العرب العاربة والعرب المستعربة

بين نتنياهو وأوباما  ونجاد وبين العطالة

أديب طالب / معارض سوري

[email protected]

ذهبت العرب العاربة ، وذهبت العرب المستعربة ، ومن يريد ان يعرف عنهم شيئا فليسأل علم الاركيلوجي او أحد علماء الأحافير .

مانجده اليوم عربان جدد ، أتذكر معهم أنّ كلمتي العربان والغربان لهما أصل واحد في علم فقه اللغة العربية .

الآن متوفر في الاسواق نوعان جديدان من العرب هما : العرب المعتدلة والعرب الممانعة ، أمّا المعتدلة ، فلي قريبة اسمها اعتدال ، اخذها الله  رحمة بمن حولها ، وهي في طريقها الى الجحيم  لشدّة أذاها وتطرفها في الاضرار بالناس ، وكانت عكس ما يقال بأنّ " لكل مسمى من اسمه نصيب " . وأمّا الممانعة فأقرب الى قول الله تعالى " منّاع للخير معتد أثيم " . لقد اعتدى عربان اليوم  حتى على  علم فقه اللغة واللسانيات .

صحيح أنّ العرب المعتدلة تعطي شعوبها أقلّ مما ترغبه هذه الشعوب وتستحقّه ؛ الا أنّ العرب الممانعة ابتلعت شعوبها وهضمتها و..... ، والصحيح أكثر هو أنّ العطالة العربية ناجمة أنّ العرب عطّلت شعوبها بالرشاوى التافهة أو بالخوف الصاعق الماحق وعلى درجات متفاوتة ، وتعطيل العرب والممانعة منها بالذات لشعوبها أنتج عطالة في البناء والتنمية والتقدم الطبيعي على صعيد الداخل وانشغلت تلك الشعوب بالخوف من الحرية والخوف من الجوع  ، وانتج عطالة الجكام عن الفعل الحقيقي في الخارج بعد ان انشغلوا ببقائهم في الحكم وبقيت الادوار الاقليمية والفعالية السياسية محصورتان بالفرس والعبرانيين ، وبقيت للعرب الممانعة أدوار التوابع ، واحتارت العرب المعتدلة وهي تجهد للحصول على دور هو من حقّها الطبيعي بحكم الثروة النفطية والموقع الجغرافي

قيل أنّ العرب انتقلوا الى مقاعد المتفرجين ، هذا غير صحيح ،  العرب لم ينتقلوا الى مقاعد المتفرجين لأنهم جالسون عليها من زمن ليس ببعيد ،  اللهم الا اذا استثنينا عرب " الممانعة " فهم متمسكون بالذيل الايراني وجاور الايراني تتأيرن . ولو كنت  على ذنبه .

رغم انّ حرب تموز ، كانت انتصارا بعرف المقاومة ووفق اعراف العرب الممانعة  ، الا انّ الاستقرار على الحدود الشمالية لدولة العدوان قد ساد منذ آب 2006 وحتى الآن  . وهذا عكس المفهوم السائد عن المقاومة بأنها الرافعة الميكانيكية لعدم استقرار الحدود مع العدو الابدي ! . ماذا لو خافت  العرب الممانعة من أن يؤثر طول التخزين سلبا على " الكاتيوشا والقّسام وفجر وضحى وعصر ومغرب " ؟ وماذا لو خاف " الممانعون " ان تؤثر اطالة استراحة المحارب على قدراته التعبوية والقتالية ؟

ماذا لو قرر " الممانعون " ان يقصّروا الطول والاطالة ؟ فهل يكتفي العدو الاسرائيلي يأن يفعل ما فعله في تموز وكانون ؟ ام انّه سيضيف البه تدميرا كاملا للاقتصاد وكلّ مصادر القوة المدنية وكامل البنية التحتية ؟ انّ شيئا من هذا لو حصل فانّ حربي تموز وكانون ستبدوان نزهة امامه ! ويصعب الحديث عندها عن الانتصارات دون شك ، وخاصة اذا كانت الحرب والمواجهة تا متين . 

اذا بقيت العرب المعتدلة والعرب الممانعة في ما هما عليه الآن فانهما سيلحقان بالعاربة والمستعربة ، ويصبحان مادة لعلم الاركولوجي وعلم الاحافير ...

مبروك والف مبروك ، وعلى نتنياهو ونجاد واوباما أولا ان يصنعوا التاريخ لوحدهم .