحصنة ( بكنتيونات ) صنعتها ورعتها قوى خارجية , لكن شعب لبنان وقواه تمكنا من تجاوز تلك القطوعات , وعاد لبنان موحداً وعربياً ومتحرراً من الاحتلال , بعدما وقف اللبنانيون إلى جانب مقاومة العدو الخارجي .وبعد أن حطموا الجدران الفاصلة والستائر الترابية التي تفصل بين تلك الكانتونات , وهو درس يجب التعلم منه , بدل الرضوخ القدري لمخططات المحتلين ولأصحاب الدعوات الانفصالية والتقسيمية .

ـــــــــــ

اللجنة المركزية لنصرة العراق – لجنة نصرة العراق ( حلب ) – لجنة المبادرة الشعبية لنصرة فلسطين والعراق ( دير الزور ) لجنة العمل الوطني لنصرة فلسطين والعراق ( الرقة ) – لجنة نصرة فلسطين والعراق ( حمص ) اللجنة التحضيرية لنصرة فلسطين والعراق ( ادلب ) – لجنة نصرة العراق في الجمعية الأهلية لمناهضة الصهيونية .